الأخ الفاضل ( نادى العطار ) حفظه الله ورعاه
قبل أن أجيب على تساؤلكم ، فإنه لا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :
هلا باللي نهليبــــه......وشوفته تشرح البال
ولو رحبت مايكفي.......لك مليون ترحيبــــه
هلا وغلا بالأخ الحبيب ( نادى العطار )
في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )
احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة
والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة
كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي
وكلنا شوق لقرائة حروف قلمكم ووميض عطائكم
هلا فيكم
ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم
تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة
ونحن نعلم بأنكم قد زرتم الموقع لأسباب واعتبارات خاصة ، ولكن واجب الضيافة يحتم علينا ذلك 0
أما بخصوص قولكم - يا رعاكم الله - : ( التوراة والإنجيل والقرآن ينفون أن يكون للسحر والحسد تأثير )
فهلا تفضلتم وتكرمتم علينا بمصادركم الشرعية لإثبات ما ذهبتم إليه ، أما نحن فنعلم يقيناً بأثر وتأثير تلك الأمراض ( السحر والعين ) على الإنسان وإليكم الدليل :
* أدلة السحر وتحريمه من كتاب الله عز وجل :
- يقول تعالى في محكم كتابه : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) ( البقرة – الآية 102 ) 0
قال ابن كثير في تفسيره : ( قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن قيس بن عباد عن ابن عباس قال : فإذا أتاهما الآتي يريد السحر نهياه أشد النهي وقالا له : إنما نحن فتنة فلا تكفر وذلك أنهما علما الخير والشر والكفر والإيمان ، فعرفا أن السحر من الكفر قال : فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا فإذا أتاه عاين الشيطان فعلمه فإذا علمه خرج منه النور فنظر إليه ساطعا في السماء فيقول : يا حسرتاه يا ويله ماذا صنع 0 وقال السدي : إذا أتاهما إنسان يريد السحر وعظاه وقالا له : لا تكفر إنما نحن فتنة فإذا أبى قالا له : ائت هذا الرماد فبل عليه 0 فإذا بال عليه خرج منه نور فسطع حتى يدخل السماء وذلك الإيمان وأقبل شيء أسود كهيئة الدخان حتى يدخل في مسامعه وكل شيء ، وذلك غضب الله فإذا أخبرهما بذلك علماه السحر 0 وقال سعيد عن حجاج عن ابن جريج في هذه الآية لا يجترئ على السحر إلا كافر 0 وقد استدل بعضهم بهذه الآية على تكفير من تعلم السحر واستشهد له بحديث عبد الله : " من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " ( صحيح الجامع 5939 ) ( تفسير القرآن العظيم – باختصار – 1 / 136 ، 137 ) 0
وقال – رحمه الله - : ( قال قتادة : كان أخِذ عليهما أن لا يعلما أحداً حتى يقولا إنما نحن فتنة أي بلاء ابتلينا به فلا تكفر ) ( تفسير القرآن العظيم – باختصار – 1/136 ، 137 ) 0
* أدلة السحر وتحريمه من السنة المطهرة وآثار الصحابة :
* السنة المطهرة :
1)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا السبع الموبقات – أي المهلكات - الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات – أي العفائف - المؤمنات الغافلات – أي الغافلات عن الفواحش - ) ( متفق عليه ) 0
قال المناوي : ( والثانية - من السبع الموبقات - السحر قال الحراني : وهو قلب الحواس في مدركاتها عن الوجه المعتاد لها في ضمنها من سبب باطل لا يثبت مع ذكر الله تعالى عليه 0 وفي حاشية الكشاف للسعد : هو مزاولة النفس الخبيثة لأقوال وأفعال يترتب عليها أمور خارقة للعادة قال التاج السبكي : والسحر والكهانة والتنجيم والسيمياء من واد واحد ) ( فيض القدير – 1 / 153 ) 0
2)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد ) ( صحيح الجامع - 5939 ) 0
قال المناوي : ( " من أتى عرافا أو كاهنا " وهو من يخبر عما يحدث أو عن شيء غائب أو عن طالع أحد بسعد أو نحس أو دولة أو محنة أو منحة ، فصدقه إن الغرض إن سأله معتقدا صدقه ، فلو فعله استهزاء معتقدا كذبه فلا يلحقه الوعيد ، ومصدق الكاهن إن اعتقد أنه يعلم الغيب كفر وإن اعتقد أن الجن تلقي إليه ما سمعته من الملائكة وإنه بإلهام فصدقه من هذه الجهة لا يكفر ، قال الراغب العرافة مختصة بالأمور الماضية والكهانة بالحادثة وكان ذلك في العرب كثيرا ) ( فيض القدير – 6 / 23 ) 0
3)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول ، أو أتى امرأة حائضا ، أو أتى امرأة في دبرها ، فقد بريء مما أنزل على محمد ) ( صحيح الجامع - 5942 ) 0
قال المباركفوري : ( أو كاهنا " قال الجزري في الكاهن : الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار 0 وقد كان في العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما 0 فمنهم من كان يزعم أن له تابعا من الجن ورئيا يلقي إليه الأخبار ، ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله وهذا يخصونه باسم العراف ، كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما 0 والحديث الذي فيه : من أتى كاهنا 0 قد يشتمل على إتيان الكاهن والعراف والمنجم 0 انتهى كلام الجزري 0 وقال الطيبي : أتى لفظ مشترك هنا بين المجامعة وإتيان الكاهن 0 قال القاري : الأولى أن يكون التقدير أو صدق كاهنا ، فيصير من قبيل علفتها ماء وتبنا باردا أو يقال من أتى حائضا أو امرأة بالجماع أو كاهنا بالتصديق انتهى " فقد كفر بما أنزل على محمد " الظاهر أنه محمول على التغليظ والتشديد كما قاله الترمذي 0 وقيل : إن كان المراد الإتيان باستحلال وتصديق فالكفر محمول على ظاهره ، وإن كان بدونهما فهو على كفران النعمة ) ( تحفة الأحوذي – 1 / 355 ) 0
4)- عن عمران بن حصين – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من تطير ولا من تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو تسحر أو تسحر له ) ( السلسلة الصحيحة – 2195 ) 0
قال المناوي : ( " ليس منا " أي : ليس من أهل سنتنا أو طريقتنا الإسلامية ، لأن ذلك فعل الجاهلية ) ( فيض القدير – 5 / 384 ، 385 ) 0
5)- عن بعض أمهات المؤمنين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرافا فسأله عن شئ ، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) ( صحيح الجامع 5940 ) 0
قال المناوي : ( " من أتى عرافا " وهو من يخبر بالأمور الماضية أو بما أخفي وزعم أنه هو الكاهن يرده جمعه بينهما في الخبر الآتي ، قال النووي : والفرق بين الكاهن والعراف أن الكاهن إنما يتعاطى الأخبار عن الكوائن المستقبلة ويزعم معرفة الأسرار ، والعراف يتعاطى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك 0 ومن الكهنة من يزعم أن جنيا يلقي إليه الأخبار ، ومنهم من يدعي إدراك الغيب بفهم أعطيه وإمارات يستدل بها عليه ، وقال ابن حجر : الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الأمور المغيبة 0 وكانوا في الجاهلية كثيرا ؛ فمعظمهم كان يعتمد على من تابعه من الجن ، وبعضهم كان يدعي معرفة ذلك بمقدمات أسباب يستدل على مواقعها من كلام من يسأله ، وهذا الأخير يسمى العراف " فسأله عن شيء " أي من المغيبات ونحوها " لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " خص العدد بالأربعين على عادة العرب في ذكر الأربعين والسبعين ونحوهما للتكثير ، أو لأنها المدة التي ينتهي إليها تأثير تلك المعصية في قلب فاعلها وجوارحه وعند انتهائها ينتهي ذلك التأثير ، ذكره القرطبي ، وخص الليلة لأن من عاداتهم ابتداء الحساب بالليالي ، وخص الصلاة لكونها عماد الدين ) ( فيض القدير – 6 / 22 ، 23 ) 0
6)- عن أبي موسى – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة مدمن خمر ، ولا مؤمن بسحر ، ولا قاطع رحم ) ( السلسلة الضعيفة – 1464 ) 0
قلت : قوله صلى الله عليه وسلم : " ولا مؤمن بسحر " والمعنى ليس الذي يؤمن أن للسحر حقيقة وتأثيرا ، إنما الذي يصدق ويؤمن بأن تأثير السحر خارج عن مشيئة الله - عز وجل - ومن اعتقد ذلك لا يدخل الجنة 0
7)- عن معاوية بن الحكم – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تأتوا الكهان ) ( صحيح الجامع – 7180 ) 0
قال المناوي : ( " لا تأتوا الكهان " الذين يدعون علم المغيبات قال الصحابي معاوية بن الحكم قلت يا رسول الله أمورا كنا نضعها في الجاهلية ؛ كنا نأتي الكهان 0قال : فلا تأتوا الكهان ، قلت كنا نتطير 0 قال : ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصرفنكم ) ( فيض القدير – 6 / 383 ) 0
8)- عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر ) ( صحيح الجامع - 6074 ) 0
قال المناوي : ( " من اقتبس " أي تعلم من قبست من العلم واقتبست من الشيء إذا تعلمته والقبس شعبة من النار واقتباسها الأخذ منها " علما من النجوم " أي من علم تأثيرها لا تسييرها ، فلا يناقض ما سبق من خبر : ( تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ) وقد مر التنبيه على طريق الجمع " اقتبس شعبة " أي قطعة " من السحر " المعلوم تحريمه ثم استأنف جملة أخرى بقوله : " زاد ما زاد " يعني كلما زاد من علم النجوم زاد من الإثم مثل إثم الساحر ، أو زاد اقتباس شعب السحر ما زاده اقتباس علم النجوم 0 ومن زعم أن المراد زاد النبي صلى الله عليه وسلم على ما رواه ابن عباس عنه في حق علم النجوم فقد تكلف ، ونكر علما للتقليل ومن ثم خص الاقتباس لأن فيه معنى العلة ومن النجوم صفة علما وفيه مبالغة 0 ذكره الطيبي 0 وذلك لأنه يحكم على الغيب الذي استأثر الله بعلمه ، فعلم تأثير النجوم باطل محرم وكذا العمل بمقتضاه كالتقرب إليها بتقريب القرابين لها كفر ، كذا قاله ابن رجب ( تنبيه ) قال بعض العارفين : أصناف حكماء عقلاء السالكين إذا حاولوا جلب نفع أو دفع ضر لم يحاولوه بما يجانسه من الطبائع ؛ بل حاولوه بما هو فوق رتبته من عالم الأفلاك مثلا التي رتبتها غالبة رتب الطبائع ومستولية عليها فحاولوا ما يرومونه من أمر ظاهر لتلك بما هو أعلى منه : كالطلاسم واستنزال الروحانيات المنسوبة عندهم للكواكب 0 وهذا الاستيلاء الروحاني الفلكي الكوكبي على عالم الطبيعة هو المسمى علم السيمياء ، وهو ضرب من السحر لأنه أمر لم يتحققه الشرع ، ولا يتم ولا يتحقق مع ذكر الله عليه ؛ بل يبطل ويضمحل اضمحلال السراب عند غشيانه ، وإلى نحوه يشير هذا الخبر ) ( فيض القدير – 6 / 80 ) 0
9)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( سأل ناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال : ليس بشيء ، فقالوا : يا رسول الله ، إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه ، فيخلطون معها مائة كذبة ) ( متفق عليه ) 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( والكهانة - بفتح الكاف ويجوز كسرها - ادعاء علم الغيب كالإخبار بما سيقع في الأرض مع الاستناد إلى سبب ، والأصل فيه استراق الجني السمع من كلام الملائكة ، فيلقيه في أذن الكاهن 0 والكاهن لفظ يطلق على العراف ، والذي يضرب بالحصى ، والمنجم 0 ويطلق على من يقوم بأمر آخر ويسعى في قضاء حوائجه 0 وقال في ( المحكم ) : الكاهن القاضي بالغيب 0 وقال في ( الجامع ) العرب تسمي كل من أذن بشيء قبل وقوعه كاهنا 0 وقال الخطابي : الكهنة قوم لهم أذهان حادة ونفوس شريرة وطباع نارية ، فألفتهم الشياطين لما بينهم من التناسب في هذه الأمور ، ومساعدتهم بكل ما تصل قدرتهم إليه 0 وكانت الكهانة في الجاهلية فاشية خصوصا في العرب لانقطاع النبوة فيهم 0 وهي على أصناف :
* منها ما يتلقونه من الجن ، فإن الجن كانوا يصعدون إلى جهة السماء فيركب بعضهم بعضا إلى أن يدنو الأعلى بحيث يسمع الكلام فيلقيه إلى الذي يليه ، إلى أن يتلقاه من يلقيه في أذن الكاهن فيزيد فيه ، فلما جاء الإسلام ونزل القرآن حرست السماء من الشياطين ، وأرسلت عليهم الشهب ، فيقي من استراقهم ما يتخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب ، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ( إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) ( الصافات – الآية 10 ) ، وكانت إصابة الكهان قبل الإسلام كثيرة جدا كما جاء في أخبار شق وسطيح ونحوهما ، وأما في الإسلام فقد ندر ذلك جدا حتى كاد يضمحل ولله الحمد 0
* وثانيها ما يخبر الجني به من يواليه بما غاب عن غيره ، مما لا يطلع عليه الإنسان غالبا ، أو يطلع عليه من قرب منه لا من بعد 0
* وثالثها ما يستند إلى ظن وتخمين وحدس ، وهذا قد يجعل الله فيه لبعض الناس قوة مع كثرة الكذب فيه 0
* رابعها ما يستند إلى التجربة والعادة ، فيستدل على الحادث بما وقع قبل ذلك ، ومن هذا القسم الأخير ما يضاهي السحر ، وقد يعتضد بعضهم في ذلك بالزجر والطرق والنجوم ، وكل ذلك مذموم شرعا ) ( فتح الباري – 10 / 216 ، 217 ) 0
10)- أخرج أحمد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع خيبر إلى أهلها بالشطر فلم تزل معهم حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها ، وحياة أبي بكر ، وحياة عمر ، حتى بعثني عمر لأقاسمهم فسحروني ، فتكوعت يدي فانتزعها عمر منهم ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 2 / 30 ) 0
* آثار الصحابة :
1)- عن عمرة : ( أن عائشة – رضي الله عنها – أصابها مرض وإن بعض بني أخيها ذكروا شكواها لرجل من الزط – جنس م السند - يتطبب – أي يتعاطى الطب ولا يتقنه - 0 ، وأنه قال لهم أنهم ليذكرون امرأة مسحورة سحرتها جارية في حجرها صبي ، في حجر الجارية الآن صبي قد بال في حجرها ، فقال : أيتوني بها ، فأتي بها ، فقالت عائشة : سحرتيني ؟ قالت : نعم 0 قالت : لم ؟ قالت : أردت أن أعتق ، وكانت عائشة – رضي الله عنها – قد أعتقتها عن دبر – أي تليق العتق بالموت - منها ، فقالت إن لله علي أن لا تعتقين أبداً ، انظروا شر البيوت – أي من يسيء الصنيع إلى المماليك - ملكة فبيعوها منهم ثم اشتروا بثمنها رقبة فأعتقوها ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 6 / 40 ) 0
2)- عن ابن عمر أن حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما- : ( سحرتها جارية لها فأقرت بالسحر وأخرجته فقتلتها ، فبلغ ذلك عثمان – رضي الله عنه - ، فغضب ، فأتاه ابن عمر -رضي الله عنه- ، فقال : جاريتها سحرتها ، أقرت بالسحر وأخرجته ، قال : فكف عثمان - رضي الله عنه-، قال : وكأنه إنما كان غضبه لقتلها إياها بغير أمره ) ( أخرجه البيهقي في السنن الكبرى – 6 / 136 ) 0
3)- عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : ( قدمت امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته حداثة ذلك تسأله عن شيء دخلت فيه من أمر السحرة لم تعمل به ، قالت عائشة لعروة : يا ابن أختي فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيشفيها حتى أني لأرحمها وهي تقول : إني لأخاف أن أكون قد هلكت ، كان لي زوج فغاب عني فدخلت على عجوز فشكوت إليها فقالت : إن فعلت ما آمرك فلعله يأتيك ، فلما إن كان الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما ، وركبت الآخر ، فلم يكن مكثي حتى وقفنا ببابل ، فإذا أنا برجلين معلقين بأرجلهما ، فقالا ما جاء بك ، فقلت : أتعلم السحر ، فقالا : إنما نحن فتنة فلا تكفري وارجعي ، فأبيت وقلت : لا ، قالا فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ، فذهبت وفزعت فلم أفعل ، فرجعت إليهما فقالا لي : فعلت ، قلت : نعم 0 قالا : هل رأيت شيئاً فقلت لم أر شيئاً ، فقالا : لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فأبيت ، فقالا اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ، فذهبت فاقشعر جلدي وخفت ثم رجعت إليهما فقالا : ما رأيت ؟ فقلت لم أر شيئاً ، فقالا : كذبت لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فإنك على رأس أمرك فأبيت ، فقالا : اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه ، فذهبت فبلت فيه ، فرأيت فارساً مقنعاً بحديد خرج مني حتى ذهب في السماء فغاب عني حتى ما أراه ، فأتيتهما فقلت : قد فعلت ، فقالا : فما رأيت ؟ قلت رأيت فارساً مقنعاً بحديد خرج مني فذهب في السماء فغاب عني حتى ما أرى شيئاً ، قالا : صدقت ذلك إيمانك خرج منك فاذهبي ، فقلت للمرأة والله ما أعلم شيئاً ، وما قالا لي شيئاً ، فقالت بلى إن تريدين شيئاً إلا كان ، خذي هذا القمح فابذري فبذرت ، فقلت : اطلعي فطلعت ، وقلت : احقلي فحقلت ، ثم قلت : افرخي فأفرخت ، ثم قلت ايبسي فيبست ، ثم قلت : اطحني فطحنت ، ثم قلت : اخبزي فخبزت ، فلما رأيت أني لا أريد شيئاً إلا كان سقط في يدي وندمت والله يا أم المؤمنين ، ما فعلت شيئاً قط ولا أفعله أبداً ، فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يرمئذ متوافرون فما دروا ما يقولون لها ، وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلم إلا أنهم قالوا : لو كان أبواك حيين أو أحدهما لكانا يكفيانك ) ( رواه الحاكم بلفظه ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي وصححه ، ورواه أيضاً البيهقي بنحوه – المستدرك على الصحيحين للحاكم وبذيله التلخيص للذهبي – 4 / 155 ، 156 ) 0
* أدلة العبن من كتاب الله عز وجل :
1)- قال تعالى في محكم كتابه : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِىَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ) ( البقرة – 109 ) 0
قال ابن كثير : ( يحذر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك الكفار من أهل الكتاب ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم ) ( تفسير القرآن العظيم – 1 / 146 ) 0
قال ابن تيميه في هذه الآية : ( فذم اليهود على ما حسدوا المؤمنين على الهدى والعلم 0
وقد يبتلى بعض المنتسبين إلى العلم وغيرهم بنوع من الحسد لمن هداه الله بعلم نافع أو عمل صالح ، وهو خلق مذموم مطلقا ، وهو في هذا الموضع من أخلاق المغضوب عليهم ) ( اقتضاء الصراط المستقيم – 1 / 70 ، 71 ) 0
2)- قال تعالى في محكم كتابه : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءاتاهمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ ءاتَيْنَا ءالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وءاتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ) ( النساء – الآية 54 ) 0
قال ابن كثير : ( يعني بذلك حسدهم النبي صلى الله عليهو وسلم على ما رزقه الله النبوة العظيمة ، ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل ) ( تفسير القرآن العظيم – 1 / 486 ) 0
3)- قال تعالى في محكم كتابه : ( إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الأخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ) ( المائدة – الآية 27 ) 0
قال ابن كثير : ( يقول تعالى مبينا عاقبة البغي والحسد والظلم في خبر ابني آدم لصلبه في قول الجمهور وهما قابيل وهابيل كيف عدا أحدهما على الآخر فقتله بغيا عليه وحسدا له فيما وهبه الله من النعمة وتقبل القربان الذي أخلص فيه لله عز وجل ففاز المقتول بوضع الآثام والدخول إلى الجنة وخاب القاتل ورجع بالصفقة الخاسرة في الدارين ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 39 ، 40 ) 0
4)- قال تعالى في محكم كتابه : ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ * قَالَ يَابُنَىَّ لا تَقْصُصْ رء يَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) ( يوسف – الآية 4 ، 5 ) 0
قال ابن كثير : ( يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا التي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم إياه تعظيما زائدا بحيث يخرون له ساجدين إجلالا واحتراما وإكراما فخشي يعقوب - عليه السلام - أن يحدث بهذا المنام أحدا من إخوته فيحسدونه على ذلك فيبغون له الغوائل حسدا منهم له 0 ولهذا قال له
لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) أي يحتالون لك حيلة يردونك فيها ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 450 ) 0
5)- قال تعالى في محكم كتابه : ( وَقَالَ يَابَنِىَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ 000 الآية ) ( تفسير القرآن العظيم – الآية 67 ) 0
قال ابن كثير : ( يقول تعالى إخبارا عن يعقوب - عليه السلام - إنه أمر بنيه لما جهزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر ؛ أن لا يدخلوا كلهم من باب واحد وليدخلوا من أبواب متفرقة ، فإنه كما قال ابن عباس ومحمد بن كعب ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغير واحد : أنه خشي عليهم العين وذلك أنهم كانوا ذوى جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء ، فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم ، فإن العين حق تستنزل الفارس عن فرسه ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 466 ) 0
6)- قال تعالى في محكم كتابه : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا ) ( الكهف – الآية 39 ) 0
قال ابن كثير : ( أي هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك وأعطاك من المال والولد ما لم يعطه غيرك وقلت ما شاء الله ) ( تفسير القرآن العظيم – 3 / 75 ) 0
7)- قال تعالى في محكم كتابه : ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ 00 الآية ) ( القلم – الآية 51 ) 0
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره : ( قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما ( ليزلقونك ) لينفذونك ( بأبصارهم ) أي يعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم ، وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل ، كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة ) ( تفسير القرآن العظيم – 4 / 409 ) 0
8)- قال تعالى في محكم كتابه : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) ( سورة الفلق ) 0
قال الفخر الرازي : ( من المعلوم أن الحاسد هو الذي تشتدّ محبته لإزالة نعمة الغير إليه ، ولا يكاد يكون كذلك إلا ولو تمكن من ذلك بالحيل لفعل ، فلذلك أمر الله بالتّعوّذ منه ، وقد دخل في هذه السورة كل شر يتوقّى كمه ديناً ودنيا ، فلذلك لما نزلت هذه السورة فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزولها ، لكونها مع ما يليها – يعني سورة الناس – جامعة في التعوّذ لكل أمر ) ( التفسير الكبير – 32 / 195 ) 0
* أدلة السنة المطهرة على أثر وتأثير العين :
1)- عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف – رضي الله عنه – قال : ( مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل ، فقال : لم أر كاليوم ، ولا جلد مخبأة 0 فما لبث أن لبط به 0 فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلا صريعا قال : ( من تتهمون به ؟ ) قالوا عامر ابن ربيعة 0 قال : ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه ، فليدع له بالبركة ) ثم دعا بماء 0 فأمر عامرا أن يتوضأ 0 فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين 0 وركبتيه وداخله ازاره0 وأمره أن يصب عليه ) ( صحيح الجامع – 556 ) 0
قال ابن حجر في الفتح : ( وفي الحديث أنَّ الإصابة بالعين قد تقتل 0 وفيه أن العين قد تكون من الإعجاب ولو بغير حسد ، ولو من الرجل المحب ، ومن الرجل الصالح 0 وفيه أن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدّعاء للذي يعجبه بالبركة ويكون ذلك رقية منه ) ( فتح الباري - 10 / 215 ) 0
2)- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ) ( متفق عليه ) 0
قال شمس الحق العظيم أبادي
" والعين " أي أثرها " حق " وتحقيقه أن الشيء لا يعان إلا بعد كماله وكل كامل يعقبه النقص ، ولما كان ظهور القضاء بعد العين أضيف ذلك إليها قاله القاري 0 وفي فتح الودود : والعين حق لا بمعنى أن لها تأثيرا ؛ بل بمعنى أنها سبب عادي كسائر الأسباب العادية يخلق الله تعالى عند نظر العائن إلى شيء وإعجابه ما شاء من ألم أو هلكة انتهى ) ( عون المعبود – 10 / 259 ) 0
3)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( استعيذوا بالله من العين 0 فإن العين حق ) ( صحيح الجامع - 938 ) 0
قال المناوي : ( " استعيذوا بالله من العين " أي التجئوا إليه من شر العين التي هي آفة تصيب الإنسان والحيوان من نظر العائن إليه ، فيؤثر فيه فيمرض أو يهلك بسببه " فإن العين حق " أي بقضاء الله وقدره لا بفعل العائن ؛ بل يحدث الله في المنظور علة يكون النظر بسببها فيؤاخذه الله بجنايته عليه بالنظر ) ( فيض القدير – 492 ، 493 ) 0
4)- عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ) ( السلسلة الصحيحة – 774 ) 0
قال النووي : ( في الحديث إثبات القدر ، وهو حق ، بالنصوص وإجماع أهل السنة ، ومعناه أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى ، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى ، وسبق بها علمه ، فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى 0 وفيه صحة أمر العين ، وأنها قوية الضرر 0 والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0
5)- عن جابر وأبي ذر - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين تدخل الرجل القبر ، وتدخل الجمل القدر ) ( السلسلة الصحيحة - 1249 ) 0
قال المناوي : ( " العين تدخل الرجل القبر " أي تقتله فيدفن في القبر ، " وتدخل الجمل القدر " أي : إذا أصابته أو أشرف على الموت ذبحه مالكه وطبخه في القدر 0 وهذا يعني أن العين داء والداء يقتل فينبغي للعائن أن يبادر إلى ما يعجبه بالبركة فتكون رقية منه ) ( فيض القدير – 4 / 397 ) 0
6)- عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى ، حتى يصعد حالقا ثم يتردى منه ) ( السلسلة الصحيحة – 889 ) 0
قال المناوي : قوله : ( " إن العين " أي : عين العائن من الإنسان أو الجان " لتولع " أي : تعلق " بالرجل " أي : الكامل في الرجولية ، فالمرأة ومن هو في سن الطفولة أولى " بإذن الله تعالى " أي : بتمكينه وإقداره " حتى يصعد حالقا " أي جبلا عاليا " ثم يتردى " أي يسقط " منه " لأن العائن إذا تكيفت نفسه بكيفية رديئة انبعثت من عينه قوة سمية تتصل به فتضره ، وقد خلق الله في الأرواح خواصا تؤثر في الأشباح (أي الأجسام) لا ينكرها عاقل ، ألا ترى الوجه كيف يحمر لرؤية من يحتشمه ويصفر لرؤية من يخافه وذلك بواسطة تأثير الأرواح ، ولشدة ارتباطها بالعين نسب الفعل إليها وليست هي الفاعلة بل التأثير للروح فحسب ) ( فيض القدير - 2 / 376 ) 0
7)- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ، تستنزل الحالق ) ( السلسلة الصحيحة - 1252 ) 0
قال المناوي : ( " العين حق " أي الإصابة بالعين من جملة ما تحقق كونه " تستنزل الحالق " أي الجبل العالي 0 قال الحكماء : والعائن يبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعان فيهلك أو يهلك نفسه قال ولا يبعد أن تنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من العين فتتصل بالمعين وتخلل مسام بدنه فيخلق الله الهلاك عندها كما يخلقه عند شرب السم ، وهو بالحقيقة فعل الله 0 قال المازري : وهذا ليس على القطع بل جائز أن يكون ، وأمر العين مجرب محسوس لا ينكره إلا معاند ) ( فيض القدير – 4 / 396 ) 0
8)- عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية ، وقال لأسماء بنت عميس : ( مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ) قالت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ، قال : " ارقيهم " قالت : فعرضت عليه فقال : " ارقيهم " ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – برقم 2198 ) 0
قال القرطبي : ( وفيه أن الرقى مما يستدفع به البلاء ، وأن العين تؤثر في الإنسان وتضرعه ، أي تضعفه وتنحله ، وذلك بقضاء الله تعالى وقدره ) ( الجامع لأحكام القرآن – 9 / 226 ) 0
9)- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا ) ( السلسلة الصحيحة – 1252 ) 0
قال النووي : ( قوله : " لو كان شيء سابق القدر سبقته العين " فيه إثبات القدر ، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السّنَّة 000 ، ومعناه أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى ، ولا تقع إلا على حسب ما قدرها الله تعالى ، وسبق بها علمه فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى ، وفيه – أي حديث النبي صلى الله عليه وسلم – صحة أمر العين وأنها قوية الضرر 0 والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0
10)- عن أم سلمة - رضي الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى سفعة في وجه جارية في بيت أم سلمة فقال : ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) ( متفق عليه ) 0
قال المناوي : ( قال الطيبي : ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء " لها " أي اطلبوا لها من يرقيها ، والمراد بها من وجهها سفعة أي أثر سواد أو غبرة أو صفرة " فإن بها النظرة " أي بها إصابة عين من بعض شياطين الجن أو الإنس 0 قالوا : عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح 0 والشياطين تقتل بيديها وعيونها كبني آدم ، كما تجعل الحائض يدها في اللبن فيفسد 0 وللعين نظر باست%u