بارك الله في الجميع ، وللإجابة على سؤال الأخت الفاضلة والمشرفة القديرة ( الزاوية القائمة ) ، أقول وبالله التوفيق بأن :
الاجتهاد : ( الذي هو استخراج الأحكام التي لم يرد فيها نص صريح ) 0
ولا يكون ذلك إلا لمن له أهلية ذلك بأن يكون حافظا لآيات الأحكام وأحاديث الأحكام مع معرفة أسانيدها ومعرفة رجال الإسناد ومعرفة الناسخ والمنسوخ والخاص والمطلق والمقيد ، ومع اتقان اللغة العربية بحيث إنه يحفظ مدلولات ألفاظ النصوص على حسب اللغة التي نزل بها القرءان ، ومعرفة ما أجمع عليه المجتهدون وما اختلفوا فيه ، لأنه إذا لم يعلم ذلك لا يؤمن عليه أن يخرق إجماع من كان قبله وخرق الإجماع خلاف الدين 0
ويشترط فوق ذلك شرط وهو ركن عظيم في الاجتهاد وهو فقه النفس أي قوة الفهم والإدراك 0 ويشترط في الاجتهاد أيضا العدالة وهي السلامة من الكبائر ومن المداومة على الصغائر بحيث تغلب على حسناته من حيث العدد 0
ثم ليعلم أن العلماء اتفقوا أن الاجتهاد يكون في الأحكام وليس في أصول العقيدة فليس فيها اجتهاد بل اتباعُ ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم مما تلقاه الصحابة عنه ، ثم التابعون الذين لم يَلْقَوا رسولَ الله اتبعوا الصحابة في تلك الأصول وهكذا تسلسل إلى عصرنا. فالصحابة لم يختلفوا في أصول العقيدة كمعرفة الله والأمور الاعتقادية التي تحصل في الآخرة كالإيمان بوجود الجنة ووجود جهنم والحساب والميزان وغير ذلك ، وأن الله خالق كل شيء من الأجسام وأعمال العباد الظاهرة والقلبية ، هذه الأصول لم يختلف فيها الصحابة ولا جمهور الأمة ، وإنما الاختلافُ يكون في الفروع 0
وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأننا لسنا أهلُ للإجتهاد حتى ندجعي ما ليس فينا ، والله المستعان على ما يصفون 0
السؤال في هذه الجزئية : لمن يفتح باب الاجتهاد ، هل يفتح لكل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع ، بالطبع لا ، فالأجتهاد خاص بعلماء الأمة العاملين العابدين لا أبو البراء ولا لغيره ، وإلا لما استقام الأمر وضيعت أمانة حمل هذا الدين 0
ومن أراد معرفة الحقيقة المرة في مجال الرقية الشرعية فليلقي نظرة إلى الساحة وليرى الاحتهادات المدمية المدمرة التي وقع فيها كثير من المعالجين إلا من رحم ربي ، ولا أخالها إلا من تليسسات ابليس عليه من الله ما يستحق 0
ومع أن وقتي ثمين لخدمة الإعضاء والزوار إلا أنني أتباع معكم النقاش حتى نصل إلى سؤال مهم جداً
( ما هي الفائدة المرجوة والتي نطمح أن نقدمها لأعضاء وزوار المنتدى الكرام )
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0