عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم يوم أمس, 07:42 PM   #2
معلومات العضو
عبدالله الأحد

افتراضي

سُنَّة كثرة السجود
منذ 2015-03-03
كل المسلمين يُمَنُّون أنفسهم بمرافقة رسول الله في الجنة، وهناك وسائل حددها رسول الله تعطي فرصة أكبر في الفوز بها، من هذه الوسائل كثرة السجود..
كل المسلمين يُمَنُّون أنفسهم بمرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولكن ليس الإيمان بالتمنِّي؛ إنما هناك وسائل محدَّدة عيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم تُعطي صاحبها الفرصة الأكبر في الفوز العظيم برفقة الرسول صلى الله عليه وسلم، من هذه الوسائل كثرة السجود؛ فقد روى مسلم عن رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: "كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي: «سَلْ». فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ». قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»".
وروى مسلم عن مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ، قَالَ: "لَقِيتُ ثَوْبَانَ رضي الله عنه مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ؟ أَوْ قَالَ: قُلْتُ: بِأَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ. فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلاَّ رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً»"، قَالَ مَعْدَانُ: "ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه فَسَأَلْتُهُ؛ فَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَ لِي ثَوْبَانُ رضي الله عنه".
والسجود المقصود هو سجود الصلاة، وكثرة السجود تعني كثرة الصلاة؛ وذلك بأداء الفروض والإكثار من النوافل، كقيام الليل، وصلاة الضحى، والسنن الراتبة، كما يشمل ذلك -أيضًا- السجود خارج الصلاة، كسجود التلاوة، وسجود الشكر، والسجود هو قمَّة الخضوع لله ربِّ العالمين، وهو الذي امتنع منه إبليس فكُتِبَت عليه اللعنة إلى يوم الدين، وهو الذي أكثرَ منه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى رفع الله قدره في العالمين؛ فقد قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ . الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ** [الشعراء:217-219].
فلنحرص على هذه السُّنَّة العظيمة، ولْنتصوَّر الدرجات الكثيرة التي يرفعنا الله إليها بسجودنا.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا** [النور:54].


راغب السرجاني

كثرة السجود

باب صلاة التطوع:
عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((سَلْ))، فقلت: أسألُكَ مرافقتَك في الجنة، فقال: ((أَوْ غير ذلك؟))، قلت: هو ذاك، قال: أَعنِّي على نفسِك بكثرة السجود؛ رواه مسلم.

المفردات:
صلاة التطوع: قال في القاموس: وصلاةُ التطوعِ النافلةُ، وكلُّ مُتنفِّلِ خيرٍ متطوعٌ.

ربيعة بن كعب: هو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي، كان من أهل الصُّفَّة، وكان يَبِيت عند النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه بوضوئه، وتوفي عام 73 بعد الهجرة.

((سَلْ))؛ أي: اطلب مني حاجةً أقضِها لك.
مرافقتك في الجنة؛ أي: مصاحبتك والقرب منك في الجنة.
أَوْ غير ذلك؛ أي: أتترُكُ سؤال هذه الحاجة وتسألني حاجةً أخرى غيرها؟
هو ذاك؛ أي: مطلبي هو مرافقتك في الجنة لا غير.
أعنِّي على نفسك؛ أي: ساعدني على قضاء حاجتك هذه ونَيْل مراد نفسك.

بكثرة السجود؛ أي: بكثرة صلاة التطوع، وعبَّر عنه بالسجود؛ لأنه من أهم أركان الصلاة، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وكما قال تعالى: ï´؟ ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ï´¾ [الحج: 77]؛ أي: صلُّوا، وكما قال: ï´؟ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ï´¾ [الحج: 26]، وكما قال: ï´؟ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ï´¾ [البقرة: 125].

البحث:
لا يُفهَم من إيراد المصنفِ هذا الحديثَ في باب صلاةِ التطوع، أن صلاةَ النافلة أعظمُ وسيلةً في علو الدرجات من الفرائض؛ إذ إن صلاة النافلة إنما تثمر هذه الثمرة إذا كان الإنسان موفِّيًا للفرائض، وقد بيَّن ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ فيما رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى قال: وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصِر به، ويده التي يبطِشُ بها، ورِجْله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيتُه، ولئن استعاذني لأعيذنه)).

ما يفيده الحديث:
1- أن كثرة السجود مِن أعظم ما يرفع الله به الدرجات.
2- جواز سؤال العبد ربه مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
3- حرصُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تكريم خَدَمِه.
موقع الالوكة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة