عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-01-2024, 04:55 PM   #64
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي








" القرآن الكريم تضمن خلاصة التعاليم الإلهية التي تضمَّنتها التوراة والإنجيل
وسائر ما أنزل الله من وصايا ،
وأنه مؤيد للحق الذي جاء به من عبادة الله
وحده والإيمان برسله والتصديق بالجزاء
ووجوب إقامة الحَقِّ ،
والتخلق بمكارم الأخلاق ،
قال تعالى : ** وأنزلنا إليك الكتاب بالحقِّ
مُصَدِّقا لّما بين يديه من الكتاب ومهيمنا
عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتّبع
أهواءهم عمّا جاءك من الحَقِّ لكلٍّ جعلنا
منكم شِرعةً ومنهاجا **
[ سورة المائدة : 48 ] .

أي : أن الله عزّوجلّ قد أنزل القرآن الكريم
على النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم
مقترناً بالحق ومصدقا لكل التعاليم الإلهية
التي أنزلها الله على الأنبياء السابقين ،
وأن القرآن هو الحَكَم الفصل في كل
ما طرأ عليها من تغيير أو تحريف ،
وقد أمر الله نبيه ألا يحيد عن تطبيق
ما جاء في القرآن الكريم من أحكام
وتشريعات ،
سواء على المسلمين أم الكتابيين .
وأنه سبحانه جعل لكل أُمّة شريعة وطريقة
في الأحكام العملية تناسب استعدادها .

أما أصول العقائد والعبادات والآداب العامة والحلال والحرام ،
وما لا يختلف باختلاف الزمان والمكان
فإنها واحدة في الأديان كلها ،
قال تعالى : ** شرع لكم مّن الّدين ما وصّى
به نوحا والّذي أوحينا إليك وما وصّينا به
إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الّدين
ولا تتفرّقوا فيه **
[ سورة الشّورى : 13 ]

ثمرنسخت الأحكام العملية السابقة بالشريعة الإسلامية ، والأحكام النهائية الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان ،
وأصبحت العقيدة واحدة والشريعة واحدة للنّاس جميعا ،
فيما جاء به محمد صلَّى الله عليه وسلَّم
من عند ربِّه .

لقد صان الله القرآن الكريم من أن تمتد
إليه يد التحريف أو التصحيف أو التعديل
أو التغيير أو التبديل ، بعكس الكتب السابقة التي حدث فيها ذلك ،
قال تعالى : ** وإنّه لكتاب عزيز *
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد **
[ سورة فصلت : 41 - 42 ] .
وقال :
** إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون **
[ سورة الحجر : 9 ] .

ولا يتصور أن يأتي يوم يصل العلم فيه
إلى حقيقة ما ، تتعارض مع أي حقيقة
من حقائق القرآن .
فالقرآن كلام الله ، والكون خلق الله ،
وهما لا يتناقضان أبدا ،
بل يصدق أحدُهما الآخر ،
قال تعالى : ** سنريهم آيَاتِنَا في الأفاق وفي أنفسهم حتَّى يتبيّن لهم أنَّهُ الحقّ
أولم يكف بِرَبِّك أنَّهُ على كلّ شيء قدير **
[ سورة فصلت : 53 ] .

والله عزّوجلّ يريد لكلامه أن يذاع ويصل
إلى العقول والأسماع ،
ولا يتم ذلك إلا إذا كان ميسراً للذكر والحفظ والفهم .

ومن تيسيره أن حفظه الرِّجال والنساء والصغار والكبار والأغنياء والفقراء وجميع الناس على السواء ،
ولا نعلم أن كِتاباً من الكتب غير القرآن
نال هذه الميزة .
قال تعالى : ** ولَقَدْ يسّرنا القرآن للذّكر فهل
من مّدّكر **
[ سورة القمر : 17 ] .

القرآن لا يساميه أو يقاربه كتاب آخر في تأثيره وهدايته ،
ولا في موضوعه وسمو أغراضه ،
ومن ثَمَّ كان خير الكتب وأفضلها على الإطلاق " .


_ الدِّينُ الحَقُّ وقواعده الرّاسخة
( 2 / 104 - 106 )
تأليف : فوزي عبد المنصف .
مع شيء من الاختصار والتصرف .


 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة