قال تعالى :
** فاسْتَمْسِكْ بالَّذي أُوحِيَ إليك إِنَّكَ
على صِرَاطٍ مُّسْتَقيم * وإنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ
ولِقَوْمِكَ وسَوْفَ تُسْألُونَ **
سورة الزخرف 43 - 44
قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
وأما أنت ؛
** فَاسْتَمْسِكْ بالَّذي أُوحِيَ إلَيْكَ **
فعلا واتِّصافاً بما يأمر بالاتّصاف به ،
ودعوةً إليه، وحرصا على تنفيذِه في نفسك وفي غيرك .
** إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ **
موصل إلى الله وإلى دار كرامته،
وهذا مما يوجب عليك زيادةَ التمسُّك به والاهتداء ،
إذا علمتَ أنّه حقٌّ وعدلٌ وصدقٌ تكون بانياً على أصل أصيل ،
إذا بنى غيرُك على الشكوك والأوهام، والظُّلم والجَوْر .
** وإِنَّهُ ** ؛ أي : هذا القرآن الكريم ،
ذِكْرٌ ** لَكَ وَلِقَوْمِكَ **
أي : فخرٌ لكم ومنقبةٌ جليلةٌ ونعمةٌ لا يقادر قدرها ولا يعرف وصفها،
ويذكِّرُكم أيضاً ما فيه من الخير الدنيويِّ والأخرويِّ، ويحثُّكم عليه،
ويذكِّرُكم الشرَّ ويرهِّبُكم عنه .
** وسَوْفَ تُسْأَلُونَ ** : عنه ؛
هل قُمتم به فارتفعتُم وانتفعتُم ؟
أم لم تقوموا به فيكون حجةً عليكم
وكفرا منكم بهذه النعمة ؟ .