قال الحافظ السيوطي رحمه الله
تحت النوع التاسع عشر
في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه :
أما سوره : فمائة وأربع عشرة سورة بإجماع من يعتد به ،
وقيل : وثلاث عشرة ، بجعل الأنفال
و " براءة " سورة واحدة .
قال ابن العربي : وتعديد الآيْ من معضلات القرآن ،
ومن آياته طويل وقصير ،
ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام
ومنه ما يكون في أثنائه .
وقال غيره : سبب اختلاف السلف في عدد الآي أن النّبيّ
صلى الله عليه وسلم
كان يقف على رءوس الآي للتوقيف ، فإذا علم محلها وصل للتمام ، فيحسب السامع حينئذ
أنها ليست فاصلة .
وقد أخرج ابن الضريس ،
من طريق عثمان بن عطاء ،
عن أبيه ، عن ابن عباس ،
قال : جميع آي القرآن ستة آلاف وستمائة آية ،
وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وواحد
وسبعون حرفا .
قال الداني : أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ،
ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك
فمنهم من لم يزد ،
ومنهم من قال : ومائتا آية
وأربع آيات .
وقيل : وأربع عشرة .
وقيل : وتسع عشرة .
وقيل : وخمس وعشرون .
وقيل : وست وثلاثون .
[ فصل ] :
وعدَّ قوم كلمات القرآن
سبعة وسبعين ألف كلمة ،
وتسعمائة وأربعاً وثلاثين كلمة ،
وقيل : غير ذلك .
انظر : الإتقان ( 1 / 204 - 219 ) .
ومن وجوه إعجاز القرآن تيسيره على جميع الألسنة قراءة وحفظا .
حتى أن كثير من الأعاجم لا يكاد أحدُهم يحفظ من الكتب غيره رغم أنه لا يحسن الكلام بالعربية أصلا !
وذلك نظرا للروعة التي تلحق قلوب سامعيه والهيبة التي تعتريهم عند تلاوته ،
قال تعالى :
** ولَقَدْ يسّرنا القرآن للذِّكر فهل من مُّدَّكر **
سورة القمر 17
قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
" أي : ولقد يسَّرنا وسهَّلنا هذا القرآن الكريم ألفاظه للحفظ والأداء
ومعانيه للفهم والعلم ؛
لأنّه أحسن الكلام لفظا،
وأصدقُه معنىً، وأبينه تفسيرا ؛
فكلُّ مَن أقبل عليه ؛ يَسَّرَ الله عليه مطلوبه غاية التيسير، وسهَّله عليه ،
والذِّكر شاملٌ لكل ما يتذكَّر به العالمون
من الحلال والحرام وأحكام الأمر والنّهي وأحكام الجزاء والمواعظ والعِبَر والعقائد النّافعة والأخبار الصادقة " . اهـ
أما سائر الملل فلم يحفظ كتبهم إلَّا النفر القليل منهم ،
بينما القرآن قد حفظه على مدار ألف وأربعمائة سنة
الأعداد الهائلة التي لا يمكن حصرها
ولا عدّها من كثرتها .
لا يوجد كتاب واحد يماثل ما حفظه النّاس مثل القرآن لا كتاب مقدس ولا غيره .
وهذا مما يدُلُّ على أنه كلام الله عزّوجلّ .