قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" إنَّ النّاس كلهم متفقون على أن لغة العرب من أفصح لغات الآدميين ، وأوضحها ،
ومتفقون على أن القرآن في أعلى درجات البيان ، والبلاغة ، والفصاحة " .
[ الجواب الصّحيح ( 1 / 371 ) ] .
وقال :
" إن القرآن آيات بيِّنات في صدور الَّذينَ أُوتُوا العلم ، فإنه من أعظم الآيات البيِّنة ،
الدالة على صدق مَن جاء به ، وقد اجتمع فيه من الآيات ، ما لم يجتمع في غيره ،
فإنه هو :
1 - الدعوة .
2 - والحجّة .
3 - وهو الدليل .
4 - والمدلول عليه .
5 - والحكم .
6 - وهو الدعوى .
7 - وهو البيِّنة على الدعوى .
8 - وهو الشاهد .
9 - والمشهود به " .
[ مجموع الفتاوى ( 14 / 190 ) ] .
قال :
" والقرآن ممَّا يعلم النّاس عربهم وعجمهم
أنه لم يوجد له نظير ، مع حرص العرب وغير العرب على معارضته
1 - فلفظه : آية .
2 - ونظمه : آية .
3 - وإخباره بالغيوب : آية .
4 - وأمره ونهيه : آية .
5 - ووعده ووعيده : آية .
6 - وجلالته وعظمته ،
وسلطانه على القلوب : آية .
7 - وإذا تُرجمَ بغير العربي كانت معانيه : آية .
كل ذلك لا يوجد له نظير في العالم " .
[ النبوات ( ص 188 - 189 ) ] .
قال رحمه الله :
" وكون القرآن أنه معجزة ، ليس هو من :
جهة فصاحته ، وبلاغته فقط .
أو نظمه وأسلوبه فقط .
ولا من جهة إخباره بالغيب فقط .
ولا من جهة صرف الدواعي عن معارضته فقط .
ولا من جهة سلب قدرتهم على معارضته فقط .
بل هو آية بيِّنة معجزة من وجوه متعددة :
1 - من جهة اللّفظ .
2 - ومن جهة النظم .
3 - ومن جهة البلاغة في دلالة اللّفظ على المعنى .
4 - ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الله تعالى ، وأسمائه ، وصفاته ، وملائكته ،
وغير ذلك .
5 - ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الغَيْبِ الماضي ، وعن الغَيْبِ المستقبل .
6 - ومن جهة ما أخبر به عن المعاد .
7 - ومن جهة ما بيّن فيه من الدلائل اليقينيّة ،
والأقيسة العقليّة ،
التي هي الأمثال المضروبة ...
وكل ما ذكره الناس من الوجوه في إعجاز القرآن ، هو حُجّة على إعجازه ،
ولا تناقض في ذلك ،
بل كل قوم تنبّهوا لِـمَا تنبَّهوا له " .
[الجواب الصّحيح( 5 / 428 - 429 )]
وقال رحمه الله :
" العلم بأن القرآن معجز ،
فإن ذلك آية مستقلة لنبوته ،
وهي آية ظاهرة باقية إلى آخر الدهر ،
معلومة لكل أحد ،
وهي من أعظم الآيات .
فإن كونه معجزاً يُعلم بأدلة متعددة ،
والإعجاز فيه وجوه متعددة ،
فتنوّعت دلائل إعجازه ،
وتنوّعت وجوه إعجازه ،
وكل وجه من الوجوه هو دالٌّ على إعجازه ،
وهذه جُمَلٌ لبسطها تفصيل طويل ،
ولهذا قال تعالى : ** وقالوا لولا أُنزل عليه
آيات مّن ربِّه قلْ إنّما الآيات عند الله وإنّما أنا نذير مّبين * أولم يكفهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يُتْلَى عليهم إنَّ في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون **
[ سورة العنكبوت : 50 - 51 ] ؛
فهو كافٍ في الدعوة والبيان ،
وهو كافٍ في الحجّة والبرهان " .
[الجواب الصّحيح( 5 / 410 - 411 )] .
_ كتاب : إمتاع ذوي العرفان ...
جَمْع وتحقيق الشيخ عبيد الجابري
و د. محمد هشام طاهري
تقديم أ. د. محمد الخُميّس حفظهم الله
( ص 571 - 573 ) .