عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-12-2023, 11:09 PM   #2
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي

س : وما هي الشفاعات الخاصة بالنبي r ؟
ج : هي ثلاثة أنواع :
1 - الشفاعة الأولى : الشفاعة العظمى ( وهي المقام المحمود ) وهي أن يشفع النبي r أن يقضي الله سبحانه بين عباده بعد طول الموقف عليهم، وبعد مراجعتهم الأنبياء للقيام بها فيقوم بها نبينا r بعد إذن ربه .
2 - الشفاعة الثانية : شفاعته r في دخول أهل الجنة بعد الفراغ من الحساب .
3 - الشفاعة الثالثة : شفاعته r في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب وهذه خاصة به .

***

س : ولماذا كانت شفاعة النبي r في عمه خاصة به ؟
ج : لأن الله أخبر أن الكافرين لا تنفعهم شفاعة الشافعين، ونبينا أخبر أن شفاعته لأهل التوحيد خاصة . فشفاعته لعمه أبي طالب خاصة به وخاصة لأبي طالب .

***

س : وما هي بقية الشفاعات الأخرى التي يشترك فيها النبي r مع غيره من الأنبياء والملائكة والصديقون والشهداء ؟
ج : هي خمسة أنواع :
4 - الشفاعة الرابعة : فيمن استحق النار من عصاة الموحدين أن لا يدخلها .
5 - الشفاعة الخامسة : فيمن دخل النار من عصاة الموحدين أن يخرج منها .
6 - الشفاعة السادسة : في رفع درجات بعض أهل الجنة .
7 - الشفاعة السابعة : فيمن استوت حسناتهم وسيئاتهم أن يدخلوا الجنة، وهم أهل الأعراف على قول .
8 - الشفاعة الثامنة : في دخول بعض المؤمنين الجنة بلا حساب ولا عذاب .
فهذه هي الأنواع التي يشارك النبي r فيها غيره من الأنبياء والملائكة والصديقين والشهداء .

***

س : هل هناك شروط يجب أن تتوفر لتحقق هذه الشفاعة ؟
ج : نعم ؛ فهي لا تتحقق إلا بشرطين :
1 - الشرط الأول : إذن الله للشافع أن يشفع، كما قال تعالى : ** مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ** ، ** مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ **.
2 - الشرط الثاني : رضا الله عن المشفوع له كما قال تعالى : ** وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ** .
ويجمع الشرطين قوله تعالى {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى**.

***

س : ما هي أحوال الناس وأصنافهم مع موضوع الشفاعة ؟
ج : انقسم الناس في أمر الشفاعة إلى ثلاثة أصناف :
1 - الصنف الأول : غلوا في إثباتها وهم النصارى والمشركون وغلاة الصوفية والقبوريون حيث جعلوا شفاعة من يعظمونه عند الله كالشفاعة المعروفة في الدنيا عند الملوك، فطلبوها من دون الله كما ذكر الله ذلك عن المشركين .
2 - الصنف الثاني : وهم المعتزلة والخوارج غلوا في نفي الشفاعة ، فأنكروا شفاعة النبي r وشفاعة غيره في أهل الكبائر .
3 - الصنف الثالث : وهم أهل السنة والجماعة أثبتوا الشفاعة على وفق ما جاءت به النصوص القرآنية والأحاديث النبوية فأثبتوا الشفاعة بشروطها .

***

س : وهل نفي الشفاعات الذي يقول به الصنف الثاني هو نفي لجميع أنواع الشفاعات ؟ أم لبعضها ؟
ج : بل خالفوا في الشفاعة : لأهل الكبائر من المؤمنين فيمن استحق النار منهم أن لا يدخلها ، وفيمن دخلها أن يخرج منها ، أي : في النوع الخامس والسادس من أنواع الشفاعة .

***

س : وما هي حجتهم ؟ وبم يُجاب عنها ؟
ج : يحتجون بقوله تعالى : ** فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ** ، والجواب عنها : أنها واردة في حق الكفار فهم الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين ، أما المؤمنين فتنفعهم الشفاعة بشروطها .



***







إخراج بعض العصاة من النار برحمة الله بغير شفاعة واتساع الجنة عن أهلها


س : يشير عنوان هذا الفصل إلى أن الخروج من النار له سبب آخر غير الشفاعة ، فما هو ذلك السبب ؟ ( مع ذكر الدليل ) ؟
ج : السبب هو رحمة الله سبحانه وفضله وإحسانه ، فيخرج من النار من عصاة الموحدين من في قلبه مثقال حبة من إيمان .
قال الله تعالى : ** إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ** .
وفي الحديث المتفق عليه : ( يقول الله : (( شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين )) ، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيرا قط ) الحديث .

***

س : هل سيبقى في الجنة - بعد دخول أهل الجنة - فضلٌ ( أي : متسع ) ؟ وما الدليل ؟
ج : نعم ، بدليل : أن الله وصفها بالسعة فقال : ** عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ** ، [ وكذلك ما وردَ في الحديث الصحيح أنه سبحانه ]( ينشئ ) أي : يخلق ويوجد ( أقوامًا فيدخلهم الجنة ) بفضله ورحمته ؛ لأن الجنة رحمته يرحم بها من يشاء ، وأما النار فلا يعذب فيها إلا من قامت عليه حجته وكذب رسله .

***

س : ما هي المصادر المعتمدة التي يُرجع إليها لمعرفة تفاصيل أحوال اليوم الآخر ؟
ج : لمعرفة تفاصيل ذلك – سواء ما ذكره المؤلف وما لم يذكره - يُرجع إلى الكتاب والسنة ، لأن ذلك من علم الغيب الذي لا يعرف إلا من طريق الوحي .



***






الإيمان بالقدر وبيان ما يتضمنه


س : ما هو معنى القدر لغةً وشرعاً ؟
ج : القدر : مصدر قدرت الشيء إذا أحطت بمقداره .
والمراد به هنا : تعلق علم الله بالكائنات وإرادته لها أزلًا قبل وجودها . فلا حادث إلا وقد قدره الله[6] .

***

س : ما هي منزلة الإيمان بالقدر ؟
ج : الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره ، وفي قول المؤلف رحمه الله : ( وتؤمن الفرقة الناجية ـ أهل السنة والجماعة ـ بالقدر خيره وشره ) إشارة إلى أن من لم يؤمن بالقدر فليس من أهل السنة والجماعة .

***

س : اذكر دليلاً على هذه المنزلة ؟
ج : حديث جبريل حين سأل النبي r عن الإيمان، فقال : ( الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) فجعل r الإيمان بالقدر سادس أركان الإيمان فمن أنكره فليس بمؤمن ، كما لو لم يؤمن بغيره من أركان الإيمان .

***

س : ما هو المراتب الأربع التي يشتمل عليها الإيمان بالقدر ؟
ج : هي كما يلي :
1 - الأولى : علم الله الأزلي والأبدي[7]بكل شيء ، ومن ذلك عليه بأعمال العباد قبل أن يعملوها .
2 - الثانية : كتابة ذلك في اللوح المحفوظ[8] .
3 - الثالثة : مشيئته الشاملة وقدرته التامة لكل حادث .
4 - الرابعة : إيجاد الله لكل المخلوقات وأنه الخالق وما سواه مخلوق .


***

س : قال المؤلف في تفصيله مراتب القدر : (( فالدرجة الأولى : الإيمان بأن الله تعالى عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلًا وأبدًا . وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال ، ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق )) .
وفي هذه الفقرة جمع بين مرتبتين - من مراتب الإيمان بالقدر - وجعلهما مرتبةً واحدة ، فما هما ؟
ج : المرتبتان هما :
1 - المرتبة الأولى : الإيمان بعلم الله[9]المحيط بكل شيء من الموجودات والمعدوماتومن ذلك علمه بأعمال الخلق من الطاعات والمعاصي وعلمه بأحوالهم من الأرزاق والآجال وغيرها .
2 - المرتبة الثانية : مرتبة الكتابة ، وهي أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق فما يتحدث شيء في الكون إلا وقد علمه الله وكتبه قبل حدوثه .

***

س : أي مراتب القدر يدل عليها الحديث التالي :
قال رسول الله r : (( أول ما خلق الله القلم . فقال له : اكتب . قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة )) فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، جفت الأقلام وطويت الصحف )) ؟
ج : أن هذا الحديث يدل على مرتبة الكتابة وأن المقادير كلها مكتوبة .

***

س : ما هو ضبط قوله : ( أول ما خلق الله القلم ) ؟
ج : 1 - روي بنصب ( أولَ ) و ( القلمَ ) على أن الكلام جملة واحدة ومعناه : أنه عند أولِ خلقِهِ القلمَ قال له : اكتب .
2 - وروي برفع ( أولُ ) و ( القلمُ ) على أن الكلام جملتان : الأولى ( أول ما خلق الله القلم ) ، و ( قال له اكتب ) جملة ثانية . فيكون المعنى : أن أول المخلوقات من هذا العالم القلم .

***

هل عبارة : ( فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه . . إلخ ) في الحديث السابق هي من كلام النبيr ؟ وما معناها ؟
ج : كلا ، وإنما هي من كلام عبادة بن الصامت راوي الحديث ، ومعناها : أن ما يصيب الإنسان مما ينفعه أو يضره فهو مقدر عليه لابد أن يقع به ولا يقع به خلافه .

***

س : وما معنى قوله - في نفس العبارة السابقة - : ( جفت الأقلام وطويت الصحف ) ؟
ج : كناية عن سبق كتابة المقادير والفراغ منها ، وهو معنى ما جاء في حديث ابن عباس : ( رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي .

***

س : قال تعالى ** أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ** ما هو غرض الاستفهام في الآية ؟ وأين إشارة الآية إلى مرتبتي : العلم والكتابة ؟
ج : 1 – الاستفهام في قوله ** أَلَمْ تَعْلَمْ ** : للتقرير ، أي : قد علمت يا محمد وتيقنت .
2 – أشارت الآية إلى :
أ - مرتبة العلم : في قوله تعالى ** أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ ** ، فيه إحاطة علمه بالعالم العلوي والعالم السفلي .
ب – مرتبة الكتابة : في قوله ** إِنَّ ذَلِكَ[10]فِي كِتَابٍ ** أي : أن إحاطة علمه بما في السماء والأرض وكتابته يسير عليه .

***

س : وما هو الشاهد من الآية السابقة ؟
ج : الشاهد من الآية الكريمة : أن فيها إثبات علم الله بالأشياء ، وكتابتها في اللوح المحفوظ، وهذا هو ما تتضمنه الدرجة الأولى التي ذكرها المؤلف رحمه الله ؟

***

س : قال تعالى ** مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ** ، اذكر أمثلة على المصائب في الأرض وفي النفس ؟ وما المقصود بـ ** الكتاب ** ؟ وما معنى ** نبرأها ** ؟
ج : 1 - ** مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ ** كقحط المطر وضعف النبات ونقص الثمار ** وَلا فِي أَنفُسِكُمْ ** كالآلام والأسقام وضيق العيش .
2 - ** فِي كِتَابٍ ** أي : مكتوبة في اللوح المحفوظ .
3 - ** مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ** أي : قبل أن نخلقها ونوجدها .

***

س : قال تعالى في الآية السابقة ** إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ** فما الذي يشير إليه قوله تعالى ** ذلك ** ؟
ج : أن إثباتها في الكتاب - على كثرتها - يسير على الله سبحانه .

***

س : ما هو الشاهد من الآية السابقة ؟ وهل هي تدل على مرتبة الكتابة فقط ؟
ج : الشاهد من الآية الكريمة : أن فيها دليلاً على كتابة الحوادث في اللوح المحفوظ قبل وقوعها ، ويتضمن ذلك علمه بها قبل الكتابة فهي دليل على مرتبتي العلم والكتابة .

***

س : أشار المؤلف رحمه الله إلى أن تقدير الله سبحانه على نوعين فما هما ؟
ج : 1 – النوع الأول : أشار إليه بقوله : ( وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة ) أي : تقدير عام شامل لكل كائن ، وهو المكتوب في اللوح المحفوظ[11] .
2 – وأشار إليه المؤلف بقوله : ( وتفصيلاً ) أي : تقديرًا خاصًا ، وهو تفصيل للقدر العام .

***

س : ما هي أنواع التقدير الخاص ( مع ذكر دليل لكل منها ) ؟
ج : هو ثلاثة أنواع :
1 ـ التقدير العمري، كما في حديث ابن مسعود في شأن ما يكتب على الجنين في بطن أمه من أربع الكلمات : رزقه وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته .
2 ـ تقدير حولي : وهو ما يقدر في ليلة القدر من وقائع العام كما في قوله تعالى : ** فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ** .
3 ـ تقدير يومي : وهو ما يقدر من حوادث اليوم من حياة وموت وعز وذل إلى غير ذلك . كما في قوله تعالى : ** كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ** ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : (( إن الله خلق لوحًا محفوظًا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابته نور وعرضه ما بين السماء والأرض، ينظر في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، يحيى ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء . فكذلك قوله سبحانه : ** كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ** )) .[12]

***

س : هل هناك من ينكر القدر ( بنوعيه : العام والخاص ) ؟
ج : ( قد كان ينكره غلاة القدرية ) أي : المبالغون في نفي القدر فينكرون علم الله بالأشياء قبل وجودها وكتابته لها في اللوح المحفوظ وغيره، ويقولون : إن الله أمر ونهى وهو لا يعلم من يطيعه ممن يعصيه فالأمر أُنُف . أي : مستأنف لم يسبق في علم الله وتقديره ، وهؤلاء كفَّرهم الأئمة .

***

س : وهل هؤلاء الغلاة موجودون اليوم ؟
ج : بل إنهم انقرضوا ؛ ولهذا قال المؤلف : ( ومنكروه اليوم قليل ) وبقيت الفرقة التي تقر بالعلم ، ولكن تنفي دخول أفعال العباد في القدر وتزعم أنها مخلوقة لهم استقلالاً لم يخلقها الله ولم يردها .

***

س : ما هي الدرجة الثانية التي أشار إليها المؤلف ؟ وما الذي تتضمنه ؟
ج : هي الإيمان بمشيئة الله وخلقه وإيجاده لكل شيء .
وهذه الدرجة تتضمن مرتبتين :
1 - أشار إلى الثالثة[13]بقوله : ( فهي مشيئة الله النافذة[14]وقدرته الشاملة[15] ) والنافذة : هي الماضية التي لا راد لها، والشاملة : هي العامة لكل شيء من الموجودات والمعدومات .
2 - وقوله : ( فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه ) هذا فيه إشارة إلى المرتبة الرابعة[16]وهي مرتبة الخلق والإيجاد ، فكل ما سوى الله فهو مخلوق وكل الأفعال خيرها وشرها صادرة عن خلقه وإحداثه لها ( لا خالق غيره ولا رب سواه ) .

***


س : أي الدرجات السابقة هي التي يكذب بها عامة القدرية الآن ؟
ج : هي عموم ( مشيئته وإرادته لكل شيء ) ، وعموم ( خلقه لكل شيء ) ، وأن العباد فاعلون حقيقة ( والله خالقهم وخالق أفعالهم ) ؛ حيث يزعمون أن العبد يخلق فعل نفسه بدون مشيئة الله وإرادته

***

س : أعد ذكر المراتب الأربع السابقة باختصار ؟
ج : مراتب الإيمان بالقدر أربع :
1 – العلم . 2 – الكتابة . 3 - المشيئة والإرادة . 4 - والخلق والإيجاد .
فما من شيء يحدث إلا وقد : علمه الله ، وكتبه ، وشاءه ، وأراده وأوجده .





***















لا تعارض بين القدر والشرع


س : ما هي الأقسام التي انقسم إليها أهل الضلال في مواقفهم من نفي وإثبات لـ ( قدر الله ) ولـ (شرع الله) سبحانه ؟
ج : يمكن توضيح هذه الأقسام من خلال الجدول الآتي :

الفرقة
موقفها من القضاء والقدر[17]
موقفها من الشرع والأمر والنهي[18]
ملاحظة توضيحية
1 – المجوسية
û
لم تؤمن بالقدر
ü
آمنت بالأمر والنهي
هذه الفرقة على درجتين :
أ – الغلاة : أنكروا علم الله وكتابته .
ب – المتوسطون : أنكروا عموم مشيئة الله وخلقه ( أي لأفعال عباده ) ، ووافقهم المعتزلة .
2 – المشركية
ü
آمنت بالقدر
û
لم تؤمن بالأمر والنهي
قال تعالى : ** سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ** ، فمن احتج على تعطيل الأمر والنهي فهو من هؤلاء .

3 – الإبليسية
ü
آمنت بالقدر
ü
آمنت بالأمر والنهي
مع أن هذه الفرقة قد أقرت بالأمرين لكنها جعلت هذا تناقضًا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا في حكمته وعدله ، كما يذكر ذلك عن إبليس مقدمهم .

***

س : قال المؤلف رحمه الله : ( وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ولا يحب الكافرين . ولا يرضى عن القوم الفاسقين ، ولا يأمر بالفحشاء ، ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد )
ما هو غرض المؤلف من العبارة السابقة ؟
ج : يريد المؤلف رحمه الله بهذا الكلام : الرد على من زعم أن الإرادة والمحبة بينهما تلازم ، فإذا أراد الله شيئًا فقد أحبه وإذا شاء شيئًا فقد أحبه ! وهذا قول باطل .

***

س : وما هو القول الحق إذن ؟
ج : القول الحق : أنه لا تلازم بين الإرادة والمحبة أو بين المشيئة والمحبة - أعني الإرادة الكونية والمشيئة :
1 - فقد يشاء الله ما لا يحبه .
مثاله : مشيئة وجود إبليس وجنوده ومشيئته العامة لما في الكون مع بغضه لبعضه .
2 - وقد يحب ما لا يشاء وجوده .
ومثاله : محبته لإيمان الكفار وطاعات الكفار ولم يشأ وجود ذلك منهم ولو شاءه لوجد .



***











لا تنافي بين إثبات القدر وإسناد أفعال العباد إليهم حقيقة وأنهم يفعلونها باختيارهم


س : ما هي أقوال الطوائف الإسلامية - التي ضلت في باب القدر – في أفعال العباد ؟
ج : 1 - ذهبت طائفة منهم إلى الغلو في إثبات القدر حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ، ويقال لهذه الطائفة : ( الجبرية ) ؛ لأنهم يقولون : إن العبد مجبر على ما يصدر منه لا اختيار له فيه .
2 - ذهبت الطائفة الثانية إلى الغلو في إثبات أفعال العباد واختيارهم حتى جعلوهم هم الخالقين لها ولا تعلق لها بمشيئة الله ولا تدخل تحت قدرته ، ويقال للطائفة الثانية : ( القدرية النفاة ) لأنهم ينفون القدر .

***

س : وما هو سبب ضلال هاتين الفرقتين ؟
ج : لزعمهم أن إثبات القدر بجميع مراتبه السابقة ، وإثبات كون العباد يفعلون باختيارهم ويعملون بإرادتهم ، يلزم منه التناقض!

***

س : ما هي الآية التي استدل بها المؤلف رحمه الله في الرد على الطائفتين ؟
ج : استدل الشيخ في الرد على الطائفتين بقوله تعالى : ** لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ** :
1 - فقوله تعالى : ** لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ** فيه الرد على الجبرية لأنه أثبت للعباد مشيئة وهم يقولون لا مشيئة لهم ، [كما أنه] لو كان كذلك لما صح وصفهم بها ؛ لأن فعل المجبر لا ينسب إليه ولا يوصف به ، ولا يستحق عليه الثواب أو العقاب .
2 - وقوله : ** وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ** فيه الرد على القدرية القائلين بأن مشيئة العبد مستقلة بإيجاد الفعل من غير توقف على مشيئة الله، وهذا باطل لأن الله علق مشيئة العباد على مشيئته سبحانه وربطها بها .

***





س : ما هي الفرق المخالفة والتي يشير إليها كلام المؤلف في العبارات التالية :
قوله : ( والعباد فاعلون حقيقة ) ، وقوله : ( والله خالقهم وخالق أفعالهم ) ، وقوله : ( والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة ) .
ج : 1 – قوله رحمه الله : ( والعباد فاعلون حقيقة ) :
إشارة إلى الطائفة الأولى وهم الجبرية لأنهم يقولون إن العباد ليسوا فاعلين حقيقة وإسناد الأفعال إليهم من باب المجاز .
2 - وقوله : ( والله خالقهم وخالق أفعالهم ) :
رد على الطائفة الثانية القدرية النفاة لأنهم يقولون : إن الله لم يخلق أفعال العباد وإنما هم خلقوها استقلالًا دون مشيئة الله وتقديره لها .
3 - وقوله : ( والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة ) :
هو إشارة إلى الجبرية أيضاً .

***

س : س : هل اقتصر مذهب الجبرية على اعتقاد نفي مشيئة العبد وإرادته ؟
ج : كلا ، بل إن الجبرية في مذهبهم هذا حينما نفوا أفعال العباد وسلبوهم القدرة والاختيار نفوا حكمة الله في أمره ونهيه وثوابه وعقابه، فقالوا : إنه يثيب أو يعاقب العباد على ما ليس من فعلهم ويأمرهم بما لا يقدرون عليه، [ فكان لا زم مذهبهم أن ] اتهموا الله بالظلم والعبث، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .

***

س : هل ثبت عن النبي r أنه سمى القدرية ( مجوس هذه الأمة ) ؟
ج : لم يثبت أن النبي r سماهم مجوس هذه الأمة لتأخر ظهورهم عن وقت النبي r فأكثر ما يجيء من ذمهم إنما هو موقوف على الصحابة .

***

س : وما هو سبب وصف القدرية بهذا الوصف ؟
ج : لمشابهتهم المجوس الذين يثبتون خالقين هما : النور والظلمة، فيقولون : إن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثنويه . وكذلك هؤلاء القدرية جعلوا خالقًا مع الله حيث زعموا أن العباد يخلقون أفعالهم بدون إرادة الله ومشيئته، بل يستقلون بخلقها .

***

حقيقة الإيمان وحكم مرتكب الكبيرة

س : ما معنى الإيمان لغةً وشرعاً ؟
ج : ( الإيمان ) لغة : التصديق ، وشرعًا : ( قول وعمل : قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ) هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة .

***

س : وضح معنى أن الإيمان قول عمل ؟
ج : يمكن توضيحه من خلال الشكل الآتي :
[IMG]file:///C:\Users\waled\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\ clip_image001.gif[/IMG]

***

س : ما الفرق الفرق بين أقوال القلب وأعماله ؟
ج : الفرق هو : أن أقوال القلب هي العقائد التي يعتبر فها ويعتقدها ، وأما أعمال القلب فهي حركته التي يحبها الله ورسوله، وهي محبة الخير وإرادته الجازمة وكراهية الشر والعزم على تركه ، وأعمال القلب تنشأ عنها أعمال الجوارح وأقوال اللسان . ومن ثم صارت أقوال اللسان وأعمال الجوارح من الإيمان .

***

س : اذكر اختلاف الفرق في تعريف الإيمان ؟
ج : أقوال الناس في تعريف الإيمان :
1 ـ عند أهل السنة والجماعة والمعتزلة : أنه اعتقاد بالقلب ، ونطق باللسان ، وعمل بالأركان .
2 ـ عند المرجئة : أنه اعتقاد بالقلب ونطق باللسان فقط .
3 ـ عند الكرامية : أنه نطق باللسان فقط .
4 ـ عند الجبرية : أنه الاعتراف بالقلب أو مجرد المعرفة في القلب .

***

س : وهل قول المعتزلة موافق تمام الاتفاق لقول أهل السنة في هذه المسألة ؟
ج : لا ، والفرق بينهم - أي : المعتزلة وبين أهل السنة - أن مرتكب الكبيرة يسلب اسم الإيمان بالكلية ويخلد في النار عندهم، وعند أهل السنة لا يسلب الإيمان بالكلية بل هو مؤمن ناقص الإيمان ولا يخلد في النار إذا دخلها . والحق ما قاله أهل السنة والجماعة لأدلة كثيرة .

***

س : هل الإيمان يزيد وينقص ؟
ج : نعم ، بل من أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يتفاضل بالزيادة والنقصان فتزيده الطاعة وينقص بالمعصية .

***

س : اذكر بعض الفوائد المستفادة من قوله r : (( أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا )) ؟
ج : من فوائد الحديث :
1 - الحث على التخلق بأحسن الأخلاق .
2 - أن الأعمال تدخل في مسمى الإيمان .
3 - أن الإيمان يتفاضل .

***

س : ذكر المؤلف رحمه الله ثلاث صور تدل على الإحسان لمن أساء إليك ، فما هي ؟
ج : ( إلى أن تصل من قطعك ) .
( وتعطي من حرمك ) بالتبرع أو الهدية ونحوها لمن منع ذلك عنك .
( وتعفو عمن ظلمك ) فتسامح من تعدى عليك في مال أو عرض، لأن ذلك مما يجلب المودة ويكسب الأجر والثواب .

س : ما معنى كل من : ( بر الوالدين ) ، ( صلة الأرحام ) ، ( حسن الجوار ) ؟
ج : ( بر الوالدين ) أي : طاعتهما في غير معصية والإحسان إليهما بالقول والفعل .
( وصلة الأرحام ) أي : الإحسان إلى الأقربين، والأرحام : جمع رحم وهو من تجمعك به قرابة .
( حسن الجوار ) أي : الإحسان إلى من يسكن بجوارك يبذل المعروف وكف الأذى .

***



س : من أخلاق أهل السنة الإحسان إلى المحتاجين ، اذكر صوراً لأنواع المحتاجين مع كيفية الإحسان لكل منهم ؟
ج : المحتاجون على أنواع منها :
1 - ( اليتامى ) : جمع يتيم، وهو لغة : المنفرد، وشرعًا : من مات أبوه قبل بلوغه . والإحسان إليهما هو برعاية أحوالهم وأموالهم والشفقة عليهم .
2 - ( المساكين ) جمع مسكين، وهو المحتاج الذي أسكنته الحاجة والفقر، والإحسان إليهم يكون بالتصدق عليهم والرفق بهم
3 - ( ابن السبيل ) وهو المسافر المنقطع به الذي نفدت نفقته أو ضاعت أو سرقت، وقيل : هو الضيف .
4 - ( المملوك ) وهو الرقيق، ويدخل فيه من البهائم، والرفق ضد العنف وهو لين الجانب .

***

س : أهل السنة ينهون عن مساوئ الأخلاق ومنها : ( الفخر ، والخيلاء ، والبغي ) فما معنى هذه الأخلاق ؟
ج : ( الفخر ) وهو المباهاة بالمكارم والمناقب من حسب ونسب .
( والخيلاء ) بضم الخاء : الكبر والعجب .
( والبغي ) وهو العدوان على الناس .

***

س : يدخل ضمن الأخلاق السابقة ( الاستطالة على الخلق ) فما معنى ذلك ؟
ج : ( الاستطالة ) أي : الترفع عليهم واحتقارهم والوقيعة فيهم فينهى عنها سواء كانت ( بحق وبغير حق ) ؛ لأن المستطيل إن استطال بحق فقد افتخر، وإن استطال بغير حق فقد بغى، ولا يحل لا هذا ولا هذا .

***

س : ورد في الحديث : ( أن الله تعالى يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها ) فما معنى ( سفسافها ) ؟
ج : ( سفاسفها ) أي : رديئها وحقيرها، السفساف : الأمر الحقير والرديء من كل شيء، وهو ضد المعالي والمكارم، وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل والتراب إذا أثير .

***




س : ما قاله أو فعله أهل السنة من محاسن الأخلاق – المذكورة سابقاً وغير المذكورة – هل أتوا به من عند أنفسهم ؟
ج : كلا ، بل إنهم استفادوه من كتاب ربهم وسنة نبيهم، لم يبتدعوه من عند أنفسهم ولم يقلدوا فيه غيرهم ؛ فقد قال الله تعلى : ** وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شيئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ** والأحاديث في هذا كثيرة منها ما سبق ذكره .

***

س : وما هي المزية العظمى بين مزايا أهل السنة والجماعة السابقة ؟
ج : مزيتهم العظمى أن ( طريقتهم دين الإسلام ) أي : أن الإسلام المحض الخالص من الشوائب هو مذهبهم وطريقهم إلى الله .
وأنهم عند الافتراق الذي أخبر النبي r عن حدوثه في هذه الأمة ثبتوا على الإسلام وصاروا هم الفرقة الناجية من بين تلك الفرق ، وصاروا الجماعة الثابتة على ما كان عليه النبي r وأصحابه ؛ ولذلك فازوا بلقب أهل السنة والجماعة .

***

س : يدخل في أهل السنة : أعلام الهدى المتصفون بكل وصف حميد علماً وعملاً ، فاذكر أنواع هؤلاء الأعلام الذين ذكرهم المؤلف رحمه الله ؟
ج : 1 - ( الصديقون ) : المبالغون في الصدع والتصديق .
2 - ( والشهداء ) : القتلى في سبيل الله .
3 - ( والصالحون ) : أهل الأعمال الصالحة
4 - ( الأبدال ) وهم الأولياء والعباد، سموا بذلك قيل : لأنهم كلما مات منهم أحد أبدل بآخر . وفي رواية عن أحمد : أنهم أصحاب الحديث .
5 - ( أئمة الدين ) أي : في أهل السنة العلماء المقتدى بهم كالأئمة الأربعة وغيرهم .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة