عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-12-2023, 10:38 PM   #11
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي

المطلب الثاني: من أنواع الكفر الأكبر "كفر الإباء والاستكبار"
أولا: تعريفه
هو أن يعرف الإنسان الحق بقلبه، ويعترف به بلسانه، ولكنه يأبى أن يقبله أو يدين به؛ إما أشرا وبطرا، وإما احتقارا له ولأهله، أو لسبب آخر1.
ثانيا: من الأمثلة عليه، مع الأدلة
1- كفر إبليس؛ فإنه لم يجحد أمر الله عز وجل، ولا قابله بالإنكار، وغنما تلقاه بالإباء والاستكبارا2؛ كما قال عز وجل: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ** [البقرة: 34] .
2- كفر من عرف صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه جاء بالحق من عند الله عز وجل؛ عرف، وأقر بذلك، ولم يشك في صدقه؛ لكنه لم ينقد إليه إباء واستكبارا، أو أخذته الحمية وتعظيم الآباء أن يرغب عن ملتهم، أو يشهد عليهم بالكفر2.
وخير من يمثل هذه الحال: أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي عرف صدق ابن أخيه، واعترف بذلك قائلا:
ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا3
لكن هذه المعرفة والإقرار لم ينفعاه؛ لأنه أبى أن ينقاد ويقول: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؛ خشية أن يقال: ترك دين آبائه وأجداده. وقد سأل العباس رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حال أبي طالب في الآخرة، فأجابه: "هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" 4؛ فهو خالد في النار، لكن عذابه أهون من غيره.
__________
1 انظر: أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص149. ومدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لعثمان جمعة ضميرية ص338.
2 انظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 366.
3 انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي 2/ 461.
4 صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب، والتخفيف عنه بسببه.
(1/178)
المطلب الثالث: من أنواع الكفر الأكبر الكفر بدعوى علم الغيب
أولا: تعريفه
هو اعتقاد أن احدا غير الله تعالى يعلم الغيب. وهو كفر لمعارضته لقوله عز وجل:
{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ** [النمل: 65] ، وقوله سبحانه وتعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ** [الأنعام: 59] .
ثانيا: من الأمثلة عليه
الأمثلة على هذا النوع كثيرة، ويمكن بيان بعضها في المسائل التالية.
المسألة الأولى: السحر
أولا: تعريفه
السحر في اللغة: ما خفي ولطف سببه1. وفي الاصطلاح: عزائم ورقى وعقد وكلام يتكلم به، أو يكتب، أو يعمل شيء يؤثر في القلوب والأبدان والعقول؛ فيمرض، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه2.
ثانيا: قسما السحر: السحر قسمان 3
قسم: خيالات ترهب بظاهرها، وتؤثر في القلوب، بيد أنه لا حقيقة لها؛ كسحر سحرة فرعون. قال تعالى عنه: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى** [طه: من الآية66] .
وقسم: له حقيقة؛ كالذي حدث لر سول الله صلى الله عليه وسلم3، حين سحره اليهودي لبيد بن أعصم؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء، وما يفعله، حتى أتاه ملكان؛ فقعد أحدهما عند رجليه صلى الله عليه وسلم، والآخر عند رأسه، فأخبراه بصنيع اليهودي، وأنه سحره في مشط ومشاطة؛ جعله في وعاء طلع النخل، ودفنه في بئر ذي أروان، فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم4.
__________
1 انظر: الصحاح للجوهري 5/ 678. والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص519.
2 انظر المغني لابن قدامة 8/ 150.
3 انظر المجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 2/ 143.
4 انظر الحديث بطوله في صحيح البخاري، كتاب الطب، باب السحر، وباب: هل يستخرج السحر، وفي صحيح مسلم، كتاب السلام، باب السحر.
ملاحظة: هذا الذي وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاصا لشخصه، بل هو كالأمراض التي كانت تعتريه صلى الله عليه وسلم وإصابته به كإصابته بالسم، لا فرق بينهما. "انظر: زاد المعاد لابن القيم 4/ 124".
(1/179)
ثالثا: حكم السحر، مع الدليل: السحر محرم بالكتاب والسنة والإجماع.
وهو من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات.
ودليل ذلك من كتاب الله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ** [البقرة: 102] ؛ فدلت هذه الآية الكريمة على أن السحر كفر، وأن السحرة يفرقون بين المرء وزوجه، كما دلت على أن السحر ليس بمؤثر لذاته نفعا ولا ضرا، وإنما يؤثر بغذن الله الكوني والقدري؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخير والشر. كما دلت الآية الكريمة على أن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم، وأنه ليس لهم عند الله من خلاق -أي من حظ ونصيب. وهذا وعيد عظيم يدل على شدة خسارتهم في الدنيا والآخرة، وأنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان1.
ودليل حرمة السحر من السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا الموبقات: الشرك بالله، والسحر" 2.
فالسحر من الموبقات. يقول الإمام النووي رحمه الله عن السحر: عمل السحر حرام، وهو من الكبائر بالإجماع، وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات. ومنه ما يكون كفرا، ومنه ما لا يكون كفرا؛ بل معصية كبيرة. فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر، فهو كفر، وإلا فلا. وأما تعلمه وتعليمه فحرام3؛ فالسحر قد يكون كفرا إذا كان فيه تعظيم غي الله؛ من الجن والشياطين والكواكب وغيرهم، وإذا كان فيه ادعاء علم الغيب.
وأكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله4، وحده -كما في الحديث-: "ضربة بالسيف"5. وسئل الإمام أحمد عن الساحر، فقال: إذا عرف بذلك فأقر؛ يقتل6.
__________
1 رسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ ابن باز ص7.
2 صحيح البخاري، كتاب الطب، باب الشرك والسحر من الموبقات.
3 نقله عنه ابن حجر في فتح الباري 10/ 224. وانظر كلام الحافظ ابن حجر عن حكم السحر وتعلمه في الموضع نفسه. وانظر: تفسير ابن كثير 1/ 258. وأضواء البيان للشنقيطي 4/ 456.
4 مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 29/ 384.
5 أخرجه مالك في الموطأ 2/ 871. والحاكم في المستدرك 4/ 360 مرفوعا، ولا يصح رفعه، بل هو موقوف.
6 انظر مسائل الإمام أحمد، برواية ولده عبد الله ص247. وأحكام أهل الملل للخلال ص207.
(1/180)
رابعا: علاج السحر:
حصل العلاج بأن يقرأ على المسحور: سورة الإخلاص، والمعوذتين، وآية الكرسي، والآيات التي ذكر فيها السحر، وخاصة التي في سورة يونس، في قوله عز وجل:
{مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ** [يونس: 81] ، شريطة أن يصدر ذلك عن إخلاص، وصدق، وتوكل، وإيمان جازم بأن النافع والضار هو الله عز وجل وحده.
ولو أضاف سبع ورقات من السدر الأخضر، ودقهن، ووضعهن في ماء تقرأ فيه تلك الآيات، ويحسو منها المسحور ثلاث حسوات، ويغتسل بالباقي، لكان ذلك أفضل1.
المسألة الثانية: الكهانة
أولا: تعريف الكاهن
الكاهن هو الذي يدعي أنه يعلم الغيب، وهو لفظ يطلق على العراف، والرمال، والذي يضرب بالحصى، والمنجم2؛ فكل من أخبر عن المغيبات في المستقبل، هو كاهن، وكل من ادعى معرفة علم شيء من المغيبات، فهو إما داخل في اسم الكاهن، او مشارك له في المعنى، فيلحق به3.
فائدة:
سئل الإمام أحمد رحمه الله: الكاهن شرا أو الساحر؟ قال: كل شر4.
ثانيا: حكم الكهانة، مع الدليل
الكهانة محرمة بالكتاب، والسنة، والإجماع.
يقول الله عز وجل مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ** [الطور: 29] .
ووجه الدلالة من هذه الآية على تحريم الكهانة: أن الله عز وجل نفي الكهانة عن نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن الكهان يدعون علم الغيب. ومجرد ادعاء علم الغيب كفر بواح، فاعتبر الله عز وجل السلامة من الكهانة نعمة. ومفهوم ذلك أن الكهانة تتنافى مع نعمة الإسلام5.
__________
1 انظر: فتح الباري لابن حجر 10/ 233-234. وأضواء البيان للشنقيطي 4/ 464. ورسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ ابن باز ص8-13. والمجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 1/ 155.
2 فتح الباري لابن حجر 10/ 216.
3 انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص414.
4 انظر أحكام أهل الملل للخلال ص208.
5 انظر أضواء البيان للشنقيطي 7/ 456.
(1/181)
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من تطير أو تطير لهن أوتكهن أو تكهن لهن أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" 1؛ ففي قوله صلى الله عليه وسلم: "أو تكهن أو تكهن له" إشارة إلى أن من تلقى الكهانة عمن يتعاطها، فقد برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففيه وعيد وتحذير من مجرد إتيان الكهان والعرافين ونحوهم ممن يدعون معرفة الغيب -ولو لم يصدقهم- ويشهد لهذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" 2. هذا إذا سأله ولم يصدقه. أما إذا سأله، ودقهن فالوعيد أشد -والعياذ بالله تعالى، يقول صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأة حائضا، أو أتى امرأة في دبرها، فقد برئ مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم" 3.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله معلقا على هذا الحديث: ظاهر الحديث أنه يكفر متى اعتقد صدقه بأي وجه كان4.
فإذا كان هذا حال من أتى الكاهن، فما هو حال الكاهن نفسه؟!
المسألة الثالثة: التنجيم
أولا: تعريفه
التنجيم -كما يزعم أهله: هو الاستدلال على الحوادث الأرضية قبل حدوثها بالنظر في الأحوال الفلكية5؛ فيخبر أهل هذه الصناعة عما سيقع في العالم مستقبلا، ويزعمون أنهم استفادوا ذلك من النظر في سير الكواكب في مجاريها، واجتماعها واقترانها، زاعمين أن لها تأثير في العالم السفلي6.
__________
1 ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 117، وقال: "ورجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع وهو ثقه". وقال المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 33: "رواه البزار بإسناد جيد".
2 صحيح مسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة، وإتيان الكهان.
3 أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطب، باب في الكاهن. والترمذي في جامعه، كتاب الطهارة، باب ما جاء كراهية إتيان الحائض. وابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة، باب النهي عن إتيان الحائض.
والحديث صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/ 739، وفي صحيح سنن الترمذي 1/ 44.
4 فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص411.
5 انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 35/ 192.
6 انظر التنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام للدكتور عبد المجيد المشعبي ص31-33.
(1/182)
ثانيا حكم التنجيم، مع الدليل:
قبل الحديث عن حكم التنجيم، تجدر الإشارة إلى أن التنجيم نوعان:
أحدهما: مباح، وهو ما يعرف بعلم الحساب، أو علم التسيير؛ كمعرفة وقت الكسوف، والخسوف، والرصد، وهبوب الرياح، واتجاهاتها، مع الاعتقاد الجازم أن كل شيء يجري في هذا الكون بقضاء الله وقدره. وعند الإخبار بشيء من ذلك يقيد الكلام بمشيئة الله، وبعبارة التوقع؛ فهذا قال العلماء بجوازه. ولا يدخل تحت هذه المسألة1.
أما النوع الثاني: وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية؛ فيدعي المنجم أنه من خلال النظر في النجوم يمكن أن يعرف ما سيقع في الأرض؛ من نصر قوم، أو هزيمة آخرين، أو موت أو حياة، أو قيام أو زوال، أو خسارة لرجل، وربح لآخر.
فهذا النوع هو المراد بهذه المسألة، وهو محرم، وصاحبه يعتبر كافر كفار بواحا إذا اعتقد أن للنجوم تأثيرا ذاتيا في الحوادث الأرضية.
ومن الأدلة على تحريم التنجيم: أن الله عز وجل إنما خلق النجوم زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدي بها. لم يخلقها سبحانه للاستدلال بها على ما يجري على الأرض.
يقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ** [الملك: 5] ، ويقول سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ** [الأنعام: 97] .
وقد دلت السنة على تحريم التنجيم؛ فمن ذلك: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد" 2. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها: النجوم، وتكذيب بالقدر، وحيف السلطان" 3.
__________
1 انظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص448. والمجموع الثمين للشيخ ابن عثيمين 2/ 141-142. والتنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام للدكتور عبد المجيد المشعبي ص160-162، 305-320.
2 أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الطب، باب في النجوم. وابن ماجه في السنن، كتاب الأدب، باب تعلم النجوم. وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 793، وفي صحيح سنن أبي داود 2/ 739، وفي صحيح سنن ابن 2/ 305.
3 أخرجه الطبراني في المعجم في الكبير، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 203، وقال: "فيه ليث بن أبي سليم، وهو لين، وبقية رجاله وثقوا" وقال الألباني: "الحديث له شواهد كثير يرتقي بها إلى درجة الصحة في نقدي". "السلسلة الصحيحة 3/ 119، رقم 1127".
(1/183)
المبحث الثالث: أنواع الكفر الأصغر
تمهيد:
الكفر الأصغر أحد نوعي الكفر. ومن الفروق بينه وبين الكفر الأكبر1:
1- الكفر الأكبر يحبط العمل؛ كما قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ** [إبراهيم: 18] . والأصغر لا يحبط العمل، وإن كان ينقصه.
2- الكفر الأكبر كفر اعتقادي، والكفر الأصغر كفر عملي.
3- الكفر الأكبر يخرج من ملة الإسلام، وأما الأصغر فلا يخرج، وصاحبه مؤمن ناقص الإيمان.
4- الكفر الأكبر إذا مات العبد عليه لم يغفر له. والكفر الأصغر إن مات العبد عليه فهو تحت المشيئة، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه. ولا ينافي ذلك إيجابه للوعيد؛ لأننا نقول إن استحقاقه للوعيد لا يمنع العفو عنه.
5- الكفر الأكبر يوجب الخلود في النار؛ كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ** [البينة: 6] ، والكفر الأصغر لا يوجب الخلود في النار إن دخلها صاحبه.
أولا: تعريف الكفر الأصغر
هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر، مع بقاء اسم الإيمان على عاملها2؛ فهو معصية عملية لا تخرج عن أصل الإيمان، وإنما توجب لصاحبها الوعيد بالنار، دون الخلود فيها. وسميت كفرا لأنها من خصال الكفر3.
ثانيا: من أشهر أنواع الكفر الأصغر
للكفر الأصغر أنواع متعددة ضابطها ما تقدم في التعريف:
كل معصية أطلق الشارع عليها اسم الكفر، مع بقاء اسم الإيمان على عاملها.
وبيان بعض هذه الأنواع يمكن في المطالب التالية:
__________
1 انظر المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للدكتور إبراهيم البريكان ص182-183.
2 انظر أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص149.
3 انظر: مدارج السالكين لابن القيم 1/ 346. فتح الباري لابن حجر 1/ 83-85.
(1/184)
المطلب الأول: من أنواع الكفر الأصغر كفر النعمة
أولا: المراد به
نسبة النعم التي أنعم الله عز وجل بها علينا إلى غير المنعم عز وجل، أو استعمالها في غير مرضات الله؛ كالإسراف، والتبذير، وشراء المحرمات، أو إعطاء النعم لمن نهانا ربنا عز وجل عن إعطائهم؛ كالسفهاء من الصبيان وغيرهم. قال تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا** [النساء: 5] .
ثانيا: الأدلة عليه، من الأدلة على كفر النعمة:
1- قول الله عز وجل: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ** [النحل: 112] .
2- قول الله عز وجل: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ** [النحل: 83] ؛ فهؤلاء عرفوا نعم الله عز وجل، وعروفا أن الله هو المنعم عليهم بها، ولكنهم جحدوها، وزعموا أنهم ورثوها كابرا عن كابر1.
3- قصة الثلاثة: الأبرص، والأقرع، والأعمى، الذين أنعم الله عليهم بإصلاح حالهم وبالمال، فجحد اثنان منهم نعمة الله، وقالا: إنما ورثنا هذا المال كابرا عن كابر. واعترف الأعمى بنعم الله، وقال: قد كنت أعمى، فرد الله إلي بصري. فقال له الملك: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك2.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ معلقا على هذا الحديث: وهذا حديث عظيم، وفيه معتبر؛ فإن الأولين جحدا نعمة الله، فما أقرا لله بنعمة، ولا نسبا النعمة إلى المنعم بها، ولا أديا حق الله، فحل عليهما السخط، وأما الأعمى فاعترف بنعمة الله، ونسبها إلى من أنعم عليه بها، وأدى حق الله فيها، فاستحق الرضا من الله قيامه بشرك النعمة لما أتى بأركان الشكر الثلاثة التي لا يقوم الشكر إلا بها، وهي الإقرار بالنعمة، ونسبتها إلى المنعم، وبذلها فيما يجب3.
__________
1 انظر: جامع البيان للطبري 7/ 629. والقول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين 2/ 201-202.
وفتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن ص592-594.
2 الحديث بطوله أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث أبرص وأعمى وأقرع. ومسلم في صحيحه، كتاب الزهد والرقائق، باب رقم10.
3 فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص636.
(1/185)
المطلب الثاني: من أنواع الكفر الأصغر الطعن في الأنساب والنياحة على الميت
أولا: المراد بهما
عيب النسب، والطعن فيه، ورفع الصوت بندب الميت، وتعداد فضائله.
وهما من أنواع الكفر العملي، لما فيهما من مشابهة صنيع الكفار في الجاهلية قبل الإسلام1.
ثانيا: من الأدلة عليهما
1- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت" 2؛ فهاتان الخصلتان بالناس كفر؛ لأنهما من أعمال الجاهلية، وهما قائمتان بالناس، ولا يسلم منهما إلا من سلمه الله عز وجل3. يقول الإمام النووي في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "هما بهم كفر": فيه أقوال أصحها أن معناه: هما من أعمال الكفار وأخلاق الجاهلية4. فلهذا عدهما العلماء من جنس الكفر العملي.
2- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية" 5. وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأصناف الثلاثة؛ لأنها غالبا ما يفعلها الناس عند نزول المصاءئب، وهي من التسخط المنهي عنه، وفيها إظهار عدم الرضا بقدر الله، أو الصبر على قضائه. ودعوى الجاهلية هي: النياحة، وندبة الميت، والدعاء بالويل وشبهة6. فهذه من أعمال الكفار في الجاهلية قبل الإسلام. من أجل هذا عدها العلماء من جنس الكفر العملي.
__________
1 انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص520.
2 صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة.
3 انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لليخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص520.
4 شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 57.
5 صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ليس منا من شق الجيوب. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود.
6 انظر شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 110.
(1/186)
المطلب الثالث: من أنواع الكفر الأصغر قتال المسلم
أولا: المراد به
يراد به: قتال المسلم للمسلم بغير وجه حق، وهو نوع من أنواع الكفر العملي، المنافي لكمال الإيمان.
ثانيا: من الأدلة عليه
1- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" 1؛ فأطلق صلى الله عليه وسلم على قتال المسلم اسم: "الكفر"، تنبيها على عظم حق المسلم، وبيان حكم من قاتله بغير حق.
وهذا كفر عملي لأنه شبيه بفعل الكفار؛ فهو كفر أخوة الإسلام، لا كفر الجحود2.
2- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" 3.
فأطلق صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين على قتال المسلمين بعضهم بعضا اسم "كفر"، وسمى من يفعل ذلك "كفارا". وليس المراد بالكفر ههنا الكفر الأكبر المخرج من الملة؛ لأن الله عز وجل أبقى على المتقاتلين من المؤمنين اسم "الإيمان"، فقال سبحانه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ** [الحجرات: 9] ، ثم سماهم مؤمنين، فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ** [الحجرات: 10] ، فأثبت لهم الإيمان، وأخوة الإيمان، ولم ينف عنهم شيئا من ذلك4؛ فعلم أن الكفر هنا كفر عملي لا يخرج صاحبه من دائرة الإسلام، وهو من جنس الكفر الأصغر5.
__________
1 صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
2 انظر شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 54.
3 صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ".
4 انظر أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص150.
5 انظر شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 55.
(1/187)
الفصل الثالث: النفاق، وأنواعه
المبحث الأول: معنى النفاق
معنى النفاق لغة:
النفاق في اللغة: من "النفق"، وهي تدل على الإخفاء وعدم الإظهار. ومنه سمي السرب في الأرض الذي له مخلص إلى مكان نفقا. وقيل لأحد جحري اليربوع: النافقاء والنفقة؛ لأنه يكتمه ويظهر غيره؛ فإذا أتي من جهة القاصعاء، ضرب النافقاء برأسه، فانتفق. يقال: نافق اليربوع، إذا أخذ في نافقائه1.
معنى النفاق في الشرع:
النفاق شرعا: هو أن يظهر المرء ما يوافق الحق، ويبطن ما يخالفه؛ فمن أظهر أمام الناس ما يدل على الحق، وكان حقيقة أمره أنه على باطل من الاعتقاد، أو الفعل، فهو المنافق، واعتقاده، أو فعله هو النفاق2.
الصلة بين المعنيين:
يلاحظ أن المنافق قد ستر اعتقاده، أو عمله، وأخفاه، وأضمره، فمثله كثل الضب؛ يدخل من جحر ظاهر، ثم إذا شعر بالخطر خرج من باب آخر تتعذر رؤيته. وكذلك يفعل المنافق: يدخل في الإسلام من باب ظاهر؛ فينطق الشهادتين، ويصلي مع الناس، مع أنه يكتم خلاف الإسلام، ويتربص بالمسلمين الدوائر، وينتظر ظهور الكفر، حتى يتخلى عما أظهره، كما قال الله عن المنافقين: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ** [النساء: 141] .
نوعا النفاق: النفاق نوعان: نفاق أكبر "اعتقادي"، ونفاق أصغر "عملي".
__________
1 انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص648-649. ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس 5/ 454-455.
والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص1195-1196. ولسان العرب لابن منظور 10/ 358-359.
والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص942.
2 انظر: المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية للبريكان ص192. والمعجم الوسيط ص942.
(1/191)
المبحث الثاني: النفاق الأكبر الاعتقادي
أولا: تعريف النفاق الأكبر
هو أن يظهر الرجل للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله، مكذب به1؛ فهو قد أظهر الانقياد والتصديق ظاهرا؛ لكنه أبى ذلك باطنا2.
ثانيا: حكم النفاق الأكبر
النفاق الأكبر نفاق اعتقادي محله القلب، وصاحبه كافر، خالد مخلد في النار، بل في الدرك الأسفل منها إن لم يتب3، كما قال عز وجل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا** [النساء: 145] .
وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدا؛ لأنهم منسوبون إليه، وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه في الحقيقة4.
ثالثا: صفات المنافقين نفاقا أكبر
قد كشف الله في كتابه أسرار المنافقين، وهتك أستارهم، في آيات كثيرة، نزلت تخبر عن أوصافهم، وأهدافهم، ووسائلهم الدنيئة لهدم الدين، أو إضعاف المسلمين.
والنفاق الأكبر "الاعتقادي" قد جمع أهله خصالا كثيرة، وصفات عديدة، سأقتصر على ذكر بعضها، كي لا يقع شيء منها في قلب المؤمن، فيخسر الدنيا والآخرة. فمنها:
1- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم باطنا لا ظاهرا. ودليل هذه الصفة قول الله عز وجل: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ** [المنافقون: 1] ؛ أي كاذبون فيما أظهروا من شهادتهم، وحلفهم بألسنتهم. فمن قال شيئا، واعتقد خلافه، فهو كاذب5.
__________
1 انظر: مدارج السالكين لابن القيم 1/ 379-377. والقاموس المحيط للفيروزآبادي 1196.
2 انظر أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص149.
3 انظر مدارج السالكين لابن القيم 1/ 376.
4 انظر المرجع نفسه 1/ 377.
4 انظر المرجع نفسه 1/ 377.
5 انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 18/ 80.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة