عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-09-2023, 05:32 AM   #2
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي



قال العلاّمة الألباني رحمه الله تعالى :

ثم إنني كنت بدأت منذ بضع سنين بنشر سلسلة مقالات متتابعة تحت عنوان :

" الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وأثرها السيئ في الأمة " في مجلة

"التمدن الِإسلامي " الغراء،
ولا زلت مستمراً في نشرها؛

لأن هذه الأحاديث من الكثرة
- مع الأسف الشديد - بحيث تعد المئات،
بل الألوف ! كيف وقد وضع رجل واحد من الزنادقة نحو أربعة آلاف حديث !

ووضع ثلاثة من المعروفين بالوضع أكثر من عشرة آلاف حديث ! فماذا يقول القارئ الكريم في الأحاديث الأخرى التي وضعها أناس آخرون لغايات مختلفة، وأغراض متباينة؛

منها السياسية،
ومنها العصبية الجنسية، والمذهبية،
ومنها التقرب إلى الله تعالى بزعمهم !
ومنها أحاديث وضعت خطأ دون قصد من بعض المغفَّلين من الصوفية،
وضعفاء الحفظ من الفقهاء وغيرهم،
ممَّن لا عناية لهم بالحديث وضبطه !

وهي منتشرة بكثرة في كتب الفقه، والتفسير، والوعظ، والترغيب، والترهيب، وغيرها .

ولكن الله تبارك وتعالى سخر لهذه الأحاديث طائفة من الأئمة، بيَّنوا ضعفها، وكشفوا عُوارَها، وأوضَحوا وضعها،
ولذلك لما قيل للِإمام عبد الله ابن المبارك :

" هذه الأحاديث المصنوعة ؟ ".
أجاب بقوله :

" يعيش لها الجهابذة " .

وقال ابن الجوزي :

" لما لم يمكن أحداً أن يدخل في القرآن ما ليس منه، أخذ أقوامٌ يزيدون في حديث رسولِ اللهِ، ويضعون عليه ما لم يقل،

فأنشأ الله علماء يذبُّونَ عن النقل،
ويوضَحونَ الصحيح، ويفضحون القبيح،

وما يخلي الله منهم عصراً من الأعصار،
غير أن هذا الضرب قد قل في هذا الزمان، فصار أعزمن عنقاء مغرب .

وقد كانوا إِذا عُدُّوا قَليلاً ***
_____ففد صاروا أعَزَّ مِن القَليل "

قلتُ : فإذا كان الأمر كذلك في عهد ابن الجوزي، فكم يكون عدد العلماء الذَّابينَ عن الحديث في هذا العصر ؟! لا شك أنهم أقل من القليل .

وهذا مما يؤكد علينا وجوب الاستمرار في نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة ؟

تحذيراً للناس منها، وقياماً بواجب بيان العلم، ونجاةً من إثم كتمانه .

ولست أشك أن أهل العلم
- ممَّن لم يُعْمِ بصائرَهُم الهوى -

يُقدِّرون ذلك حق قدره؛ لما فيه من التعاون على تنقية حديثه - صلى الله عليه وسلم -
مما ليس منه، كيف لا
والِإمام عبد الرحمن بن مهدي يقول :

" لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب حديثاً ليس عندي " ؟!
_ رواه ابن أبي حاتم في "العلل (1 / 10)

هذا، ومما ينبغي أن يُذكر بهذه المناسبة
أنني لا أقلد أحداً فيما أصدِرُه من الأحكام على تلك الأحاديث،

وإنما أتَّبِع القواعد العلمية التي وضعها أهل الحديث،
وجرَوا عليها في إصدار أحكامهم على الأحاديث من صحة أو ضعف،

وذلك في عهد ازدهار الحياة الِإسلامية والعلم الِإسلامي، وإني أرجو الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفِّقتُ لإتباعها، وتعريف المسلمين عملياً بها، أو ببعضها؛

راجياً أن يقوم في ناشئة المسلمين من يجدد العمل بهذه القواعد التي هي من أدق ما عرف الفكر العلمي المنهجيُّ في مختلف العصور الِإنسانية، بشهادة جماعة من المستشرقين، وغيرهم من المخالفين،

وقديماً قيل :
" والفضل ما شهدت به الأعداء " ...


_ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
وأثرها السيء على الأمَّةِ .
( 1 / 40 - 42 ) .




��������������


��������������������������






 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة