عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-09-2023, 11:25 PM   #153
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي




قال في " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من قال لا إله إلا الله وكَفَر بما يُعبد من دون الله حَرُم مالُه ودمُه ، وحسابه على الله ) .

قوله في " الصحيح " أي : " صحيح مسلم "
عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه عن النبي
صلى الله عليه وسلم فذكره .
وأبو مالك اسمه سعد بن طارق كوفي ثقة مات في حدود الأربعين ومائة ،
وأبوه طارق بن أشيم
ـ بالمعجمة والمثناة التحتية وزن أحمر ـ
ابن مسعود الأشجعي صحابي له أحاديث .
قال مسلم : لم يرو عنه غير ابنه .

قوله : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله ) .
اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علق عصمة المال والدم بأمرين :

الأول : قول : لا إله إلا الله .
الثاني : الكفر بما يعبد من دون الله ،
فلم يكتف باللفظ المجرد عن المعنى ،
بل لا بد من قولها والعمل بها .

قال المصنف : وهذا من أعظم ما يبين معنى
لا إله إلا الله ،
فإنّه لم يجعل التلفظ بها عاصمًا للدم والمال ، بل ولا معرفة معناها مع التلفظ بها ،
بل ولا الإقرار بذلك ،
بل ولا كونه لا يدعو إلاّ الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم دمه وماله حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله ،
[ المراد بالبراءة من كل معبود سوى الله
وهذا معنى قوله تعالى : ** فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ** سورة البقرة 256
ولحديث : ( أمرت أن أقاتل النّاس حتى يقولوا
لا إله إلا الله ) ، وفِي لفظ : ( حتى يوحدوا ) ،
وفِي حديث الإسلام : ( أن تعبد الله ) ] .

فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ودمه ،
فيا لها من مسألة ما أجَلَّها !
ويا له من بيان ما أوضحه !
وحجة ما أقطعها للمنازع !

قلت : وقد أجمع العلماء على معنى ذلك
فلا بدّ في العصمة من الإتيان بالتوحيد ، والتزام أحكامه ، وترك الشرك
كما قال تعالى : ** وقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ويَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ **
سورة الأنفال 39

والفتنة هنا : الشرك ،
فدل على أنه إذا وُجد الشرك ،
فالقتال باق بحاله كما قال تعالى : ** وقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً **
سورة التوبة 36

وقال تعالى : ** فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ **
سورة التوبة 5

فأمر بقتالهم على فعل التوحيد ،
وترك الشرك ،
وإقامة شعائر الدين الظاهرة ،
فإذا فعلوها خلى سبيلهم ،
ومتى أبوا عن فعلها أو فعل شيء منها ، فالقتال باق بحاله إجماعًا .
ولو قالوا : لا إله إلا الله .

وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم علق العصمة بما علقها الله به في كتابه
كما في هذا الحديث .
وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة مرفوعًا : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا
أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به ،
فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها وحسابهم على الله ) .

وفي " الصحيحين " عنه قال : " لما توفي رسول الله وكفر من كفر من العرب ،
فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر :
كيف تقاتل الناس ،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا
لا إله إلا الله ، فمن قال : لا إله إلا الله ،
فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه
وحسابه على الله ؟
فقال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة ، فإنّ الزكاة حق المال ،
والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم
على منعه .
فقال عمر بن الخطاب : فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال ، فعرفت أنه الحق "
لفظ مسلم .

فانظر كيف فهم صديق الأمة أنّ النبي
صلى الله عليه وسلم لم يُرِد مجرد اللفظ بها من غير إلزام لمعناها وأحكامها ،
فكان ذلك هو الصواب ،
واتفق عليه الصحابة ،
ولم يختلف فيه منهم اثنان إلاّ ما كان من عمر حتى رجع إلى الحق .

وكان فهم الصديق هو الموافق لنصوص
القرآن والسنة .


تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد
تأليف العلاّمة سليمان بن عبد الله بن محمد
بن عبد الوهاب رحمهم الله
تعليق العلاّمة عبد العزيز بن عبد الله الرّاجحي
حفظه الله ( ص 135 - 137 )
ط / الدار الأثرية للنشر والتوزيع .





 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة