82)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ظ) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 344 - 345 ) :
وتنصيص الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على أنواع العِباداتِ كالدعاء ،
والذبح ، والنذر ، وغيرها ؛
بيـّن فيه أن صرفها لغير الله شركٌ
[ الأصول الثلاثة وأدلتها ( ص 10 ) ] ،
والمقصود من أمر الله بها
هو تحقيق العبودية له وحده لا شريك له
في ذلك ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله [ اقتضاء الصراط المستقيم
( ص 556 ) ط – دار الفضيلة ] :
" العِبادات التي شرعها الله كلها تتضمن
إخلاص الدين كله لله ،
تحقيقا لقوله تعالى :
** وما أُمروا إلَّا ليعبدوا الله مخلصين له
الدّين حنفاء ويقيموا الصّلاة ويؤتوا
الزّكاة وذلك دين القيّمة **
[ سورة البينة : 5 ] ،
فالصّلاة لله وحده ، والصدقة لله وحده ،
والصيام لله وحده ، والحج لله وحده ،
إلى بيت الله وحده ،
فالمقصود من الحج : عبادة الله وحده ،
في البقاع التي أمر الله بعبادته فيها ،
ولهَذا كان الحج شعار الحنيفية ،
حتى قال طائفة من السّلف :
** حنفاء لله ** [ سورة الحج : 31 ]
أي : حجاجاً ،
فإن اليهود والنصارى لا يحجون البيت " .
وإفراد الله بالمحبة والخوف والرجاء ،
هو حقيقة التوحيد ، والموجب للقيام لله
بالعبودية بأنواع الطاعات كلها .
قال ابن القيم رحمه الله [ الجواب الكافي ( ص 235 ) ط – دار السلام ] :
" وروح هذه الكلمة – لا إلَهَ إلَّا الله – وسرُّها : إفراد الرّبّ
– جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه ، وتبارك اسمه ، وتعالى جَدُّهُ ، ولا إله غيره –
بالمحبة والإجلال والتعظيم والخوف
والرجاء ، وتوابع ذلك من التوكُّل والإنابة والرغبة والرهبة ، فلا يُحِبُّ سواه ،
وكلُّ ما يُحبُّ غيره فإنّما يحبُّ تَبعاً
لمحبَّته ، وكونه وسيلة إلى زيادة محبّته
ولا يخاف سواه ؛ ولا يرجو سواه ،
ولا يتوكّلُ إلاّ عليه ، ولا يرغبُ إلاّ إليه ،
ولا يرهبُ إلاّ منه ، ولا يحلفُ إلاّ باسمه ،
ولا ينذرُ إلاّ له ، ولا يُتاب إلاّ إليه ،
ولا يُطاع إلاّ أمره ، ولا يُحتسبُ إلاّ به ،
ولا يُستعان في الشدائد إلاّ به ،
ولا يُلتجأ إلاّ إليه ، ولا يُسجد إلاّ له ،
ولا يُذبح إلاّ له وباسمه يجتمع ذلك كلُّه
في حرف واحد :
أن لا يُعبَدَ إلاّ إياه بجميع أنواع العبادة ،
فهذا هو تحقيق شهادة
أن لا إله إلاّ الله " .
ومقصود الإمام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله بذكر أنواع العِباداتِ القلبية
والبدنية مع ما بينهما من التلازم هو أن يتحقق المسلمون بتوحيد الله وعبادته ،
فيخلصوا التوحيد لله فيُخلِّصهم الله
من النّار ، عن أنس رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم
يقول : ( قال الله تعالى : يا ابن آدم !
إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم
لقيتني لا تُشْرِك بي شيئا لأتيتك
بقرابها مغفرة ) ، رواه الترمذي ،
وقال : حديث حسن .
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي
رحمه الله [ جامع العلوم والحكم
( ص 473 ) ] :
" مَن تحقَّق كلمة التوحيد قلبه ،
أخرجت منه كل ما سوى الله محبة
وتعظيماً وإجلالاً ، ومهابة ، وخشية ،
ورجاء ، وتوكُّلاً ،
وحينئذ تُحرقُ ذنوبه وخطاياه كلُّها ،
ولَوْ كانت مثل زبد البحر ،
وربما قلبتها حسنات ، كما سبق ذِكْرُه
في تبديل السيئات حسنات ،
فإن هذا التوحيد هو الإكسير الأعظم ،
فلو وضع ذرَّة منها على جبال الذنوب
والخطايا لقلبها حسنات " .
يتبع -----------