31)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
قال تعالى :
{ وقال اللهُ لَا تَتَّخِذُوا إلَهَيْنِ اثْنَيْنِ
إنَّمَا هُوَ إلَهٌ واحِدٌ فإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * ولَهُ ما في السَّماواتِ والْأَرْضِ
ولَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ * وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ *
ثُمَّ إذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ
إذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بما آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ **
سورة النحل 51 - 55
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله
في تفسيره :
يأمر تعالى بعبادته وحده
لا شريك له،
ويستدل على ذلك بانفراده
بالنعم والوحدانية
فقال : ** لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ **
أي : تجعلون له شريكا في إلهيته،
وهو ** إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ **
متوحد في الأوصاف العظيمة
متفرد بالأفعال كلها.
فكما أنه الواحد في ذاته وأسمائه ونعوته وأفعاله،
فلتوحِّدوه في عبادته،
ولهذا قال : ** فإِيَّايَ فَارْهَبُونِ **
أي : خافوني وامتثلوا أمري، واجتنبوا نهيي
من غير أن تشركوا بي شيئا
من المخلوقات،
فإنها كلها لله تعالى مملوكة .
{ وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ
وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا **
أي : الدين والعبادة
والذل
في جميع الأوقات لله وحده
على الخلق أن يخلصوه لله وينصبغوا بعبوديته .
{ أَفَغَيْرَ الله تَتَّقُونَ **
من أهل الأرض أو أهل السماوات فإنهم لا يملكون لكم ضرا ولا نفعا،
والله المنفرد بالعطاء والإحسان
{ وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ **
ظاهرة وباطنة
{ فَمِنَ الله **
لا أحد يشركه فيها،
{ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ **
من فقر ومرض وشدة
{ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ **
أي : تضجون بالدعاء والتضرع لعلمكم أنه لا يدفع الضر والشدة
إلاّ هو،
فالذي انفرد بإعطائكم ما تحبون،
وصرف ما تكرهون،
هو الذي لا تنبغي العبادة
إلاّ له وحده .
ولكن كثيرا من النّاس
يظلمون أنفسهم،
ويجحدون نعمة الله عليهم
إذا نجاهم من الشدة
فصاروا في حال الرخاء أشركوا به بعض
مخلوقاته الفقيرة،
ولهذا قال : ** ِليَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ **
أي : أعطيناهم حيث نجيناهم من الشدة، وخلصناهم من المشقة، ** فَتَمَتَّعُوا **
في دنياكم قليلا
** فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ **
عاقبة كفركم .
يتبع -----------