15)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
~ قال صاحب الفضيلة معالي
صالح آل الشيخ
حفظه الله تعالى أثناء شرح كتاب
ثلاثة الأصول :
« المشركون في كل زمان
لم يكونوا ينازعون
في تَوَحُّدِ الله جل وعلا في ربوبيته،
ولهذا فسَّرَ العلماءُ سؤال القبر
مَن ربك ؟
بمَن معبودك ؟
لما ؟
لأن الابتلاء لم يقع في الربوبية،
وقد سُئل الشيخ الإمام
رحمه الله تعالى
عن الفرق بين الربوبية والألوهية
في بعض النصوص
- في أحد الأسئلة التي وجهت إليه -
فكان من جوابه أن قال :
هذه مسألة عظيمة،
وذلك أن الربوبية إذا أُطلقت،
أو إذا أُفردت
فإنّه يدخل فيها الألوهية؛
لأن الربوبية تستلزم الألوهية،
وتوحيد الربوبية
يستلزم توحيد الإلهية،
والألوهية تتضمن الربوبية .
لأن الموحد لله جل وعلا في ألوهيته
هو ضِمْناً
مُقِّرٌ بأنّ الله جل وعلا
هو واحد في ربوبيته،
ومَن أيقن أن الله جل وعلا
واحد في ربوبيته
استلزم ذلك
أن يكون مُقراً بأنّ الله جل وعلا
واحدٌ في استحقاق العبادة،
ولهذا تجد في القرآن أكثر الآيات فيها إلزام المشركين بما أقروا به
ألا وهو توحيد الربوبية على ماأنكروه ألا وهو توحيد الإلهية،
من مثل قول الله جل وعلا في
سورة الزمر
** ولَئِنْ سَألْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السّماواتِ والأرْضَ لَيَقُولُنّ الله **
هذا توحيد الربوبية
قال بعدها
{ قل أفَرَأيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إنْ أَرادَنِي الله بضُرٍّ هل هُنّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أو أرادنِي بِرَحْمَةٍ هل هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قل حَسْبِي الله عليه يَتَوَكّلُ المتَوَكِّلُونَ **
سورة الزمر 38
قال : ** قل أفَرَأيْتُم **
والفاء هنا رتبت ما بعدها
على ما قبلها؛
وما قبلها هو توحيد الربوبية
وما بعدها
هو توحيد الإلهية،
ولهذا في القرآن يكثر أن يحتج على المشركين بإقرارهم بتوحيد الربوبية على ما أنكروه
ألا وهو توحيد الإلهية،
لهذا قال جل وعلا :
{ ولَا يأْمُرَكُمْ أنْ تَتَّخِذُوا الملَائِكة وَالنّبيّين أرْبابًا أيَأْمُرُكُمْ بالكُفْرِ بَعْدَ
إذْ أنتم مُسْلِمون **
سورة آل عمران 80
المعنى بـ ( أَرْبَابًا )
أي : معبودين
وكذلك قوله تعالى :
** اتّخَذُوا أحْبارَهُمْ ورُهْبانَهُمْ
أرْبابًا مِنْ دُونِ الله **
سورة التوبة
31
يعني معبودين
لأنّ عدي ابن حاتم لما
قال للنبي عليه الصلاة والسلام :
" إنا لم نعبدهم "
. فَفَهِمَ معنى الربوبية
في الآية معنى العبادة،
وهذا هو الذي يفهمه من يعرف اللسان العربي،
قال النبي عليه الصلاة والسلام
- كما هو معروف - :
( ألم يحلوا لكم الحرام فأحللتموه،
ألم يحرموا عليكم الحلال
فحرمتموه )
قال : بلى .
فقال : ( فتلك عبادتهم ) .
إذن الربوبية تُطلَق ويراد منها العبودية في بعض المواضع،
تارة بالاستلزام،
وتارة بالقصد .
وبعض علمائنا
قال إن لفظ الألوهية والربوبية
يمكن أن يُدخل في الألفاظ
التي يقال إنها إذا اجتمعت تفرقت وإذا تفرقت اجتمعت،
وهذا وجيه » . اهـ
يتبع -----------