السؤال : بعض المشايخ يعالجون المرضى بالآيات القرآنية ما مدى صحة هذا ؟ .
جواب العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى :
لاشك أن الله تعالى جعل هذا القرآن شفاء لما في الصدور وشفاء لما في الأجسام أيضا .
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ** الإسراء82
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ** يونس57
وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنهم قرؤوا على لديغ سورة الفاتحة قرؤوها عليه سبع مرات فقام كأنما نشط من عقال .
فقال النبي عليه الصلاة والسلام لما رجعوا إليه وأخبروه قال " وما يدريك أنها رقية "
فأثبت النبي عليه الصلاة والسلام أن الفاتحة رقية أي يرقى بها المريض أي يقرأ عليه .
فالقرآن كله خير كله بركة ولاشك أنه مؤثر ولكن يجب أن نعرف أنه كما يقال السيف بضاربه .
لابد لتأثير القرآن من ثلاثة أمور .
أولا : إيمان القارئ بتأثيره .
ثانيا : إيمان المقروء عليه بتأثيره .
ثالثا : أن يكون ما قرأ به مما تشهد الأدلة له بالتأثير .
إذا كان كذلك فإنه مؤثر بإذن الله .
أما إذا نقص واحد من هذه الأمور الثلاثة مثل أن يقرأ على سبيل التجربة يقول نجربه نشوفه ينفع ولا لا .
فإن ذلك لا ينفع .
لأن الواجب على المؤمن أن يؤمن بتأثيره .
كذلك أيضا لو كان المريض عنده شك في ذلك وليس عنده إيمان بتأثير القرآن فإن ذلك لا ينفعه أيضا .
لأن المحل غير قابل حينئذ.
وكذلك أيضا لو قرأ آيات لم تشهد الأدلة لها بالتأثير فهذا أيضا قد لا يؤثر .
وليس معنى ذلك أنه نقص في القرآن الكريم .
ولكنه خطأ في استعمال أو في قراءة ما تنبغي قراءته من الآيات أو السور .
أرجو وضع رابط الفتوى