تتمة وإلحاقاً لما سبق عن أنواع الرقى
1-أنواع الرقى الشرعية
أ-رقية توقيفية بكتاب الله يقرأ مايشاء من كتاب الله وما ورد من المأثورعن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من أفضل الرقى وهي مشروعة مستحبة
فالقرآن الكريم شفاء، كما أخبر الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء: 82 **
ومن هاهنا لبيان الجنس لا للتبعيض كما تقدم معنا
فقد ورد في صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها , فقال: عالجيها بكتاب الله((صححه الألباني)) وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها. وفي رواية لمسلم أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات.
و ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالرقية وفعلها وأقر عليها
والأدلة على ذلك كثيرة منها:-
1-قوله صلى الله عليه وسلم للجارية التي كان في وجهها سفعة((استرقوا لها فإن بها النظرة)) رواه البخاري
2- وقول عائشة رضي الله عنها ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين) رواه مسلم
3- رقية جبريل(عليه السلام) عندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يامحمد اشتكيت؟ فقال :نعم، قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك،من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بإسم الله أرقيك) رواه مسلم
4-حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبْ الْبَاسَ ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي ، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا) [رواه البخاري]
4-وعن عبدالرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! قل قلت : وما أقول؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، ومن شر ماينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، وبرأ ومن شر مايخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير، يا رحمن ! ) ( أخرجه الإمام أحمد والطبراني والنسائي والهيثمي وصححه الألباني )
وهذا النوع توقيفي كما مر معنا شرحه وأضرب مثالاً على ذلك
الأذكارالمقيدة والأذكار المطلقة
كتقييد مطلق السنة، كمن يأتي إلى الأذكارالواردة مطلقة فيقيدها بعدد معين. أو إطلاق مقيد السنة، كمن يأتي إلى الأذكار الميقدة بعدد فيطلقها
ب-رقية إجتهادية –أي من قول الراقي- مما لا شرك فيه ولا بدعة ولا إعتقاد بمنفعتها في حد ذاتها من دون الله وهذه جائزة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم ((لابأس بالرقى مالم يكن فيه شرك))
وفي الحديث)) عباد الله تداووا، ولا تتداوا بحرام))0 رواه أبو داود
كأن يقول الراقي في رقيتة على سبيل المثال لا الحصر(أعوذ بالله من سحر الساحرين ومن حسد الحاسدين))
أو
(أعيذكم بالله العظيم من سحر الساحرين وحسد الحاسدين )
-فهي استعاذه بالله خالية من الشرك لا بأس بها-
وقد تتحول الرقية الاجتهادية المباحة إلى بدعة ومثاله أن يقول الراقي(( أعوذ بالله من سحر الساحرين ومن حسد الحاسدين)) ويخصص عدد معين ووقت معين ويلزم نفسه أو المريض بها وهكذا تخصيص لا يؤخذ إلا من الشرع وفي الحديث((عباد الله تداووا، ولا تتداوا بحرام))0 رواه أبو داود ودخول البدعة هو دخول للحرام0
2-أنواع الرقى المنهي عنها
أ-الرقية الشركية هي كل رقية يكون فيها شرك أو استعانة وإستعاذه بغير الله ودعاء غير الله أو ألفاظ مجهولة لا يعرف معناها فتكون مظنة الشرك وهذه محرمة منهي عنها لأنها من رقى الجاهلية والأصل في رقى الجاهلية المنع عموماً بسبب ما يخالطها من الشرك ولكن عندما أخبر الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ينتفعون ببعض الرقى الجاهلية أجاز لهم النبي صلى الله عليه وسلم بعض رقى الجاهلية التي كانت خالية من الشرك فأجاز مالم يكن فيه شرك وبقي المنع على الرقى الشركية كما هو
في قوله صلى الله عليه وسلم ((لابأس بالرقى مالم يكن فيه شرك))
فكان قوله اجازة في الرقى الخالية من الشرك ومبقياً المنع على الرقى الشركية التي كانت سبباً في بداية المنع من رقى الجاهلية
في قوله (( مالم يكن فيه شرك))0
ب- الرقية البدعية مثل تقييد مطلق السنة،ومثال ذلك كمن يأتي إلى الأذكارالواردة مطلقة فيقيدها بعدد معين أوإطلاق مقيدالسنة، كمن يأتي إلى الأذكار الميقدة بعدد فيطلقها أو أن يداوم على عبادة لم تشرع للمداومة عليها. أو أن يزيد في العبادة بعض الصفات التي لم ترد في الدليل
وقد تتحول الرقية الإجتهادية المباحة إلى بدعة كما ذكرت آنفاً ومثاله أن يقول الراقي(( أعوذ بالله من سحر الساحرين ومن حسد الحاسدين)) ويخصص عدد معين ووقت معين ويلزم نفسه أو المريض بها وهكذا تخصيص لا يؤخذ إلا من الشرع وفي الحديث((عباد الله تداووا، ولا تتداوا بحرام))0 رواه أبو داود ودخول البدعة هو دخول للحرام
نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً
ويرزقنا اجتنابه
هذا والله أعلى أعلم
وكتبه الروقي
وللموضوع بقية إن شاء الله