السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله و صحبه و سلم أما بعد :
جزاك الله خيرا أخينا عماد على ما سطرت به أناملك أسأل الله العلي القدير أن يحرمها على النار .
كلام ممتاز و جميل كفيت و وفيت .....
فالنبي صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم كان يداوم على الحجامة في الأخدعين و الكاهل و لا يزيد عليها ، هذا في حال الوقاية أما إن كان هناك سبب كأصابة مثلا فقد إحجتم على أقرب مكان للأصابة .
و لكن هناك أمر آخر كما ذكرت لنا بارك الله فيك في هذا المقطع ( أعتقد أن هذه أدلة قوية و واضحة و جلية في تحديد منطقة الأخدعين التي كان يحتجم عليها رسول الله عليه الصلاة و السلام ، و من باب الأمانة أريد أن أشير إلى أن هذين العرقين المارين جانبي العنق فإنهما متصلين بأسفل الرأس من اليمين و اليسار ، فسواء أن المرء احتجم عليهما من جهة رأسه أو من جهة عنقه فلا حرج عليه ، إلا أنه في العديد من الحالات يفضل إجراؤها من جهة العنق خصوصا بالنسبة للنساء ، فعوض أن تحلق المرأة جزءا من رأسها ( و الجميع يعلم مدى أهمية الشعر بالنسبة للمرأة ) إذا كانت تعاني من الشقيقة أو من أي مرض يستلزم الحجامة على الأخدعين فإنها تحتجم على عنقها ، و أيضا من الرجال من لا يرغب في حلق شعر رأسه لظروف خاصة به ، فعوض حلق بعض الرأس و ترك الآخر و هو ما سمى بالقزع ( و هو منهي عنه شرعا إلا لضرورة) فإنه يلجأ إلى الحجامة من جهة العنق ).
أقصد هنا بارك الله فيك كما بينت لنا من خلال الأحاديث الشريفة الصحيحة و التعريفات في اللغة العربية الشاملة تبين لنا أن الأخدعين ( عرقان خفيان على جانبي العنق ) و هذا هو موضع الحجامة و هذا أيضا الثابت عن نبينا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم و لم يثبت أن أحتجم خلف الرأس و هي المتعارف عليه ( الجمجمة ) فالجمجمة تحمي الدماغ و العرقان الخفيان عما متصلان بالدماغ فيكون حاجز بينهم فلو أجرينا أو ضعنا الكأس على الجمجمة من الخلف فالرأس يختلف عن العنق ، سواء للناسء أو الرجال ... فالشاهد أن العنق موضع الحجامة و ليس الجمجمة إلا في موضع الهامة أو اليافوخ كما أحتجم صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم من الشقيقة و هو محرم بالحج .
فالنبي صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم حينما كان يداوم على الحجامة في الأخدعين لم يثبت عنه أنه حلق الشعر من خلف الرأس و إنما كانت الحجامة في العنق ، و ما نراه سابقا من أجدادنا أنهم يعملون الحجامة على خلف الجمجمة فهذا ليس بدليل شرعي ، فعلينا نحن المهتمين بأمر الطب النبوي كيف أحتجم و أين أحتجم نبينا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم أن نبين للناس أجمع أصل الطب النبوي و نميزه عن غيره سواء الشعبي أو الأممي.
قد كتبت موضوع بعنوان ( لماذا الأخدعين و الكاهل ) يتكلم عن هذه النقاط بارك الله فيكم و هي قريبة من موضوعكم القيم .
التعريف عند شيخنا الفاضل أبوالفدا حفظه الله المنشور سابقا لعل هناك خطاء مطبعي في الكتاب لأنه يعارض التعريفات السابقة ( على جانبي العنق ) أما في تعريف في كتاب الشيخ كما نقلت لنا بارك الله فيك ( و أختم الأدلة على المكان الصحيح للأخدعين بما كتبه عميد طب الأعشاب و عميد المعهد العربي للطب النبوي و علوم الأعشاب أبو الفداء محمد عزت محمد عارف في كتابه أسرار العلاج بالحجامة و الفصد : الأخدعان عرقان خلف العنق من يمينه و شماله ). لا أعتقد أن هذا كلام الشيخ فهو ذا علم جامع بأمور و أصول الطب النبوي و قد إستفدت منه فائدة عظيمة حفظه الله لنا و أبعد عنه شر أعين الحاسدين ، الجانب يختلف عن الخلف من حيث اللغة و الأصطلاح و الله أعلى و أعلم .
و أحب أن أزيد أن هذا الموضع ( الأخدعين و الكاهل ) هناك رواية عن على رضي الله عنه يقول فيها أعتقد الترمذي رواها أو إبن ماجه ( حجامة الأخدعين و الكاهل نزل بها جبريل ) و هذا قول مهم أن لا للعرب و لا غيرهم عهدا و علما بهذا الموضعين إلا من خلال سيرة الحبيب صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم .
إن أصبت فمن الله وحده العزيز الحكيم العليم و إن أخطأت فمن الشيطان الرجيم و من نفسي المقصرة .