نتابع مع اختنا الحبيبة ام سلمى والاسئلة المهمة التي تطرحها 1 / لماذا ينكر البعض المرض النفسي ..؟ دعينا نتجول في اسباب هذا الموضوع الكثيرة الى وقت قريب كانوا يعتبرون هذا عيبا واهانة لعقل الانسان اذ كان يُصنف اجتماعيا بالجنون ولكن لربما هذا لا يتجاوز 10 % من أسباب انكار المرض النفسي حتى قديما فالمرض النفسي كرت احمر ، يحدد صلاحيات الانسان وفي بعض الظروف أهليته أيضا لتولي الامور القانونية وليكون قانونيا شخص مسؤول له الصلاحيات الهامة مثل حقوقه في الحضانة والميراث يجري الخوف من هذه الناحية على ضياع التركة المالية الموروثة ان كانت ضمن وضع معين مثل الوصاية وغير ذلك فالأسلم في هذه الحالات اخفاء المرض النفسي او غلى فقدان حضانة الاطفال مثلا في حالات معينة فيجد الناس من الاسلم اخفاء هذه الامور وعدم التوجه الى طبيب نفسي حتى لا يتم اثبات ذلك من قريب ولا من بعيد هذا التفكير الاجتماعي والخوف على المادة يؤذي النفسيات كثيرا ، اذ ليس كل شخص لم يتم ارساله الى العيادة النفسية او المصح هو انسان سليم نفسيا يستطيع تولّي القيادة في المجتمع هذا بشكل عام اما ان ينكر المريض النفسي مرضه ، فقد يكون لذلك علاقة بما هو اعلاه وقد يكون لارتفاع تكاليف العلاج النفسي علاقة اخرى وقد يكون الشخص أصلا مريضا بفكرة تعظيم الذات ، فهو بنظر نفسه منزّه عن النقائص الانسانية والأمراض كيف لهذا ان يقتنع انه غير سليم وان عليه ان يزور اقرب طبيب ؟ ان القناع الذي يلبسه امام نفسه عن نفسه بطريقة معقدة ، يتعارض مع فكرة زيارة الطبيب لأن في هذا تهديد هو أكثر ما يخافه...( الانكشاف امام الذات ) ان مرضه يتبلور في عدم قدرته على ازالة القناع ، والابتعاد عن كل شخص من الممكن ان يقرّب اليه صورته الحقيقية هل سمعتي في الماضي عن فرخ البط البشع الذي رأى صورته في الماء واكتشف ان لونه يختلف عن اخوته ، فمات همّا ؟؟ فإن كان المريض فرخ بط بشع يظن انه طالما اخذ كل الاحتياطات اللازمة للابتعاد عن المرآة الحقيقية التي تعكس صورته الاولى فإن الناس لا يستطيعون ان يروا مدى قبحه ! وانهم سيكتفون بما يقوله هو ويلوّنه من اقوال والوان حول حقيقته . في الحقيقة اختي ، فإن الشخص غير السليم نفسيا يعرف ذلك بينه وبين نفسه جيدا منهم من يسلك الطريق الصحيح للتخلص من المرض وألمه ومنهم من يواصل الانكار الى ما شاء الا انه سيصل ذات يوم ليعرف ان ما من طريقة للحياة الطبيعية المستقرة ، الا ان يطبّق اصول التعايش السليم مع البشر ، لأنه مهما كان ارتباط من حوله به ، ذات يوم سيفيض الكيل ، ويصفقون الباب وراءهم ويهملونه ويغادرونه و سيبقى طيلة حياته .....يكره حياته ...يكره نفسه ...يتمنى الموت . 2 / لماذا يتقوقع الإنسان حول نفسه ووتصبح جميع إجراءاته سلبية ..؟ لا شكّ ان الانسان الذي يعكس تفكيره على نفسه وينسى ان حياة تسير شاء ام أبى ، سيتحول تفكيره الى طاقة تدميرية ذاتية ذلك ان تعطّل الساعة ، لا يعني توقف الوقت عن المضي ، او توقف الأيام عن الدوران قد يواجه الانسان مشاكل عويصة ، والتحدّي الذي امامه هو ان يستوعبها ويلحق بالوقت ، وما يفرضه الوقت من انماط للحياة واشكال اجتماعية مختلفة عليه الا يُعطّل فكرة ان تصرفات الآخرين أفكارهم قد تعطيه مفتاحا ليتخلص من مشاكله العويصة وعلى الانسان الا يتخذ قرارات وهو في حالة التقوقع والاحباط النفسي فما من قرارات سليمة تؤخذ في هذه المرحلة 3 / هل من الممكن تهيئة شخص ما لتغيير بعض حالاته النفسية دون اللجوء إلى طبيب ولكن بمساعدة من حوله ...؟ لا ننكر ابدا دور الآخرين في زيادة او تهوين المرض والتعب النفسي الا ان اللجوء للعلاج النفسي لا بدّ منه ، وما يفعله من حوله هو الدعم والتشجيع ان على الشخص الذي يريد ان يعالج مريضا نفسيا ان يكون محترفا مدرّبا .. والا انتهى بنا الأمر الى حصيلة مفادها : شخصين مريضين 4/ لماذا يجرم المريض النفسي غيره ويعتبرهم المسؤولين عن ما يصيبه من مشاكل ومعاكسات في حياته ..؟ لأنه ضعيف جدا ويعرف انه ليس اهلا ولا محلا لتحمل نتائج تصرفاته وتصرفاته لا تكون واضحة بالنسبة اليه ، بل يعتقد انه تصرف بشكل صائب وصحيح . انما يرى المشاكل الناتجة عنها فقط وحينها ، فلا بد ان يكون الآخرين مسؤولين عما يصيبه تجدين اغلب المرضى النفسيين يبالغون دوما في العتاب واللوم والشكوى بطريقة مملة متعبة انهم لا يستطيعون ان ينسبوا لأنفسهم شيئا سيئا ، لا يتمكنون من تحمل مسؤوليته