اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منتقبه وأفتخر سرك الله أستاذه فاديا كم يعجبني طرحك وتحليلك للمواضيع . سؤالي هو شخصان أحدهما سعيد والآخر تعيس ولديهما نفس الظروف والأحوال بل التعيس في وضع أفضل قليلا من السعيد ما الذي يجعل هذا سعيدا والآخر تعيسا؟ هل هو نقص الرضا والإيمان في هذا وكماله في ذاك أم هو قدر كليهما؟ وهل للسعاده مكونات توجد بوجودها وتفقد بعدمها أم هي من صنع أنفسنا تحت أي ظرف وبلا مكونات حياك الله وأهلا وسهلا ما شاء الله عدتِ بسؤال رائع مكتمل الأوصاف ومهم جدا جدا ، لأن هذا ما يصيب جزء لا بأس به من البشر انه القلق بعض الناس يعيشون في حالة قلق مستمر وهؤلاء من لا يشعرون بالثقة والامان فهو يخشون ان حصل لديهم امر سيء ، ويصيبهم الهلع والخوف ، ويعطون للموضوع حجما اكبر ومخاوف أكبر ويبدأون بالتفكير السلبي الذي يتزايد ككرة الثلج وان حصل لديهم أمر حسن ، فهم يخشون ان يضيع ، وتنتابهم الشكوك والهواجس انهم لا يستحقون الامر الجيد وفي الحالتين يصابون بالحزن والتعاسة هم اناس اعتادوا على معاقبة انفسهم وجلدها على كل صغيرة وكبيرة انهم لا يسمحون لأنفسهم ان تنال اقل قدر من الراحة ظنا منهم ان امور الحياة لا يتم التعامل معها الا بهذه الطريقة وظنا منهم انه ان حصل امر خطأ فهو بسببهم وان حصل امر جميل فهم لا يستحقونه لماذا لأنهم لا يشعرون انهم لا يستحقون الراحة لانهم يشعرون انهم يختلفون عن غيرهم شيء ما حدث في طفولتهم علّمهم انهم لا يستحقون الا الزجر والتأنيب والسبب الآخر انهم يظنون ان السعادة يجب ان تكون مثالية لا ينقصها شيء انهم الأشخاص ( الباحثون عن الكمال ) فأي نقص في امر يصبح لديهم مصدرا للإزعاج والقلق وبما ان لا شيء في الحياة كاملا فإنهم يستمرون في هذه النفسية القلقة ازاء كل ما يحصل لديهم وسواء كان السبب الأول او السبب الثاني فهؤلاء في كلا الحالين ، اشخاص قلقون ، متوترون ، ينظرون الى السماء الزرقاء الصافية فيتخيلون ان الغيوم تختبئ في مكان ما هناك ، لا يستمتعون بشيء هم أشخاص تعرضوا للمعاملة الدقيقة الصارمة القاسية التي لا تؤمن بحدوث الأخطاء وان الخطأ كارثة تهدد وجودهم وذاتهم ، فنشأت لديهم القيمة الذاتية المتدنية المتعلق ارتفاعها وانخفاضها ...بما يحصلون عليه ..بما ينجزونه ..بما يعملونه وتعلّموا ان كل شيء يحصل يجب ان يحصل بكمال تام وان الاشياء التي يملكونها ، والتي هم عليها والتي انجزوها ، هي ما تحدد قيمتهم وانهم من دونها لا شيء