فاديا
تنبشين في الجرح
ترى هل كل سر هو باحرى خطا
نختفي وراءه ونحتمي به ونحفظه في خزانة محكمة في ذاكرتنا
ونجعل لها دروعا حتى لا يحسها او يكتشفها احد
ليس بأحرى ان كل سر مكنون في إعماقنا هو خطا دوما
قد نخفي اسمائنا كما نفعل هنا رغم اننا لا نخفي خطا ما
وقد نخفي حبا مدفونا لشخص لانه ببساطة لسنا في مجتمعات تعترف بحب المراة
خصيصا ان كانت ملتزمة فهو باحرى يدخل في بند الحرام والعيب
والخوف من نظرة الاخرين ووصمة عار يصبح وساما على ظهرها عبر مرور العصور وتتداولها الاجيال
لكن قد لا يخفي الرجل هذا لان كل شيء مباح له حتى الخطا
لسنا متوازنين حتى في الاخطاء رغم ان الله اكد انه لا فرق بيننا الا بالتقوى
ووبهذا السر الدفين نخلق منه نفسا مريضة لان لا احد يفهمنا ولا يلتمس لنا الاعذار
رغم انني متاكدة ان كل واحد فينا اخطا في نقطة ما في حياته وهذا براي ليس عيبا
لاننا بشر ولسنا ملاك .
قد نخفي مرضا نعاني منه ولا ارى هذا خطا بل مرعاة للشعور المقربين لك
او نخفيه عن المحطين بنا
او قد نخفي المرض حتى عن طبيب حياءا
اوقد نخفي ويصبح المرض سرا لاننا لا نحتاج شفقة من احد
اننا نخفي لنخفي
قد نخفي السعادة ولا نريها للاخرين وندعي البؤس والاسى خوفا على انفسنا من الحسد
وليس هذا خطا بل لؤما.
اخذت درس انلا اخفي الاسرار او الاخطاء واريدها ان تنتشر في الجو وتعكسها اشعة الشمس ولما لا تتبخر في الهواء وتتركني
المهم ان لا اخنق نفسي ولا اتصنع دور الملائكي باحكام
انني بشر واهم شيء انني اخذ من الاخطاء دروسا تعلمتها في مدرسة الحياة
وارمم ما تصدع...
قد نفشي باسرارنا لمن لمسنا منه الصدق والامانة والاخوة
وقد نفشيها لانها ببساطة اثقلت كاهلنا وخنقتنا ولا الوم من وضعت عنده سري
انه سياتي يوما هو الاخر سيخنقه وسيخرجه حين يحين الوقت كما حان معي.
اذا المرء افشى سره بلسانه ولام به غيره فهم احمق
اذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر اضيق
كان لدي الكثير وبدا يتلاشى
لكل من خاف على اسراره واخطائه فليعلم اننا كلنا مخطئون
وانا خير الخطائين التوابين
وانه له ان يخفي سره او يعلن به
له الحرية التامة وعليه ان لا يكترث الى لوم البشر
فانهم فاعلون حتى لو غطست نفسك في العسل
واخر كلامي
قال ابن الجوزي: "أعقل الناس محسن خائف، وأحمق الناس مسيء آمن".