هناك مجموعة انسجة نحملها في صدرنا ونسميها أسرارا
وقد درجت العادة ان كل انسان لديه سرّ او مجموعة أسرار ، وعلى هذا قامت الحكم والأمثلة والقصص الكثيرة القصيرة الطويلة بطول وجود العنصر البشري على سطح الأرض
رغم ان هناك من لا يحمل أسرارا
ثم نقول له بنبرة الحكيم الفاهم ، كل انسان لديه سرّ وما انت الا إنسان فلا يمكن ان لا يكون لديك هذا الجزء الأساسي من مكونات البشرية
في الحقيقة
لم يُخطئ من قال أن كل الناس لديها أسرارا
ولم يخطئ أيضا من يقول ...ليس في حياتي أسرار
طبعا هذا ان أخذنا المفهوم الصحيح لكلمة ( السرّ)
السر هو مجموعة من الأفكار والتصرفات والأفعال أو اي جزء منها ، قام بها الإنسان تحت بند ( الأخطاء )
ونحن نخجل ان نقول ان لدينا أخطاءا ، فنجامل أنفسنا وندّعي أنها سرّ ،
وايضا ...لأننا نخشى أن يعلم الناس أخطاءنا وعيوبنا حتى لا تتغير نظرتهم الينا ، ونكون أقل وعيا في هذه الأثناء ان نظرتنا الى أنفسنا هي ما يتغير ! وهذا يعذّبنا .
كلنا اذن ، كل البشر لديهم أخطاء = أسرار
ولكن لم البعض يشعرون ويقولون ايضا انهم لا يحملون أسرارا
إن هذه لها أكثر من معنى
المعنى الأول أنه باح بإخطائه وتركها معرضة للعوامل الجوية تنظفها وتطهرها وتشمسها ، فينتهي التعفن
والمعنى الثاني أنه يعتبر نفسه مخلوق فوق الجميع ولا يحمل أخطاءا وهذا مستحيل
كلنا نحمل أخطاءا = أسرارا
وانا أفضل الصنف الذي لا يحمل ما يخفيه بل يعرّضه للطبيعة والكون والمناخ
وإن كانت أخطاءا
عليك ان تبوح بما أخطأت به ، هذه من الفضائل ، وان تعاقب عليه او يتم العفو عنك ، وان لم يكن متعلق بالآخرين عليك ان تقلب أسرارك لتستطيع العفو عن نفسك
ان النفس البشرية العادية تفكر بمفهوم العقاب والثواب ، وغياب أحد الأمرين يورث الخلل النفسي
لذلك وتحت مفهوم الثواب نقول احيانا للبعض ممن يعانون كركبة شخصية داخلية ، كافئ نفسك وافعل ما تستطيع ان تنجح به ، انت شجاع ....
والعقاب .. مهم أيضا
هناك اناس يعيشون معذبين بأسرار = أخطاء
لأن أحدهم لم يعاقبهم ، ولأنهم لم يعاقبوا أنفسهم
كل ما في الأمر ان عليك اختيار البوليس المناسب وذو الصلة بما أخطأت فيك
فتارة يكون هذا الشخص انسان ما
وتارة تكون نفسك
سلّم نفسك الى البوليس ، وانظر ما يحكم عليك
ولك الحق بالاستئناف
انما لا تتترك الأسرار تتعفن وتصبح صدئة ، فتنظر خلفك ذات يوم ولا تجد الا خرابا يلاحقك
لا تخجل من أخطائك=أسرارك
ألا تعرف ان كل إنسان يملك سرّا
