قال الله تعالى : « قُلْ مَن ذا الّذي يَعْصِمُكُم مِّنَ
اللهِ إنْ أرادَ بكُمْ سُوءًا أوْ أرادَ بِكُمْ رَحْمَةً ولا
يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللهِ وَلِيًّا ولا نَصيرًا »
سورة الأحزاب 17
قال العلاّمة عبد الرّحمٰن السّعدي رحمه الله في تفسير كلام المنّان :
... ثم بين أن الأسباب كلها لا تغني عن العبد شيئًا إذا أراده الله بسوء،
فقال : « قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ »
أي : يمنعكم
« من الله إنْ أرادَ بِكُمْ سُوءًا »
أي : شرًا،
« أوْ أرادَ بِكُمْ رَحْمَةً »
فإنه هو المعطي المانع، الضار النافع،
الذي لا يأتي بالخير إلا هو،
ولا يدفع السوء إلا هو .
« ولا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا »
يتولاهم، فيجلب لهم النفع
« وَلَا نَصِيرًا »
أي ينصرهم، فيدفع عنهم المضار .
فَلْيَمْتَثِلُوا طاعة المنفرد بالأمور كلها،
الذي نفذت مشيئته، ومضى قدره،
ولم ينفع مع ترك ولايته ونصرته،
وَلِيٌّ ولا ناصر .