 |
اقتباس: |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حافظ غندور |
 |
|
|
|
|
|
|
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
أختي فاديا .. بارك الله فيك على الطرح القيم .. فمواضيعك هادفة تلامس العقل مباشرة .. وتخرج مكنونات النفس التي نريد أن نخفيها ونتحاشى مواجهة أنفسنا بها
لكن عندي سؤال .. فقد أثار موضوعك عواصف حادة في ذهني جعلتني أتذكر كل المصاعب التي مررت بها أو على وجه الدقة اصعبها ..
سؤالي ألا يوجد حل ثالث للتخفيف من أثر المصاعب الا بالمقارنة ؟؟ أو بأسلوب أدق .. ألا يوجد طرح ثالث ما أن أكون أتعس الناس أو أنا خير من غيري ؟؟
وجزاك الله خيرا .. وأشكر سعة صدركم
|
|
 |
|
 |
|
اهلا بك أخي حافظ وشكرا على كلامك وسؤالك المهم
الطريقة هي ان نرقى الى مستوى المسؤولية في استيعاب الأزمات وتفنيدها والتفكير فيها ، لايجاد حلول لها ان امكن ، او التأقلم معها بشكل نستطيع فيه ان نستمر في الحياة والبقاء
وحتى نصل الى هذا المستوى كانت هذه الطريقة التي اسميها المراوغة والحيلة النفسية حتى نحمي اعصابنا ونوجهها الى شيء مفيد
اننا نحاول النهوض من خلال غرائز حب البقاء والاستمرارية والطموح الذي نحن مجبولين عليه
المقصود ان يشعر الانسان انه في وضع مؤقت مختلف ، وبالتالي سيفكر في تصحيحه او التعامل السليم معه ، بدل الاستسلام له
وعادة ما يفكر الانسان بالتخلص من الاوضاع المؤقتة انطلاقا من غريزة حب البقاء التي تدفع الانسان للتطور.
ولولا هذه الغريزة التي وضعها الله في البشر ، ما كان هناك الطموح ، ولا كان هذا التطور ولا كان هذا التقدم
فالانسان يسعى الى قهر مشاكله وعثراته على هذا الكوكب بسبب وجود غريزة فيه ، ولا ضرورة ان يرد في ذلك نص مكتوب ! فحياتنا الى الآن على كوكب الأرض شاهدة على ذلك .
وشعور الانسان حال وجوده في أزمة بأنه يمر بما لم يمر به احد ، هو استجابة لطبيعته التي خلق عليها ، وهو شعور مؤقت ، واستفزاز له لكي يفكر بالطريقة السليمة التي تحرره من القيود ،
وشعور الانسان انه ليس هناك اكبر من مصيبته ، سيحيله الى واقع ايمانه بأن الله هو الوحيد القادر على حل أزماته ، ففي هذا تعميق للإيمان أيضا ، وهو هذا أكثر ما يحتاجه الانسان الذي يمر بأزمة من الأزمات ، خاصة ان لم يتيسر له الحل واضطر الى التأقلم مع وضعه الجديد ، التفاؤل وحسن الايمان بأن خالقه الذي هو ارحم به ان لا بد سيجعل له مخرجا ، او يعوّضه بما هو خير
ان علينا ان نتحايل على انفسنا للوصول الى بعض المعتقدات الايمانية البحتة التي نعتبرها في البداية تقريرية.