اخي الكريم
اعرف صعوبة الامر وما يتركه من آثار مجهدة على النفس وهو من اكثر الامراض اجهادا وتعبا وعادة ما ينبثق عنه مشاكل المعدة والقولون وذلك للجهد الكبير الذي يبذله المريض لمقاومة الواقع
الادوية هي مسكنات ولا ننكر الحاجة الى المسكنات حين تلم الاعراض ، وتكون مع العلاج الادراكي، وتساعد الى حد كبير في القيام بالتطبيقات السلوكية ، استشر الطبيب من حين لآخر قد يلزم تغيير نوع الدواء
ولا اعتقد ان الامر صعبا ،الرهاب من الحالات التي يمكن التخلص منها ونادرا ما تتحول الى حالات مزمنة ، وذلك بإهمال العلاج وترك النفس على ما هي عليه
وليس الامر مكلفا اذا توليته بنفسك ولا زلت في سن تساعدك على تخطي المرض والخروج من أزمته
انت بحاجة الى ادراك ان كل ما تشعر به ليس مبررا ولا سبب له
وكله مرده الى افكار سلبية عن نفسك وعن الآخرين أيضا
عليك ان تتبع سياسة تحقير الخوف كل يوم نصف ساعة على الاقل بممارسة انواع الرياضة
وانا معك في ان الرهاب الاجتماعي منتشر في دولنا العربية اكثر من اي مكان آخر بسبب التربية الاولى وخاصة مع الاولاد الذكور
لسبب او لآخر تموت النزعة الطبيعية الى الفضول والاكتشاف الموجودة بفطرة الانسان فترة نموه وتظهر اعراض الحالة بين المراهقة واول الشباب
ويكتشف الانسان انه مصاب بالمخاوف في اول العشرين تقريبا
ومعك ايضا في ان مريض الرهاب يستعجل الوصول الى نتائج العلاج كما يتشكك منها ، لأنه متردد تجاه نفسه وقدراته
كما ان الاكتئاب الذي يلازم الرهاب يزيد من تردده ومن فقدانه الامل ، لذلك قلت لك ان العلاج الدوائي مهم ،
عليك ان تتعلم كيف تحادث نفسك بطريقة ايجابية وتبتدئ العلاجات المختلفة من دوائية ورقية شرعية وتلتزم بها وترى كيف انك تحسنت شيئا فشيئا ،
تلاوة القرآن في حلقات الذكر عامل مفيد جدا ، وخاصة بعد او قبل صلاة الفجر
لسبب نفسي هو ما يُدعى قوة الظلام ، عادة ما يشعر الانسان بقوة نفسية فريدة من نوعها في هذه الاوقات وانه قادر على بت جميع ما يواجهه من مشكلات ، وقادر ايضا على فعل وشعور ما لا يفعله ولا يشعره في اوقات النهار
ومن هنا استغل هذه الفترة في تحسين افكارك عن نفسك وقدراتك وعما تتصوره من الآخرين الذين تعاني رهابا منهم
فالأسباب التي في عقلك لا مبرر لها ولا أصل
استعمل الخيال فهو هنا الارض الخصبة للعلاج ، تخيل ما أجمل ان يقوم الانسان بفعل انجازات من ابتكاراته وترتيباته
تخيل ايضا وازرع في خيالك ان الناس حقا لا يراقبونك لكي تحمل كل هذا التعب في سبيل مواجهتهم
جلسات الاسترخاء مهمة جدا للتخلص من بعض الاعراض المزعجة المصاحبة للرهاب وللمساعدة على وضع الامور في نطاقها الصحيح دون مبالغة وتضخيم
وكذلك الصدقة تدفع الى الشعور بهذه الراحة وكأن هما انزاح عنك ، بما تقدر عليه حتى لو كان ما كان وافعل ذلك بنية الشفاء
ابحث في النت او اقرأ في كتب مختلفة عن مقالات تأكيد الذات والثقة بالنفس ، ما تمر به امر طبيعي فلا تعطيه اكبر من حجمه ، وحتى الاعراض التي تشعر بها ربما يبالغ عقلك في تصويرها
أكثر من الأدعية
عليك ان تبدأ بعلاج نفسك ، وأؤكد لك انني رأيت الكثير الكثير من حالتك وفي عمرك وقد تخلصوا من الرهاب الى الابد
تحياتي