أختي الكريمة
اعتقد ان لديك بداية اعراض الرهاب الاجتماعي ، وميل الى الاكتئاب فاحذري وانفضي عن نفسك هذه الاعراض في بدايتها
وهي حالات ماكرة تتسلل الى النفس كانسياب قطرات الماء الخفيفة المرنة والتي تتشكل في كثير من الذرائع والحجج التي يتبناها العقل ويظهرها كحقائق مقنعة له ولمن حوله ، تبريرا لعجزه عن مواجهة الامور والاشياء والناس .
ولديك حشائش بسيطة من التفكير السلبي عن نفسك ، حاولي قلعها ونزعها من أرضك قبل ان تتحول الى ادغال وغابات الأمازون
تبني كلمة ( نعم ) بدلا من ( لا )
لا استطيع : بلى استطيع
لا أقدر : بلى أقدر
لا أجد : بلى سأجد
تخلصي من الحجج والذرائع التي يبنيها عقلك حولك ليضمن لك الانعزال التام ، ويوفر لك الحماية الكافية من الناس.
لديك بعض التجارب التي كانت سببا ليحاول عقلك بناء هذا السياج العازل.
لن اقول لك ان الحياة مدينة فاضلة فيها الكثير الكثير من الفاضلين، ولكننا مضطرون الى المواجهة والتفاعل والتعامل مع كافة التماذج ، فلا داعي للاستغراب والاستهجان من تصرفات البشر المحيطين ونفسياتهم ، ولنحذف علامات الاستفهام الاستنكاري والتعجب من قواعد حياتنا الاجتماعية وتعاملنا البشري ولنسامح انفسنا على جهلها بنوعيات البشر ونماذج التفكير ، ونترك الاشياء حولنا في حالها .
ولا تنسي ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد فضّل من يخالط الناس على من لا يخالطهم ، مهما ناله منهم من أذى
ثقي في نفسك وانطلقي لمواجهة الحياة فعصرنا ليس عصر الجلوس والاكتئاب والانعزال ، نحن مضطرون الى السعي والمواجهة والتعرض لكافة الظروف البشرية ، على ان نكون على قناعة تامة انه من الطبيعي ان نتعرض للأذى والاساءة مهما تسلحنا ومهما حرصنا ومهما اخذنا من احتياطات.