إذا كان إبليس أبو الجن و أصلهم ، والله يقول في كتابه : ((( ... أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ...))) ، فبذلك فإن الضروة تلح على أن كل الجن هم أعداء لنا نحن الإنس ،
(وان منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا) ، ويتضمن هذا ان الجن المسلم العابد ايضا بالضرورة ان يكون عدو للانس..
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَ مَا يَفْتَرُونَ **الأنعام112
وهنا تم تحديد معنى العدو ( الشياطين من الانس والجن )
ولو كان الجن كلهم أعداء لما كان هناك تحديد للعدو..
وعلى الناحية الأخرى فإن الرسول صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث : (( فَلاَ تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُم )) فكيف يكون أخي ويوصيني رسول الله بالمحافظه له على العظام نظيفة بألاّألحق بها أذى ، و يكون عدوي في القرآن.
ان سلمنا بهذا ، فهو يعني تضارب بين القرآن والسنة ، وهذا لا يصح
لأن مصدر الوحي ثابت فيهما وهو من عند الله تعالى
بناء على ذلك المفهوم والأسلم بأن إبليس ليس أبو الجن ،
و في قوله تعالى : ((( إلا إبليس كان من الجن )))
و ( من ) هنا تبعيضية و أن إبليس هو واحد من مجموعة تسمى الجن وليس أبوهم.
( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو ) ولو عرفنا المقصود من الكلمات على اساس النحو والقواعد العربية كما في الأعلى لتبين لنا أن العدو المقصود هو ... ابليس أو الشيطان ( العدو الأول ) وهي أسماء جنس
وذريته اي الذي ابلس وشطن من بعده واشترك معه في اسم الجنس ( ابليس ) او ( الشيطان )
كما ان كلمة( ذريته )
تعني نسل الانسان من الابناء
( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ( 38 ) فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ( 39 )
وبالتالي لا يعني بالضروة ان تكون ذرية ابليس هو ( كل الجن ) كافرهم ومؤمنهم وان ابليس هو ابوهم