أختي الكريمة
لا خلاف ان شاء الله
وقد يكون اطلاق كلمة خلوة شرعية جاء مجازا من قبل العلماء ولا يمكن ان يكون هذا معناها الفقهي
لأنني قرأت عددا لا بأس به من الفتاوي التي لا تعتبره خلوة شرعية
وانت نقلت الجزء من الفتاوي الذي يناسب توجهك في الموضوع
وقد انقل الجزء الآخر لأن للخلوة الشرعية شروطا في الشرع الاسلامي ومن اهمها المواجهة بين الطرفين
ولكن ما الفائدة ، الخلاف ليس هنا في هذا الموضوع ، او بيني وبينك
الخلاف اكبر واهم جدا من هذا واعتبره امرا لا يجب السكوت عليه ابدا ولا يجب طرحه وتداوله كسلعة في السوق هناك من يجيز وهناك من يحرم ، ولهذا عدد من المؤيدين وللآخر عدد أيضا !!!وكأن الشرع الاسلامي الف مذهب بألف طريقة .
ديننا واضح و شريعتنا غراء
فما لنا نسكت عن أناس يسقطون الأحكام الشرعية و نترك الأمور تمر علينا كأن لم نقرأ أو لم نسمع
وجب التنبيه لهذا الأمر الذي أراه خطير و قد تجرأ الكثير من الناس على فعله و خاصة عندما إنتقل إلى ساحة الأنتر نت
علينا الإنتباه إلى إصدار الفتاوى بأية حجة من الحجج فخطر الإفتاء هو أكبر خطر يحدق بالأمة حيث أن أحدهم تأخذه الغيرة و كأنه أغير على حرمات الله من الله أو رسوله فيبدأ يسقط الأحكام الشرعية دون علم و لا هدى و لا كتاب منير
ان وقوع الحوادث الفردية ( او التخوف من وقوعها ) لا يمكنها أن تكون سببا في التجرؤ على إطلاق الأحكام الشرعية على الشيء كأن نقول هو خلوة أو إختلاط و ما شابه ثم بعد ذلك نبدأ نستفتي الأمر
لأننا سنجد حتما من يقيس على أمور كثيرة و كثيرة جدا
و على سبيل المثال الهاتف و خاصة على النقال منه فالرجل و المرأة قد تكلم من تشاء متى تشاء و يسهل التواصل عن طريقه و اللقاء ... و لو فعلنا ذلك و بقليل من التفكير فقط لقلنا إن خطر الهاتف النقال أعظم و أكبر من المسنجر و من يدري لعلنا نجد من يدعو لتحريمه لأن هناك بعض الحوادث قد حدثث و قد تسبب في وقوع كوارث
و لكن الحوادث الفردية لا يمكننا القياس عليها في كل شيء
و لو نظرنا للحوادث لقلنا لماذا لم يمنع الرسول عليه الصلاة و السلام النساء من السوق رغم تعرض المسلمة للأذى في اكثر من حادثة ؟
و أشياء كثيرة و كثيرة جدا قد نتساءل عنها إذا
فهل يا ترى استوحى اولو الألباب العبرة من الرسول الكريم حول الافتاء والقياس ؟
و لو فتحنا الباب على الناس دون إرشاد و توجيه لما لمنا من يقول إن دخول المرأة إلى الشبكة و الكتابة يعرضها لأن تكون فريسة سهلة للمخادعين و من هذا المنطق على المرأة إذا دخلت الشبكة على الأقل أن تكتب باسم رجل أو لا ترد على رجل و ما شابه ...
أو قد نقول لا داعي للمرأة أن تكتب في الشبكة فكتابتها إختلاط
لذلك فأنا اعذر كل من قالوا لا يجوز
واعذر من قالوا يجوز
لأن الخلاف اكبر بكثير مما نعتقد ، وآفة من أكبر آفات هذا العصر
ورضي الله عن ابي بكر فقد قال : " أيُّ سمّاء تُظِلُّني وأيُّ أرض تُقِلُّني وأين أذهب وكيف أصنع، إذا قلت في حرف من كتاب الله بغير ما أراد الله تبارك وتعالى؟ "
وكان ابن عمر يَسأل عن عشر مسائل فيُجيب عن واحدة ويسكُت عن تسع، والإمام مالك سُئِلَ عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري.
هذه كلها صورة مشرقة عن السّلف تُرينا إلى أي حدٍّ كانوا يَخشَون الفتوى، على الرغم من الأمر بتبليغ الدعوة والتحذير من كَتْمِ العلم، أرجو أن تكون نِبراسًا لكلِّ مَن عنده بعض العلم أن يقف عند حدِّه، ولمن عنده رغبة في نشر العلم أن يكون متثبِّتًا مما يقول، وأنّ مَن عَرَف رأيًا اجتهادِيًّا لا ينبغي أن يتعصَّب له ولا يفهم وجهات نظر المخالفين له .
اشكرك و جزاك الله خيرا و اسعدني الكلام معك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته