اختي الغردينيا
في الحقيقة انا لا ادعو الى صحة ومزايا الاختلاط ان كان هذا ما فهمته من مشاركاتي
ولا ادعو المرأة ان تضحك مع الرجال كما فهمت
ويدهشني في الحقيقة انك لم تفهمي من مشاركاتي الا هجوما تردين عليه !!
ورغم كل الفتاوي التي تدعو الى عدم الاختلاط الا ان هذا الامر حاصل شئنا ام أبينا
فبدل ان يسير بالسر بسبب المحظورات ، اردت من مشاركاتي ان افتحه وافتح دقائقه للضوء
فلن ينفع ان اقول يجب ولا يجب ثم اغض البصر عما يحدث بالخفاء
وما يحدث في الظلام هو امر يعتبر جرحا مؤلما في جوف المجتمعات الاسلامية
لذلك اتمنى ان تقهمي قصدي من المشاركات حتى لا يصبح الموضوع وكأنه نظريتي التي تردين عليها
انا باحثة اجتماعية وعندما اتحدث عن امر فأنا اتحدث من واقع مجتمعاتنا
وما دام الموضوع لم يعالج بالفتاوي العديدة ولم يعالج بالمحظورات التي تحرم كل كلمة من باب الاحتياط والحفظ
لهذا فمن البساطة ان اقول ان من تستطيع ان تلتزم بهذه الفتاوي وتمنع كل صغيرة ...خوفا من ان تحدث الكبيرة فالحرص اسلم
ومن خاف سلم
وللأسف مجتمعاتنا ليست على هذا النحو
وعندما اقول اختلاف المجتمعات اقصد في هذا امر يفهمه الجميع
هناك دول تمنع الاختلاط بالمدارس والجامعات
وهناك دول تفرض هذا الاختلاط ، ليس لأنها تنوي افساد اخلاق البشر
ولكن لأن هذا المتوفر لديها
ولأسباب كثيرة وظروف كثيرة تضطر الفتاة الى الاختلاط بالجنس الآخر في الدراسة والعمل
ولا افهم اختي الغردينيا لماذا توقفت عند عباراتي فاعتبرتيها بسوء نية
فعندما اقول لك ان المرأة لم يحرم عليها الضحك ، اعطيتيني فتوى بالتضاحك والمزاح مع (الرجال )!
وعندما قلت اختلاط المرأة بالدراسة : معنى ذلك جنبا الى جنب مع الرجال ( بحجة ) الدراسة
او العمل : تساير الرجال ( تذرعا ) بالعمل
اما المرأة التي تبحث عن ( حجة ) او ( ذريعة ) لتحتك بأي من الرجال فهي اكيد امرأة سيئة النوايا
واكيد كل الفتاوي التي طرحتها هي لهذا النوع من النساء لكي تكف عن صنع المصائد للرجال
اما ان نصف المرأة التي تدرس في جامعة مختلطة ( انها تتحجج ) فنحن نسيء الى كم كبير من الفتيات
والعمل ، هل تعرفين اصناف العمل أختي ؟ ليست كل الاعمال التي تتوفر للنساء تكون في بيئة مغلقة عن الرجال
فهل معنى كل من تعمل عملا فيه رجال هي امرأة سيئة السمعة ؟
لا طبعا
والا فلنجلس في بيوتنا ونبحث مدى العمر عن ظيفة ليس فيها اختلاط
والاسلام مناسب لكل البيئات ولكل الازمان
بدليل انه لم يحرم العمل على المرأة
ولم ينص الشرع على ان تعمل المرأة بشرط عدم وجود رجال
ولم يحرم التعليم على المرأة
ولم ينص ان على المرأة الا تدرس في مكان فيه رجال
على ان يكون ذلك بضوابط طبعا
وارجو منك اختي الا تأخذي عباراتي منفصلة عن شرحها ،
وعبارتك الاولية كانت عندما شاركت ( كنت اعرف انك ستعترضين ) تدل على تحسس ، كما انه هناك توتر في ردك لي لا اعرف سببه
تأكدي انه لا هجوم في مشاركاتي لتردي عليه، بل فتحت فيه نقاطا فرعية لمناقشتها
و بما انك فتحت موضوعا سواء كنت انت كاتبته ام ناقلته من الضروري ان تكوني ملمة بكل ما حوله حتى نفتح طرقا في النقاش تؤدي الى فائدة
وللأسف الشديد من اطلاعي على واقعنا
يدل على ان نسبة كبيرة جدا من الفتيات المشاركات بالنت واكثرهن حرصا واشدهن تمسكا بالمحظورات هن اسهلهن وقوعا
وعلينا ان نعرض هذا الامر للشمس حتى تخف معاناة الكثير من الاخوات
معظم الاخوات الحريصات يخجلن من فتح امور كهذه حصلت ممعهن لأنهن يخفن ان يظهرن بموقف المخطئات العاصيات وما الى ذلك ويخفن النظرة الاجتماعية
هذا هو الخوف الذي يؤدي الى التستر على جرائم تصيب صميم الروح والنفس
واستمرار هذه الظواهر لعدم وجود من يكشفها او يجرؤ على كشفها
وكما قلت انت للشيطان الف طريقة وطريقة
والشيطان لا يعجز عن ايجاد وسيلة غير المسنجر للإيقاع بالنفوس
ولا زلت اصر على فكرة مهمة وهي نشر الوعي الفكري والاخلاقي
فمن اي مكان يدخل الشيطان سيصده الوعي والحاجز
نحتاج هنا الى بوصلة لنكتشف ما يحدث ونحاول الانشغال بعلاجه
العمل ليس عيبا ولا خطأ ، واتقان العمل ونهل العلم أدب وخلق من صميم التشريع الاسلامي
لذلك فمن تضطر الى استعمال المسنجر لمتابعة امور العمل ( ان كان هذا ضروريا ) ليس بالضرورة ان نتهمها انها ( تتذرع بالعمل ) لكي تتواصل مع زميلها
او التي تتعلم وتذهب الى محاضراتها الدراسية ( تتحجج بالعلم لكي تكون جنبا الى جنب ) مع الرجل
ان هذه اتهامات وشكوك مبنية على آراء وتحليلات وتخمينات شخصية
فلا داعي لتعريض كلمات الاتهام للتخويف والترهيب ، بل يجب التشجيع على اعمال الفكر والعقل والخلق ليكون خير واقي
وتحياتي للجميع ..مشاركين وقراء
دعونا نركز النقاط في بعض النقاط التي تحتاج الى تفسير وشرح وبيان
أمر واحد ينبغي شرح اوجهه ( شرعيا )
عندما رأى العلماء الكرام كما قرأنا أعلاه ان المسنجر خلوة فعلى ماذا كان الاعتماد في هذا الافتراض ؟
لم اسمع ان قال أحد من العلماء بأن التحدث فى الماسنجر أوالشات أو سائر وسائل الاتصال كالتليفون والجوال من قبيل الخلوة الشرعية المحرمة ، وان قال احد العلماء بهذا فقد اضاف رأيه الشخصي لا أكثر
والتحدث ما دام في الامور المباحة شرعا والضرورية بين الرجل والمرأة امر عادي تستدعيه الظروف والحاجات
والتحدث في الامور غير المباحة شرعا هو ما نهى عنه الشرع ، سواء كان ذلك على العلن او في السر
البعض يقولون هذا للمبالغة في الترهيب ، ولكن ما يحصل عادة ان المرأة ان اضطرت الى هذا فستفهم انها تقوم بعمل محظور وخلوة شرعية
والرجل في المقابل سيفهم انها تجرأت على المحظور وسيقع في الخيال انه من الضروري ان يحدث ما تم منه التحذير وبالتالي سيقعون في الخطأ طبقا لقاعدة الذي يخاف من العفريت يطلعله، وطبقا للسيكولوجية النفسية ان الشعور بالخوف من الوقوع في الخطأ سيؤدي حتما الى الخطأ
والبعض يقول ان هذا من الشبهات
ليس من الشبهات ان يؤدي الكلام المباح شرعا ان كان استشارة او رأي او دراسة الى كلام محظور الا ان كان هذا بنية الطرفين واستعدادهما وقرارهما او احدهما على الأقل ،
ولا يتم قياس امور كشرب الخمر على هكذا امور
ولا اعرف هنا ما الآلية في القياس شرعا
هل ان تحدثت امرأة الى زميلها بالعمل او في الدراسة لأمر ضروري نشبهه بشرب الخمر ؟
تحريم الخمر جاء بنص شرعي وامر الهي وكذا تحريم ما يؤدي اليه الخمر جاء بنص شرعي منفصل
ونحن نتبع ما امر الله بالنهي عنه دون ان نتساءل عن السبب
شرب الخمر قليله وكثيره حرام اذن حرام
بغض النظر ان ادى الى وقوع الامور المحرمة ام لم يؤدي
وبناءا على ذلك وقياسا
الكلام بين المرأة والرجل كان ما كان حرام
بغض النظر ان ادى الى نتائج محرمة ام لا
وهذا لم يرد ابدا
فكيف كان هذا القياس والعمل على التحريم باختيار وسيلة للاتصال معينة
وكل وسائل الاتصال تؤدي نفس الغرض؟ ممكن لأن وسيلة المسنجر أرخص هذه الوسائل وجعلها متوفرة يعني سيستعملها من هب ودب وليس فقط القادر على دفع قيمة فاتورة مكالماته ان طالت وان قلت
حتى لو كان هذا الامر صحيحا ، فليس كل القادرين على دفع فواتير هواتفهم اناس صالحون
وليس هذا مبررا لتحريمها ، فالذي يحمل مبادئ صحيحة لا تمنعه وجود فاتورة هاتف او فاتورة انترنت من الاحتفاظ بمبادئه
ومن ناحية أخرى فإن هذا الترهيب المستمر من استعمال هذه الادوات او المنتجات بخبرتي التسويقية أمر قد يؤثر جدا على الناحية الأخرى
فالموردين لها سيشعرون بأهميتها ويرفعون تكاليفها لأنهم سيفهمون ان الجميع مستميت للحصول على هذه الاداة التي يجري حظرها وكل ممنوع مرغوب
فنحن لا نسعى لتشويه سمعة احد المنتجات فقط للحد من استعماله معتمدين على فتاوي ليست بالدقة التامة ولا بالاجماع الكافي ، بغض النظر ان كان له فائدة للناس فتلك زوجة زوجها يعمل في دولة اخرى وتمضي الشهور ولا تراه ولا تستطيع استعمال الهاتف لارتفاع فواتيره فتستعين بالمسنجر
وذلك طالب صعب عليه شرح درس فيطلب المساعدة على الانترنت دون ان يحمل هم فاتورة المكالمة او الفترة التي يقضيها على النت
اذن علينا تحري الدقة في نقل الفتاوي والاعتماد عليها
لأن الاسلام دين الرقي ودين الحضارة دين اليسر لا العسر