( 13 ) تأمل هذا المثل (مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ )البقرة:261 فالأرض إذا أعطيتها حبة أعطتك سبع مائة حبة ، هذا عطاء مخلوق ، فكيف بعطاء الخالق ؟ ! ( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ) (البقرة:276) وهذا عكس ما يتبادر لأذهان كثير من الخلق ، أن الأنفاق ينقص المال ، وأن الربا يزيده ، فإن مادة الرزق وحصول ثمراته من الله تعالى ، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته وأمتثال أمره فالمتجرىء على الربا يعاقبه الله بنقيض مقصوده وهذا مشاهد بالتجربة السعدى / تفسيره ص 959 الله تعالى إذا ذكر ( الفلاح )فى القران علقه بفعل المفلح "ابن القيم " وليتضح كلامه رحمه الله تأمل أوائل سورة البقرة ، فإن الله تعالى بين أن سبب فلاح أولئك المتقين هو إيمانهم بالغيب وإقامتهم للصلاة والإنفاق مما رزقهم الله ..... إلى أخر صفاتهم وعلى هذا فقس ، زادك الله فهما . انظر التبيان فى أقسام القران ص 15 أعظم أية يوعظ بها أكلو الربا وأصحاب الأموال الذين أشغلتهم أموالهم عن طاعة الله ـ ما ختم الله به أيات الربا ، وهى أخر ما أنزله من وحيه وهى قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) (281) د. محمد الربيعة قال بعض العلماء : أرجى أيه فى القران هى أية الدين ( البقرة 282 ) فقد أوضح الله فيها الطرق الكفيلة بصيانة الدين من الضياع ولو كان الدين حقيرا ، قالوا : وهذا من صيانة مال المسلم وعدم ضياعه ولو قليلا يدل على العناية التامة بمصالح المسلم ، وذلك يدل على أن اللطيف الخبير لا يضيعه يوم القيامة عند اشتداد الهول وشدة حاجته إلى ربه . الشنقيطى / أضواء البيان 5 / 481 ( لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) البقرة 286 جاءت العبارة ب ( لَهَا ) فى الحسنات لأنها مما ينتفع العبد به ، وجاءت ب ( وَعَلَيْهَا ) فى السيئات لأنها مما يضر العبد , ابن جزى / التسهيل لعلوم التنزيل 1 / 157 كلمـ عن التدبر ـات من موانع فهم القرآن والتلذذ به : ( أن يكون التالي مصراً على ذنب, أو متصفاً بكبر، أو مبتلى بهوى مطاع, فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه,فالقلب مثل المرآه, والشهوات مثل الصدأ ’ ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل الجلاء للمرآة " . ابن قدامة مختصر منهاج القاصدين،ص: (45).