( 12 ) بعد أن أباح الله التعجل لمن أتقاه قال : ( وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) (203البقرة ) فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعى لتقوى الله فلهذا حث تعالى على العلم بذلك . ابن سعدى / تفسيره ص : (93) ( وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة٢١٦ . فى هذه الأية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتى بالمحبوب ، والمحبوب قد يأتى بالمكروه لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة ، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة ؛ لعدم علمه بالعواقب فإن الله يعلم منها مالا يعلمه العبد . ابن القيم / الفوائد ص 146 (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ( البقرة٢١٨ ) لو قال قائل فى هذه الأية العظيمة : أنا أرجو رحمة الله وأخاف عذابه . ننظر : هل هو من المتصفين بهذه الصفات ؟ فإن كان كذلك فهو صادق ، وإلا فهو ممن تمنى على الله الأمانى ، لأن الذى يرجو رحمة الله حقيقة لابد أن يسعى لها . ابن عثيمين / تعليق على القواعد الحسان ص 58 ( أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) البقرة 229 هذه الأية فى شأن النساء ، وإمساكهن بالمعروف أو تسريحهن بإحسان ولا يبعد أن يشمل المعنى كل من يتعامل معه الناس ، كموظف أو مدرس ، فقد يمكث أحدهم مدة ثم تقتضى المصلحة أن ينتقل إلى ميدان أخر ، فهل ينقطع حبل المودة ؟ أو يفسر انتقاله بقلة المروءة ونكران الجميل ؟ الجواب : لا . فأهل الكرم ينأون بأنفسهم عن ذلك ويحسنون التسريح والتوديع ، فيبقى الود وتحفظ الذكريات الجميلة ، وإن تفارقت الأجساد . د . محمد الحمد / خواطر : 126 فى قولة تعالى : ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً ) البقرة : 245 إشارة إلى أن الصدقة ترجع لصاحبها حقيقة ، ناهيك عن الأجر حيث سماها ( قَرْضاً ) القرض حقه السداد والمقترض هو الله سبحانه ، ومن أوفى من الله ؟ فكان رجوعها مقطوعا به . د . عبد المحسن المطيرى كلمـ عن التدبر ـات " إذا التبست عليك الطرق, واشتبهت عليك الأمور, وصرت في حيرة من أمرك ، وضاق بها صدرك ، فأرجع إلى القرآن الذي لا حيرة فيه, وقف على دلائله من الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد , وإلى ماندب الله إليه المؤمنين من الطاعة وترك المعصية, فإنك تخرج من حيرتك, وترجع عن جهالتك . وتأنس بعد وحشتك, وتقوى بعد ضعفك " نصر بن يحي بن أبي كثير