السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
أخواني الكرام
أقوم الأن بالرد على ما ورد في موضوع "الاستعانة بالجن و الشياطين بين المشروعية و المنع"
و أود اولا ان اسجل اعتراضي على عنوان الموضوع من حيث عدم التفرقة بين "الجن" و "الشياطين", و أكرر مرة أخري ان الشياطين فشة كافرة تتميز بالعصيان الشديد و هم احدى طوائف الجن, و ليسوا كل الجن
و أود ان اسجل هنا انني سأقوم فقط بالرد على "الاستعانة بالجن بين المشروعية و المنع", و ما اسأذكره من حجج و براهين ينطبق فقط على الجن و ليس الشياطين, فجليا للجميع ان الاستعانة الشياطين كفر, اما الاستعانة بالحن فهو ما نقوم ببحثه.
أتوكل على الله العلى القدير و ابدأ الكلام.
النقطة الأولى:-
أولاً : عالم الجن يختلف عن عالم الإنس :
ولذلك وضع الله سنناً كونية للفصل بين هذين العالمين ، ونحن لا نقر بما ثبت لهم من خواص وصفات إلا بما جاء يؤكده الكتاب والسنة ، ولو أراد الله اتصالاً مباشراً بين العالمين ليحقق متافع ومصالح لجعل ذلك ، فما السبب في وضع تلك السنن التي تفصل بين العالمين وهذا ىبالتأكيد لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى 0
و أقول:
لو أرد الله سبحانة الفصل التام بين العالمين لما كانت هناك طريقة للاتصال بينهما من الأساس, و عدم اتصال العالمين اتصالا مباشر ناتج من اختلاف مادة الخلق, فقد خلق الانسان من مادة طينية ثقيلة لها ترددات و ذبذبات في نطاق محدد هو ما تدركه عيوننا و حواسنا, اما الجن فقد خلقوا من "مارج من نار", و المارج هو لسان اللهب, اي انهم مادة اخف, مادة لطيفة, و بلغة العلم الحديث مادة "ذات ذبذبات أعلى" لا تدركها حواسنا المختلفة الا من خلال أجهزة خاصة كالمواجات الاسلكية تماما, لهذا فلا يمكن الاتصال المباشر و لكن يمكن الرصد من خلال اجهزة معينة و يمكن "استغلال" تلك المادة تماما كما نقوم باستغلال العديد من الاشياء التى لا نراها و لا تدركها حواسنا, إذن الفصل بين العالمين ليس لتحريم الاتصال بينهما, و لكن لاختلاف مادة الخلق و التى لا تدركها حواسنا.
ثانياً : إن الدخول إلى معترك عالم الجن لا بد أن يتأتى من خلاله مفاسد شرعية :
وتكون تلك النفاسد أعظم من المصالح المترتبة ، ولذلك فإن العلماء قد حرموا الاستعانة من باب القاعدة الفقهية ( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) 0
و أقول:
لما نجزم بانه "لابد ان يأتي بمفاسد شرعية"؟ نحن لا نريد الدخول الى "معترك", نحن نناقش "العلاقة المحمودة" مع اناس صالحين من الجن, أساس العلاقة هو الثقة و التعاون على البر و التقوي, أرجو الا نعمم الاحكام, انا لا اريد ان ابحث "العلاقة مع الفاسقين" أو "العلاقة مع الشياطين" أو . . . . انا اتكلم عن العلاقة مع الصالحين و كونهم صالحين فلا يمكن ان تأتي علاقتنا بهم بمفاسد شرعية.
ثالثاً : الاستعانة لا تأتي بخير :
وهذا مما عايشته وعاصرته خلال السنوات الطوال التي أمصيتها في ممارسة الرقية الشرعية ، وقد سمعت عن الكثير ممن عرف بالتقوى والصلاح وقد انساق إلى أتون هذا الأمر الخطير ، حتى أنني أعلم من طلبة العلم من تغير حاله وتبدلت أحواله بسبب هذا المرض الخطير ، أسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، ومن هنا كان لزاماً عليناً أن توضع الأمور في نصابها الشرؤعي 0
و أقول:
لقد جزمت اخي بأن "الاستعانة لا تأتي بخير" من خلال خبرتك الطويلة في مجال العلاج بالرقية و من خلال التجربة الشخصية.
و أنا أأكد أن الاستعانة يمكن ان تأتي بخير إذا توافرت لها شروط الصلاح و صفاء النية من الطرفين و هذا ايضا من خلال "تجارب شخصية للعديد من الاصدقاء" اعرفهم و يعرفوني جيدا و منذ سنوات طوال و العلاقة محمودة و تأتي دائما بالخير, لا انكر انه هناك العديد من الامثلة الخاطئة, و منها حالة شخص "كان" صديقا لى وللأسف انساق وراء الشيطان, و لكني ايضا هناك العديد من الأمثلة المشرقة و الناصعة و التي تؤكد ما أقول, ان العلاقة تأتي بخير و لكن بشروط.