السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأسف أخي طارق نبيل أنك قلبت الأدلة الشرعية فوق بعض ، وأستدللت بما هو عليك لك!
وسألخص كلامي للأنني لا أحب كثرة التطويل بلا فائدة.
عمدتك في الجواز قول الله تعالى ( وتعانوا على البر والتقوى ) وقيدته بالصالحين من الجن لأنه لا يكون التعاون على البر إلا معهم وهذا من أكبر الأدلة عليك في التحريم
برهان ذلك : أن التعاون على البر والتقوى هو عبادة وطاعة وقربة لله سبحانه وتعالى ، ولذلك جاءت أحاديث تحث على مساعدة الأخ مسلم وتفريج كربته ، فالجني الصالح لا يساعد إلا لأنه يتقرب إلى الله بهذا الفعل . وأنت كذلك. فإذا ثبت هذا هل كان المقتضي قائم في عصر الرسول والصحابة لهذا التعاون؟بمعنى هل كانت الحاجة داعية لذلك أو لا . لاشك أن الحاجة كانت داعية في التعاون الشرعي بين الجن الصالح والصحابة خاصة مع صعوبة الموصلات والتنقل أثناء جهاد الكفار وعلاج المسملمين المصابين . ومع أن الحاجة داعية لم يفعله الصحابة والتابعين ولم يشيروا إليه من قريب ولا من بعيد ، فكيف تكون هذه العبادة الشرعية وهي التعاون على البر والتقوى بين صالحي الأنس والجن غير متعبد بها المولى جلا وعلا في عصر السلف. نتعبد الله نحن بها ؟؟؟ فالأمر في الأول والأخير أخي الكريم عبادة التعاون الشرعي ، ولا تظن أن العبادة هي مجرد الصلاة والزكاة فقط . فاحتساب الرقاة أوقاتهم في هذا المنتدى والمشرفين من معاونة إخوانهم المرضى إنما هي عبادة شرعية لله يتقربون بها للمولى عز وجل
ثانيا: إن جعلت التعاون مع الجن الصالح من المباحات وليس من الطاعات والقرب كما هو خلاف الظاهر. يلزمك أمر . وهو عدم تقييد الأمر بالجني الصالح ،بل يدخل فيه حتى الجني الكافر، لأنه يجوز لنا الإستعانة بالأنسي الكافر في أمر دينوي محض كتصليح سيارة أو طبيب أو مزارع. والجني الكافر مثله نستعين به في الأمور المباحة ، لأن الأمر ليس عبادة ، ولا أظنك تقول بجواز التعاون مع الجني الكافر!
ثالثا: قول الله تعالى(وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)(الجـن:6) هذه الآية للأسف أنك قصرتها على سبب نزولها! ، والصحيح عند علماء التفسير أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ! ، بمعنى لو جاء رجل اليوم وأراد أن يستعيذ بعظيم الجن على سفهائه نمنعه أيضا ، بدليل الآية
فالآية دليل عليك لأن العبرة بعموم اللفظ ، والإستعاذة بالمخلوق البشر فيما يقدر عليه جائزة ، لأن الإستعاذة معناها طلب الحماية ، فقول للأني أحمني من ابنك السفيه يجوز ، ولو قلت له اعوذ بك من ابنك جاز ، فعلى هذا هل يجوز طلب الحماية من الجن الصالح من الجن المعتدي ، وبمعنى أن يُقال للجن الصالح ( حصنوا مكان الرقية من الجن المعتدي) فهي بمعنى احموني من الجن المعتدي وهي بمعنى اعوذ بكم من الجن المعتدي
أخي الكريم نصيحتي لك لا تهجم على الأدلة الشرعية ، وتردها لأنها خالفت واقعا أنت تعيشه ، وتربيت عليه ، ولا تجعل عقيدتك ( إنا وجدنا آباءنا ) اقصد خالكم ، فليس كونه استعان بالجن الصالح تذهب لتقرر الأمر وتنتصر له