الأصل في الرقي والحضارة هو ان نتقن لغتنا الاصلية قبل ان نتعلم لغات أخرى
ويفترض اتقان اللغة الام ومعرفة كل قواعدها وتراكيبها اللفظية ان اردنا ان نسهل على انفسنا تعلم اللغات الاخرى
نظرا لأن ايحاءات الكلمات والحروف والمعاني لكل شخص هي ما فهم مدلولاتها ودرج عليها
اذ كيف ستتم مقارنة الالفاظ والجمل والتعبيرات ان لم نكن ندرك حقيقة مدلولها ؟
هذه قاعدة علمية صحيحة قبل كل شيء في مجال تعلم اللغات ، على انواعها
من الضروري بل والحيوي تعلم اللغات الأخرى السائدة عالميا ، تجاريا واقتصاديا وسياحيا وعلميا ، فهذا الاساس الذي تقوم عليه اعمالنا ورزقنا وتطورنا وتقدمنا ، وهذا ليس بأمر اختياري ، بل مطلب اجباري تبعا لظروف الكون المتغيرة
وليس من الضرورة ان نكره اللغات الاخرى بل علينا ان نتقبلها لتسهيل عملية تعلمها
وهناك من يخلط عفوا نظرا للاعتياد والتعود ، بسبب ان اساس حياتنا في بعض المجالات يعتمد على اللغة الانجليزية ، وهو امر طبيعي
الجميل ان نتعلم لغة اخرى ، فنترجم كتابا ، مقالا ، موضوعا نادرا
الجميل ان نتعلم لغة أخرى ، فننقل مقالاتنا وكتبنا ومواضيعنا وتحدياتنا وآلامنا
الجميل ان نتعلم لغة اخرى ، فنتعرف على شعوب وحضارات اخرى فيزيد التوقد الذهني والفكري لدينا وتتسع المساحات في اذهاننا
الا ان المؤسف ان نرى هؤلاء، المتعلقون بالقشور ، من يتفاخرون بأن ( ابنائهم في مدارس عالمية لا ينطقون ولا كلمة عربي )
المؤسف ان احدهم لا يعرف ( ما ) وما معنى نافية للجنس ، ولا يعرف ( لا ) العربية ، فلا يستخدمها الا في الاعتصامات والثورات...عند الشجب والاستنكار ، فقط ، نعود الى اصولنا ، فنقول ( لا والف لا )
لا يفرق بين النهي والنفي في قواعد عربيتنا ، ويفتخر بعدم معرفته اين المبتدأ وما هو الخبر
ثم يتحسس ان اخطأ في تصريف الفعل المضارع الى ماضي في اللغة الانجليزية ، ويشعر بالجهل ولوم الذات لموقفه المحرج بين اقرانه
المؤسف ان نرى اولئك، الذين يتشدقون خلال محادثاتهم ( فيدحشون كلمة انجليزي ) بين كلمتين عربيتين،ويكثرون من كلمة ( يعني ) زيادة في الفلسفة فيصبح المتحدث كالطاووس متعدد الالوان
المؤسف ان أغلبية المجالس وخاصة النسائية تتحدث اللغة ( الآرابيزية ) ... التي تجمع اللغتين العربية والانجليزية .
المؤسف ان هؤلاء ( الآرابيزيين ) منتشرين بكثرة .....و تافهين جدا