عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-06-2012, 10:58 PM   #2
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

كالعادة مواضيعك مهمة رائعة تطرحين عدة افكار دفعة واحدة
وتتركين لي مهمة الفجر لأبين الضوء الابيض وافصّل الضوء الأسود

المحور الأول الذي تناولته مشاركتك - الروايات الخيالية المتعلقة بالسحر:

الخيال صحي وضرورة لا بدّ منها في تلك المرحلة العمرية لخلق التأمل والابداع والفسحة في هذا الكون الغريب علينا
وليس هناك خيالا اجمل من السحر في نظر الاطفال ، واجمل الروايات ما كان يحث على فضيلة وينهى عن رذيلة دون تخويف ولا افزاع ، فليس من الضرورة ان يكون ابو رجل مسلوخة قابع في ادنى الوادي لعقاب الاطفال الذين يوسخون ملابسهم بالتراب ، ان تعليم شيء كهذا ، لا يستحق كل هذا الهلع
اما الذي يكذب فيطول انفه ، فهو ليس درسا ، الاطفال يكذبون بالسليقة تبعا لخيالاتهم العديدة فإن اكتشف طفل انه كذب وانفه بقي على حاله ، سيستهين فورا بهذه الحكاية
ولذا ليس كل قصص الاطفال اثبتت جدارتها في ان تكون للاطفال ، ولو علم الاهل ان القصص كالفيتامين للأطفال وان عليهم الاستعانة بمرشدين تربويين لاختيار نوعية وسلسلة ومؤلف القصص التي يتعاطاها الابناء
ولأن ذلك غير موجود طبعا ولا يشغل حيز اهتمام ، يكبر الفرد وبداخل ذاكرته بقايا القصص المروعة التي تجعله فريسة سهلة لكل ما في الحياة من أشياء ومخلوقات .

المحور الثاني : اعتقادات السحر

ليس معنى ان شيء نؤمن انه موجود ، اذن فهو لا شك سيصيبنا
ولا شك انه السبب في كل فشلاتنا وعدم توفيقنا وقلة حظنا
وليس معنى ان نكون محاطين بأشخاص سيئين هو انهم السبب في كل ما جرى لنا
نحن ايضا لسنا ملائكة ، ولربما ينقينا الله من بعض الذنوب بابتلائه لنا ، على اختلاف انواع الابتلاء
لو نظرنا في كل امر على انه رحمة لنا وبنا ، لكنا شكرنا الله حقا من اعماقنا في نفس وقت المصيبة
لا ان ننتظر حتى نجد ما يقنعنا بالحكمة التي كانت وراء فشلنا المرة تلو المرة ، واغلب الناس حتى حينها ينسون ويتغاضون عن شكر الله
ان قصص السحر والشعوذة قد شغلتنا عن الحكمة الالهية في اصاباتنا بمختلف انواع الاصابات
لأننا نتوق الى تغيير ما نحن عليه ، ونعتقد ان بإمكاننا تغيير ما نحن عليه ، لو شفينا من السحر ولو لم يكن هناك سحر ولو ولو ، ناسين ان الله من اصابنا بكل ما اصبنا به ، فكيف لنا ان نعيش متشككين كارهين كل من حولنا ، وما أثر ذلك علينا اولا - واية نفسية صحية هذه التي نحملها .
ان مخالطة الناس لا شك ستستدرج اذاهم ، واذى الناس ايضا معلوم ومعروف
وسواء اكنا محصنين ام لا ، فقدر الله نافذ ، ومقدّر له الوقوع ، فما من داعي للتشكيك في تقصيرنا ، حتى وان اخطأنا
حسنا الكل يخطئ ، ولا من ضرورة لنحمل هذا الذنب اذا لم نستطع حماية انفسنا من التعرض للأذى
والمعاناة هي قانون الكون ، من يا ترى لا يعاني
والمعاناة انواع واشكال ، والوان ..وكلها تكون حرجة في حياة الانسان تبعا لظروفه ، كل له معاناته ، سواء تعرّض للسحر او لم يتعرض ،فبعض المعاناة اكثر شدة من معاناة السحر والجن ، فلنتعايش مع ما لا يمكننا تغييره ونحاول ان نكون سعيدين ما امكن .


المحور الثالث : الحسد

المفاجأة انه ليس من الضرورة ان يكون لدى الشخص صفة مميزة يُحسد عليها
وانما الحاسد انسان ليس له مقاييس معينة يحسد على اساسها
فقد يحسدك على مجرد تواجدك لأنه يعتقد ان الحضور من حقه فقط

اشعر حقا بالرثاء للحاسدين ومقدار الهم الذي يحملونه بسبب نظرتهم السلبية الى انفسهم والى قيمتهم
عندما اضع نفسي مكان الحاسد
انه شعور مقيت حقا شعور الحاسد بالتلاشي امام الآخر وان ليس له قيمة ووجود
لو يعلم الحاسد المسكين ان حسده هو ما يزيد من تصغير قيمته اكثر وتلاشيه اكثر ، لغيّر اسلوب تفكيره وبدل ان ينصبّ على الشخص المقابل ، ذهب الى الاعتناء بنفسه وتطويرها حتى يتخلص من شعوره المقيت

وعلى الجانب الآخر
بعض الناس يترددون في ذكر امور جيدة عندهم خوفا من الاصابة بالحسد
الام تخشى مثلا ان تقول ان ابنها في صحة جيدة خوفا من الحسد ، وان حدث ومرض الابن ملأت الدنيا عويلا وبكاءا وبحثا عن حل !
وتخشى ان تقول ان ابنها متفوق وان سألتها عن احوال ابنها في الدراسة لقالت اشياء كثيرة وتهربت واختفت من الاجابة بل واظهرت عدم اهتمامها مطلقا او معرفتها وان حدث وحصل ابنها على علامة ناقصة يصيبك الدهشة عندما ترى احتجاجها وانكارها
يخشى احد من ذكر كم يحصل على اموال خوفا من الحسد وربما خوفا من ان يسأله احد المساعدة فيبين لك قصر اليد وضيق الحال وتضيع معه في متاهات عن الوضع الاقتصادي لا علاقة لك بها بينما تهزّ رأسك موافقا
وان تعرّض لخسارة مالية ، لخزق طبلة اذنك بكاءا وشكوى

ان التربية الاسلامية السليمة تفرض علينا ادبا واخلاقا ان نصون النعمة ونحترمها ونشكر من رزقنا اياها بالسر وبالعلن ، وليس انكارها والخوف من ان يعلم احد اننا على ما يرام
وان نمد يد العون والمساعدة بما لدينا من نعم مرئية وغير مرئية، قليلة وكثيرة ، ، من منطلق ان لا شيء ملكنا اصلا
ومن منطلق البحث عن الاجر

وهذا يتوافق مع الجانب النفسي الى حد بعيد
فاعتراف واعتزاز الانسان بكل ما هو عليه يدل على انه شخص يشعر شعور جيد تجاه نفسه ، ويعتقد انه يستحق الخير والافضل ، وهي شروط النفسية الصحيحة
كما ان من طرق التعامل مع الحاسد باسلوب سيكولوجي ، هو اصدار المزيد من الصور والمزايا الحسنة والنجاحات عنك ، ودع النار تحترق بما فيها
والعون والمساعدة للغير يتركان لدى الانسان شعور رائع عن نفسه وعن الحياة ، بأنه قدر على تقديم شيء ، ويخففان الكثير من الهموم والبلايا النفسية

جميل اجتناب الناس السيئين ، ولكن ليس من الضرورة الخوف منهم ، وتعليق اهمية كبيرة على الحسد والأذى ومتعلقاته

المحور الرابع : ماذا كان يعني لك السحر :

ولا زال السحر يعني لي ، ان بإمكاننا تحويل القرعة الى عربة ، والفئران الى أحصنة ،
وان هناك عصا سندريلا السحرية ، غير المرئية ، والتي تجعلنا نتحكم بردود افعال الناس تبعا لما نوجه لهم من رسائل غير خطية ، رسائل روحية تنطلق عبر الاثير يستجيبون لها دون طلب منّا .
واننا نستطيع ان نكون امراء ، وان نكون علماء ، وان نكون جميلين وجميلات ، فقط ان أردنا ذلك ، اننا ان أردنا شيء ، نجد الظروف والاحداث تتشابك وتتآمر لتسهل لنا الحصول عليه ، فعلينا ان ندرك ان نجمة العصا السحرية موجودة في نفوسنا ، تحتاج الى جهد منا لنهيل عنها التراب ،، واننا فعلا نستطيع فعل اشياء رائعة وخارقة ان نحن قلنا نعم نستطيع ذلك ، ان نقول : لقد قررنا ، وهذا يكفي .


التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 01-06-2012 الساعة 11:01 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة