دعوة المظلوم
كثيرا ما يستهين الناس بالظالم وينسون يوما يأخذ فيه الله من المظلوم للظالم لاسيما الغيبة فإنها من الربا وأغث المطاعم هل فينا من تحلل خصماه هل فينا من أرض غرماءه ما قدرنا الله حق قدره ولا فرقنا بين حلو العيش ومره كأنك بالزارع وقد حصد زرعه فطوبى لأهل العبادة والتقى والورع لم يزل للزارع مزدرع إلا التقى والزهد والورع
وعبادة في سنة خلصت لله ليس يشوبها طمع هي أربع إن أنت قمت بها خلعت عليك من الرضا خلع
من مهمات المطالب
أربع من مهمات المطالب لا ينبغي أن يهتم بغيرها الطالب حتى يحوزها قبل كل مستحب وواجب المطلب الأول التقوى وهي أداء الفرائض واجتناب المحارم الثاني الورع وهو تحرير مقام التقى بترك المحرمات والمشتبهات التي تدق وتخفى الثالث الزهد وهو ترك ما ليس إليه ضرورة ولا فيه عند أهل الله مصلحة الرابع العبادة وهي استعمال القلب والجوارح في الخدمة فكل طالب طلب أن يعد من الرجال بدون إحكام هذه الخصال فهو طامع في نيل ما لا ينال من رجا أن ينال ما لا ينال فحال رجاؤه وضلال لا ينال العلى بغير عناء من رجا نيلها براحة محال سرت زحفا إلى المعالي وقد أرخت إليها الأعنة الأبطال منهم الحائز المرام ومنهم من أتت دون قصده الآجال كنت أرجو بهم لحاقا فخانتني المعاصي وخانت الآمال رب فاجبر كسري بما لم تزل أهلا له يا جواد يا مفضال
حسرات المحرومين
ثلاثة من المحرومين حسرتهم أوجع حسرات المتحسرين عبد كان يرجو الوفاة على الإسلام فأدركه عند الموت سوء الخاتمة وعبد كان يرجو التوبة وهومصر على الخطيئة وعبد يرجو اللحاق بأولياء الله فحرمته المقادير بلوغ ما رجا حرمت مقلتي طيب الرقادي وحلتم بين خدي والوسادي أريد القرب منكم تبعدوني وأنتم قادرون على مرادي وحقكم لقد أسلفتموني بطردى عنكم شر البلادي فيا حسرات ما يلقاه قلبي ويا حرقات ما يغشى فؤادي قلاكم قد شف بالإسلام حمى وخالف بين جفني والسهادي وشردني عن الأوطان حتى بقيت مهيما في كل وادي وكيف يقر مهجور قضيتم عليه بالصدود وبالعبادي محب لم يطع فيكم عذولا ولم يسمع وشايات الأعادي ويطوى سركم عن كل حي وينشر ذكركم في كل نادي فلو حدثتموه ما سلا عن محبتكم إلى يوم التنادي فدتكموا اجبروا كسري وفقري ولو ان تمنوا باليسير من الرقادي عسى طيف يلم فإن طرفي إلى رؤياكم في النوم صادي
المجلس التاسع عشر تفسير آية من سورة التوبة
الحمد لله الذي ما علت أقداره عباده إلا بتعظيم حرماته وشعائره ولا حظي بولاية أهل العرفات إلا بالتوبة إليه من ركوب العصيان وكبائره وصغائره فذلك العبد هو الذي دلت استقامة ظواهره على استنارة بواطنه وأشرقت بواطنه على صفحات ظواهره لكل ذي نسب حسيب من شرف نسبه نصيب ولا كشرف أنساب المتقين ولكل ذي تقي على تقواه ثواب ولا كثواب المعظمين لحرمات الدين يعظمون حرمة الزمان والمكان وكلما ينسب إلى الملك العظيم الشان أحمده على ما أرانا من واضحات قرب المناسك وانقذنا من غامضات حفر المهالك حمد معترف بأنه لمقاليد السموات والأرض مالك ليس له في مثقال ذرة من جميع الممالك قسيم ينازعه ولا مشارك وأشهد أن لا إله إلا الله أغلى علم يقينها عن علم القياس وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى الجنة والناس صلى الله عليه وعلى آله صلاة تكثر عدد الأنفاس وعلى سائر عباد الله الفطن الأكياس المطهرين بمياه التقى من جميع الادناس خصوصا على الخلفاء الأربعة الذين شيدوا أساس الدين على أقوى أساس
كم لله من عتقاء كانوا في رق الذنوب والإسراف فأصبحوا بعد ذل المعصية بعز الطاعة من الملوك والأشراف أكرموا مولاهم أن يراهم حيث أراهم فأفادهم ذلك التعظيم والاحترام جلالة وكرامة عند ذي الجلال سلام على اهل دار السلام سلام مشوق براه السقام يبيت يراعي نجوم الدجا كأن الرقاد عليه حرام وكيف يلذ الكرى مغرم يذوب احتراقا بنار الغرام يظل من الدمع في لجة ومن وقد نار الأمس في ضرام فات عنه دار أحبابه شموس الضحى وبدور التمام وقد كان من حزبهم في حمى وأصبح من ناصر في حمام
تفسير آية من القرآن المجيد
نستكمل بها بركة الوقت السعيد قوله تعالى إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين كان الكفار بجهلهم عن أحكام الدين وتكبرهم عن متابعة المرسلين يتصرفون في شهور السنة بتقليب أحكامها وتحويلها عن مكانها بتحريم حلالها وتحليل حرامها فأعلمنا سبحانه أن تصرفهم مسوق بما سطرت في الألواح والأقلام قبل
خلق الليالي والأيام وهوالمراد بقوله تعالى في كتاب اللهأي في اللوح المحفوظ قال ابن عباس رضي الله عنهما في الإمام الذي عند الله كتبه يوم خلق السموات والأرض وأماالأربعة الحرم فهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب فيجب على العبد المسلم ان يكون بفضلها عارفا وعلىتعظيمها عاكفا ولمضاعفة ثواب الله فيها راجيا ومن مضاعفة عقاب المعاصي منها خائفا شمروا للحرب عن ساق ما لما قد حم من واقي إن كأس الموت دائرة ليس تبقى منكم باقي والمنايا للفتى رصد كل حي حتفه لاقي فابذلوا لله أنفسكم واكشفوا للحرب عن ساقي إنما هذا العدو لكم كجروح فوق أماقي لسعة الشيطان ليس لها غير ذكر الله ترياقي ثم قال تعالى واعلموا ان الله مع المتقين قال ابن عباس رضي الله عنهما يريد أنه تعالى مع أوليائه الذين يخافونه فيما كلفهم من أمره ونهيه وقال الزجاج إنه تعالى يريد أنه ضامن لهم النصر والتأييد وهم قوم لم يزالوا معه بالعبادة والتوحيد وكيف لا يرفع الله أقدارهم وهم الذين لم تزل كلمة التوحيد بجهادهم مرتفعة كيف لا يقيم الله الوجود في خدمتهم وهم الذين لم
يزالوا قائمين في خدمته إن وجههم في أمر توجهوا إليه وإلا لم يزالوا في حضرته يحنون إلى لقائه كما يحن المشتاق إلى قرب الديار وينيبون إلى ذكره كما تنيب النسور إلى الأوكار وإذا ترنم لهم إلحادي باسمه هتك عن قلوبهم الأستار وإي محب يسمع باسم حبيبه ثم يقر له قرار مشوق لا يقر له قرار وكيف يقر وقد يأت عنه الديار إذا ذكر اسم من يهواه يوما يكاد القلب منه يستطار وما في موت صب مستهام إذا ذكر اسم من يهواه عار ترنم باسم من أهوى لسمعي جهارا فأعذب الذكر الجهار وبرد باسمه حرقي فإن اسمه برد وحر الشوق نار