النضوج المبكر يتخلله ايضا نضوج الخوف وذلك لأنه وعينا مبكرا على الحياة ولا خبرة لنا بمواجهتها
والخوف هذا هو ما لاحقك واستغل اي ثغرة في حياتك ليشكل مملكته
نشأتِ بوعي مبكر وهو والدتك التي تتولى كل امورك، وهيّأت نفسك ضمنيا لهذا الدور، فما كان لديك نفسية للعب مثل بقية الاطفال بل ما استولى على مشاعرك هو الحرص وما يتضمنه من خوف ، ومسألة ضياعك في السوق وانت صغيرة مسألة مؤثرة جدا في نفسيتك ، وهي بطبيعة الحال مسألة مؤثرة في نفسية أي طفل ،
كبرت واصبح لديك اطفال ، وبدأ عندها الخوف النفسي بلعب أجمل أدواره
واستسلمت لكل وساوسه التي بثها فيك
تخافين من الطلاق وفقدان الزوج ..استولى عليك اللامبالاة كتعويض عصبي عن خوفك
تخافين على اطفالك ..استولى عليك عدم الاهتمام بهم
احيانا ينشأ لدينا الكره كنوع من الوساوس وهو عملة اخرى ووجه آخر للحب المتطرف وذلك لموازنة معادلة الخوف من فقدان من نحبهم
هناك شخص اراد ان يكوي ملابسه استعداد لحفل استقبال مدعو اليه ، فوجد مكواه معطل
وفكر في حل سريع فذهب ليستعير مكواة الجيران ، وكانوا على مسافة منه ، وطوال الطريق يحدث نفسه : لن يعطوني مكواة ، سيظنون انني محتاج اليهم وسيستعملون هذه الورقة ضدي لأني رفضت اعطاءهم السلم عندما احتاجوا اليه ليتني اعطيتهم السلم اللعين ،، ولكن هم طيبون ولا اعتقد انهم عرفوا انني لا اريد مساعدتهم ، طيب ، سأطلب منهم على كل حال فليس هناك حل بديل ، وبقي على هذه الوساوس طول الطريق وما ان وصل بيت الجيران كانت الوساوس قد اخذت مجدها فما ان فتحوا له الباب حتى قال : لا اريد منكم مكواة ولا اي شيء ولكن الواحد يعرف جيرانه عند الحاجة ، وقفل راجعا 
حاولي التعامل مع ما هو مجهول وتخافين منه ، ستكتشفين ان كله اوهام
سيطري على افكارك ، لا تعتقدي ان الافكار هي شيء خارج عن السيطرة بل هي كذلك
من منا يضمن عمره او عمر ابنائه
من تضمن او يضمن بقاؤه مع الشريك
هذه امور قدرية لا ينفع التفكير فيها الا جلب الحزن الى النفس ، وانتبهي أن الشيطان يحاول من اي ثغرة ان يدخل الحزن وعدم الابتهاج الى نفس الانسان
أجلّي مخاوف لا أساس لها لكي تستطيعي التعامل مع الحاضر معقول يعني نمشي على الارض بحمل الماضي والحاضر والمستقبل الذي لا نعرف عنه شيئا ؟
حاولي ان تستمتعي بما لديك من اطفال سليمين وزوج محبّ
هذه بحد ذاتها اكبر نعمة واكبر اسباب للسعادة والرضا
اليك بعض الملاحظات :
اولا - لاحظت ان لديك قدرة جميلة على التعبير والكتابة واتمنى ان تنمي ذلك بالكتابات ، اعتبري هذا الرابط لك واكتبي كل ما يخطر في بالك يوميا من افكار ومخاوف واشياء جميلة او اشياء سيئة ، سيسعدنا ان نقرأ لك كل صباح ، او كلما تيسر لك الوقت لتكتبي ، شاركينا بكل ما لديك من احلام جميلة احلام سيئة مخاوف ، مشاكل ، افكار جميلة ، افكار متفائلة او متشائمة ، عبري بالطريقة التي تريدين.
ثانيا - تعلمي ان تحبي القراءة واقرأي كثيرا في الكتب والنت عن كل ما يخطر في بالك ، اذا كنت متضايقة من شيء ما ، ابحثي عنه في النت واقرأي كل ما يدور حوله ، سيساعدك ذلك بتخطي مخاوفك فالمعرفة هي اسلحة مواجهة الخوف ، وتواصلي معنا بشأن كل شيء جديد اكتشفته عن نفسك وعن قدراتك
ثالثا - حدثينا دوما عن المواقف التي تتعرضين لها وطريقة تفاعلك معها وكيف من الامكن ان تكون أفضل ودعينا نتناقش
لا تكوني وحيدة ولا تقلقي علينا فشغلنا هو ان نقرأ لك ونتفاعل معك
رابعا - انظري كم هو تافه الخوف الذي يمنعك من الاستمتاع بأجمل نعم هذه الحياة ، اكتشفي نفسك ومراكز قوتك وانا متأكدة انها كثيرة وعظيمة ، فقد نشأت في حضن ام علمتك كيف تتحملي مسؤولية ادارة الحياة وانا واثقة ان لديك ما هو أعظم ، وان هذا الخوف هو قناع يغطي قوتك وقدرتك ووعيك الفائق، فقد لاحظت من خلال اجابتك على من اثروا في حياتك انك لم تذكري احدا معينا ..وهذا يدل على قوة شخصيتك 
خامسا - داومي على الصلاة وقراءة القرآن شيئا فشيئا والصدقة من وقت لآخر
سادسا - أهدي لك مقالي هذا كبداية للقراءة واتمنى ان تردي عليه بكتاباتك الشخصية الجميلة ايضا لنتناقش فيه ، وبعدها سأنتظر كتاباتك هنا لأناقشك فيها :
نخاف أن نسير في أي طريق لأننا لا نعلم ما ينتظرنا...
يبدو لنا أي طريق بأنه مظلم وأننا لوحدنا ،
ونسمع أصوات خطوات تلاحقنا ، قد ينقضّ علينا صاحبها في أي لحظة ،
ولو التفتنا خلفنا ولم نجد أحدا ...سنخاف أكثر ونسرع أكثر ونرتبك أكثر ، وترتفع ضربات قلوبنا أكثر،
ويبقى داخلنا يقين ................ أن هناك مجهول الخطى ، يتابعنا ويخيفنا ...
نتعامل بهذه الطريقة في كل علاقاتنا وكل تفاصيل حياتنا ،
و نتوقع دوما أن يحدث شيء خطير يقلب حياتنا،
وأن الشّر كامن لنا ، والمخاطر تتربّص بنا ،
تنتظرنا في أي مكان وقد تظهر لنا وتفترسنا في أي لحظة .،،،،
ونستمر في رسم ذلك الشعور المخيف خلف أي جدار، وعند أي زاوية.
لربما هي خبرات مستقاة من طفولتنا....
حيث قد تملكنا الخوف والرعب من ذاك الشبح او العفريت ، القابع في الخزانه المظلمه او تحت السرير.
وقد يكون شعور الخوف مرتبط بشكل رئيسي بعدم المعرفة ،
فالعقل يستعد لمواجهة خطر معروف ، كما هو مستعد لمواجهة خطر مجهول
وبينما يتفاعل بإيجابية في النوع المعروف على شكل صمام أمان ينبهنا الى ما هو خطر ،
إلا أنه يقودنا إلى تدمير ذاتي حتمي في النوع المجهول .
يأتينا الخوف التدميري ، خلال كل ما هو مجهول....
أو كل ما نحاول ان نجهل ما وراءه.
أن تفكر فى حياتك بدون شخص مقرّب اليك، يشعرك بالعجز ، فتتوقف عن التفكير ويتملكك الخوف منه ، وتهرب مما خلف الأحداث،
وتسمح لنفسك بالمعاناة أطول وقت من هذا الخوف .
ولكن إن لم تهرب ، وحاولت أن تتخيل أن هذا الشخص قد فارقك فعلا .
وبكيته وحزنت عليه أشد الحزن ، وبدأت تفكر ماذا من الممكن ان تفعل بعده،
وهيأت نفسك لحمل هذه المسؤولية ،
فلن تخاف مجددا من نفس الفكرة بنفس الطريقة ،، لإن جزء من عامل المجهول انتهى، ولن يعود هذا الشعور مدمرا .
إن التفاعل مع ما لم يحدث ، هو رياضة مفيدة وتدريب مثمر للنفس الخوّافة ، لتقلل مستويات الخطر إلى أدناها.
تزداد حالة الخوف إطباقا على الإنسان في حال وجود خلل في توازن رؤيته لنفسه،
وإحساسه برؤية الناس له؛
إننا وأن نسينا الحزن ، فإن أكثر ما يخيفنا ، هو استعادة ذكريات الفشل والخيبة، بالإضافة إلى الخوف من المستقبل وما يخبّئه من مجهول.
إن أهم اسلحة مواجهة الخوف المستمر المتفاقم من حوادث الأيام ومفاجآت الساعات ،، الإيمان التام الصادق المخلص ، المعرفه والقراءة ، التخيّل ، التخلي عن الأقنعة التي تعيقنا من التعبير عن مشاعرنا بسهولة ، التركيز على رؤية الوجه المضيء من الحياة ،و التركيز على الحاضر ( تجاوز الماضي وتجاهل المستقبل .)
إحرص على أن لا تمتلكّ مشاعر الخوف ، وإلا حوّلتك الى ظلال !