بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
والأمر الآخر عن صلاة الحاجة
وتأخرت في وضعه لإنشغالي
جاء الكاتب على ذكر صلاة الحاجة وهى لا تصح
والأدلة
أولاً / تخريج الحديث "ملتقى أهل الحديث "
ورد حديث في صلاة الحاجة نصه :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الأَسْلَمِيِّ قَالَ : " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لِيَقُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ أَسْأَلُكَ أَلا تَدَعَ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلا قَضَيْتَهَا لِي ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ "
أخرجه الترمذي ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ ، فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ ، وَفَائِدٌ هُوَ أَبُو الْوَرْقَاءِ .ا.هـ.
وقال الألباني في " المشكاة " (1/417) : بل هو ضعيف جداً . قال الحاكم : روى عن أبي أوفى أحاديث موضوعة .
وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (8/162) : وما يسمى بصلاة الحاجة : قد ورد في أحاديث ضعيفة ومنكرة - فيما نعلم - لا تقوم بها حُجّةٌ ولا تَصْلُحُ لبناء العمل عليها .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذه الصلاة غيرُ شرعيَّةٍ ، وقد ذُكرت لها روايتان مع كلِّ روايةٍ دعاءٌ، وهذا بيانُ تفصيلِ كلِّ روايةٍ:
أ. أما الأولى : ودعاؤها "لا إله إلا الله الحليم... " ؛ فهي صلاةٌ مرويةٌ - كما قال المصنف - في "الترمذي" ، ولو أنه كلّف نفسَه ورجع إلى "الترمذي" (2/344) لما سطَّر مثلَ هذا فإنه قال رحمه الله عقب روايته الحديث: هذا حديثٌ غريبٌ -(أي: ضعيف كما هو اصطلاحه رحمه الله )- وفي إسناده مقالٌ ، وفائد بن عبد الرحمن يُضعَّف في الحديث ، وفائد هو أبو الورقاء أ.ه
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: و"فائد" - بالفاء في أوله - وهو ضعيفٌ جدّاً ، وقال البخاري: منكر الحديث ، وقال الحاكم: روى عن ابن أبي أوفى أحاديثَ موضوعةً ، وحديثه هذا رواه أيضا ابن ماجه (1/216) ، والحاكم في "المستدرك" (1/320) وزعم أنه إنما أخرج حديثه شاهداً وهو مستقيم الحديث ، وتعقبه الذهبي بأنه متروك أ.ه كلام الشيخ أحمد شاكر.
قلت: وحديثه هذا إنما هو عن ابن أبي أوفى فهو حديثٌ ضعيفٌ جدّاً - أو موضوع - .
ب. وأما الصلاة بدعائها الثاني : "اللهم إني أسألك بنبيك... " فهو ما يسمى عند العلماء "حديث الضرير"، وهو عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه" أن رجلاً ضريرَ البصر أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَني ، قاَلَ "إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ ، وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ" (وفي روايةٍ "وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ") ، فَقَالَ: ادْعُهُ ، فأَمَرَهُ أَنْ يتوَضَأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءهُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلى رَبِّي في حَاجَتي هَذه فَتُقْضَى لي، اللَّهُمَّ فشفعهُ ِفيَّ (وَشَفِّعْني فِيهِ) ، قال: ففعل الرجل فبرأ.
رواه أحمد (4/138) ، والترمذي (5/569) ، وابن ماجه (1/441) ، وهو حديثٌ صحيحٌ.
وهذا الحديث لا حجة فيه على التوسل بذات النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أو جاهه، لا في حياته ولا بعد مماته، ولا أنه عامٌّ لكلِّ أحدٍ، بل هو خاصٌّ بذلك الصحابي الأعمى، وفي زمن حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي دعائه صلى الله عليه وسلم الخاص له ، والأدلة على ذلك كثيرةٌ، منها:
1. أن الأعمى إنما جاء إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ليدعوَ له "ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَنِي"، وهو توسلٌ جائزٌ مشروعٌ، وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح في حياته، ولا أصلحَ من النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يُتوسل بدعائه ، ومثل هذا: توسل الصحابة بدعاء العباس رضي الله عنه في عهد عمر رضي الله عنه لما أصابهم الجدب.
2. نُصح النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالأفضل، وهو الصبر" وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، وإصراره رضي الله عنه على الدعاء "ادْعُهُ".
3. توجيه النبي صلى الله عليه وسلم الرجلَ الأعمى لنوع آخر من التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، فأمَرَه أنْ يتوضأَ ويصليَ ركعتين ويدعوَ لنفسه "فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ... ".
4. أنَّ الأعمى قال "اللهمَّ فَشِفِّعْهُ فيَّ " ، أي: اقبل شفاعته، أي: دعاءه صلى الله عليه وسلم لي.
5. قول الأعمى "وَشَفِّعْنِي فِيهِ" - ولم يذكرْها المصنف - يعني: اقبل شفاعتي، أي: دعائي في أنْ تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم في ردِّ بصري.
6. لم يفعل أحدٌ من العميان في عصر السلف هذا الأمر، أي: الصلاة والدعاء، لأنهم لم يفهموا الحديث على عمومه، فليس هناك دعاءٌ منه صلى الله عليه وسلم لهم، وقد لقي ربه عز وجل، فكيف سيقولون مثل هذا الدعاء ؟! .
7. ذكر العلماء هذا الحديث في معجزاته صلى الله عليه وسلم كالبيهقي في "دلائل النبوة" وغيره .
ذكر هذه الوجوه: شيخنا الألباني رحمه الله في كتابه النافع "التوسل أنواعه وأحكامه" (ص69 فما بعدها) ، وانظر كلاماً متيناً لشيخ الإسلام رحمه الله على هذا الحديث في كتابه "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" (ص185).
= تنبيه
وممَّا يَستدلُّ به بعضُ المبتدعة أن رجلاً أعمى كان يتردد على عثمان بن عفان رضي الله عنه... وأن عثمان بن حنيف أمره بالصلاة والدعاء، وهي قصة ضعيفة ، وزعمهم أن "الطبراني" روى القصة وصححها: تلبيسٌ واضحٌ ، إذ الطبراني رواها مع الحديث السابق، وقال في آخرها : "حديث صحيح"، وهو -رحمه الله- لم يصحِّح القصةَ، وإنما الحديثَ، وهو صحيحٌ كما قال ، وانظر "التوسل" (ص86) و"كشف المتواري" (ص27-76).
.........
روى الترمذي في جامعه (479 ) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات ( 2 /460 "1026") وابن ماجه في سننه (1384) والحاكم في المستدرك ( 1 /320) والبيهقي في الشعب ( 3 /175 "3265") والمروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (1084) والبزار في مسنده ( 8 /300 " 3374") وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (59) وغيرهم، من طريق أبي الورقاء فائدِ بن عبدالرحمن عن عبدالله بن أبي أوفى أنَّ رسول الله قال:
"من كانت له إلى الله حاجةٌ أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصلِّ ركعتين ثم ليُثنِ على الله وليصلِّ على النبيِّ ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم؛ سبحان الله رب العرش العظيم؛ الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا حاجةً هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً، لأن مداره على فـائد، وهو متهمٌ متروكُ الحديث، قال عنه أبو حاتم الرازي:
"وأحاديثه عن ابن أبي أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلاً؛ كأنه لايُشْبِه حديث ابن أبي أوفى، ولو أن رجلاً حلف أن عامة حديثه كَذِبٌ لم يحنث" الجرح والتعديل ( 7/84).
وقال الحاكم: "روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة" التهذيب (8/256) والميزان ( 3 / 339).
ولذا قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريب، وفي إسناده مقال، فـائدُ بن عبدالرحمن يُضعَّف في الحديث، وفائد هو أبو الورقاء".
وضعَّفَ الحديثَ البزارُ وغيره، وذكره ابنُ الجوزي في الموضوعات وتعقَّبَه السخاويُّ فقال:
"وقد توسَّعَ ابنُ الجوزي فذكر هذا الحديث في الموضوعات وفي ذلك نظر... وفي الجملة هو حديثٌ ضعيفٌ جداً" القول البديع (ص 431-).
وقد ذُكر لهذا الحديث شواهد عدة؛ منها:
حديث عبدالله بن مسعود أنَّ رسولَ الله قال: "اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار؛ وتشهَّد بين كل ركعتين، فإذا تشهَّدتَ في آخر صلاتك فاثنِ على الله عز وجل، وصلِّ على النبي واقرأ وأنت ساجدٌ فاتحةَ الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، ثم قل: اللهمَّ إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدِّك الأعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يميناً وشمالاً، ولا تعلِّمون السفهاءَ فإنهم يدعون بها فيستجاب".
أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (2/ 157- "392 ") و ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 464) من طريق عمر بن هارون البَلْخي عن ابن جريج عن داود بن أبي عاصم عن ابن مسعود به.
وهذا الإسناد ضعيفٌ جداً، فإن عمر بن هارون كذبه ابن معين وغيره.
قال ابن الجوزي: "هذا حديثٌ موضوعٌ بلا شك" وذكر هو وغيره أن هذا الحديثَ منكرُ المتنِ أيضاً، لمخالفته الأحاديث الثابتة في النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود.
وجاء نحوُه من حديث أبي هريرة عن النبي قال: "من صلى بعد المغرب اثنتي عشرة ركعة، يقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، حتى إذا كان آخر ركعة قرأ بين السجدتين بفاتحة الكتاب سبع مرات وبــ (قل هو الله أحد) سبع مرات وبآية الكرسي سبع مرار، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، ثم سجد آخر سجدة له فيقول في سجوده بعد تسبيحه: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك وباسمك العظيم ومجدك الأعلى وكلماتك التامة، ثم يسأل الله فقال النبي : لو كان عليه من الذنوب عدد رمل عالج وأيام الدنيا لغفر الله" يعني له.
وقال رسول الله : "لا تعلِّموها سفهاءَكم فيدعون بها لأمرٍ باطل فيُستجاب لهم".
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/471) من طريق الحسن بن يحيى الخشني عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة به.
والحسن بن يحيى ضعيفٌ جداً، وقد تفرد بهذا الإسناد، وأصحُّ أسانيده عن ابن جريج –كما قال السخاوي- ما رواه هشام بن أبي ساسان عن ابن جريج عن عطاء قوله (القول البديع ص430).
ولحديث ابن أبي أوفى شاهدٌ ثالث، وهو ما أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/462) من طريق أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله قال: "من كان له إلى الله عز وجل حاجةٌ عاجلة أو آجلة فليقدِّم بين يدي نجواه صدقة، وليصم الأربعاء والخميس والجمعة، ثم يدخل يوم الجمعة إلى الجامع فليصل اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في عشر ركعات في كل ركعة الحمد مرةً، وآية الكرسي عشر مرات، ويقرأ في ركعتين في كل ركعة الحمد مرةً، وخمسين مرة قل هو الله أحد، ثم يجلس ويسأل اللهَ تعالى حاجته، فليس يردُّه الله من حاجة عاجلة أو آجلة إلا أمضاها الله له".
وهذا الحديث ضعيفٌ جداً، لأنه من رواية أبان، وهو متروك الحديث.
وروي بلفظٍ آخر من طريق أبي هاشم الأيلي عن أنس، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (كما في اللآلئ 2/41) وأبو هاشم ضعيفٌ جداً، واسمه كثيرُ بن عبدالله السامي الناجي.
وروي بلفظٍ ثالثٍ من حديث أنس، خرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/137) وذكره المنذري في الترغيب (1/274) وأورده الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب (1/215) وقال:
( إسناده مظلم، فيه من لا يُعرف، وهو في الضعيفة "5287").
وثمةَ شاهدٌ رابع، وهو ما أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (64/93)عن أبي زكريا الشيرازي عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم عن الفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي عن أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا عن أبي عبدالله أحمد بن طاهر عن أبي العباس عبد الرحمن بن محمد عن يحيى بن سعيد عن سفيان وشعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان قال: جاء رجل إلى رسول الله ليعلِّمه صلاة الحاجة، فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت إليك إلى ربك عز وجل في حاجتي هذه لتقضي لي، فاللهمَّ شفِّعه في".
وهذا الإسناد ضعيف، للانقطاع بين أبي عبدالرحمن وعثمان بن عفان رضي الله عنه ، وشيخ ابن عساكر لم أقف له على جرح أو تعديل .
وللحديث شاهدٌ خامس من حديث أنس بن مالك قال: كان رجلٌ من أصحاب النبي من الأنصار يُكنى أبا معلق، وكان تاجراً يتجر بمالٍ له ولغيره، يضرب به في الآفاق وكان ناسكاً ورعاً، فخرج مرة فلقيه لصٌ مقنَّع في السلاح، فقال له: ضع ما معك فإني قاتلُك.
قال: ما تريد إلا دمي! شأنك بالمال.
قال: أما المال فلي، ولستُ أريد إلا دمك، قال: أما إذا أبيت، فذرني أصلي أربع ركعات.
قال: صلِّ ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال:
(يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد أسألك بعزِّك الذي لا يُرام وملكك الذي لا يُضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شرَّ هذا اللص، يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني) ثلاث مرار.
قال: دعا بهذا ثلاث مرار، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربةٌ واضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللصُّ أقبل نحوه وطعنه فقتله، ثم أقبل إليه، فقال : قم، فقال: من أنتَ؟ بأبي وأمي، لقد أغاثني الله بك اليوم.
قال : أنا ملكٌ من السماء الرابعة، دعوتَ الله بدعائك الأول فسمعتُ لأبواب السماء قعقعةً ثم دعوتَ بدعائك الثاني فسمعتُ لأهل السماء ضجة، ثم دعوتَ بدعائك الثالث، فقيل لي: دعاءُ مكروب، فسألتُ الله تعالى أن يولِّيَني قتله.
قال أنس: فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استُجيب له مكروب أو غير مكروب.
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه مجابو الدعوة (ص63) وفي الهواتف (14) ومن طريقه
اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (كرامات الأولياء 5/166 "111") وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (60) وأورده ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي معلق (12/24).
وهذا الإسناد ضعيف، فعيسى بن عبدالله التميمي لم أقف له على ترجمة، والكلبي لم أعرفه، ثم إن في الحديث اضطراباً:
فقد روي عن الحسن البصري عن أنس بن مالك.
ومرةً عن الحسن عن أبي بن كعب، كما في الإصابة لابن حجر (12/24).
ومرةً عن أبي صالح عن أنس كما عند ابن الأثير في أسد الغابة (6/295).
وقد أفدتُ هذه الأوجه الثلاثة الأخيرة من الأخ خالد بن عمر الفقيه حفظه الله.
وهذا الإسناد ظاهرُ الضعف.
............
ثانياً / فتاوى العلماء
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الصلاة
السؤال: بارك الله فيكم يقول قرأت عن صلاة الحاجة في أكثر من كتاب وما رأيكم يا فضيلة الشيخ في هذه الصلوات نرجو بهذا إفادة؟
الجواب
الشيخ: وصلاة الحاجة هي أخت صلاة التسبيح أيضاً لم يصح فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ والإنسان إذا احتاج إلى ربه في حاجة وهو محتاجٌ إلى ربه دائماً فليسأل الله سبحانه وتعالى على الصفات المعروفة الصحيح الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والمعروفة بين الأمة أما هذه الصلاة فلا أصل لها صحيحاً يرجع إليها يرجع إليه فلا ينبغي للإنسان أن يقوم به نعم.
،،،،،،،،،،،،،
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الصلاة
السؤال: بارك الله فيكم لها فقره أخيره تسأل يا فضيلة الشيخ عن حكم الشرع في نظركم في صلاة الحاجة؟
الجواب
الشيخ: صلاة الحاجة ليس لها دليل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه يروى أنه إذا حزبه أمر فزع إلا الصلاة لقول تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ).
،،،،،،،،،،،،
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الصلاة
السؤال: نبدأ هذه الحلقة برسالة وصلت من مستمعة تقول بأنها قرأت في أحد الكتب عن بعض صلوات التطوع وهي صلاة الشكر وصلاة الحاجة وصلاة التسابيح فهل لها أصل في الشرع أرجو من فضيلة الشيخ إجابة؟
الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما صلاة الشكر فلا أعلم فيها إلا سجود الشكر فقط وهو أن الإنسان إذا حصلت له نعمة جديدة إما بنيل محبوب واندفاع مكروه فإنه يشرع له أن يسجد لله سجدة يسبح فيها بتسبيح السجود ويثني على الله سبحانه وتعالى بما أنعم عليه من النعمة التي من أجلها سجد فيكبر عند السجود ولا يكبر إذا رفع ولا يتشهد ولا يسلم وأما صلاة الحاجة فلا أعلم لها أصلاً إلا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر حين كان في العريش يصلي ويسأل الله سبحانه تعالى النصر يستنصره ويستغيثه ويدل لهذا قوله تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) لكنها ليست صلاة تختص عن بقية الصلوات بشيء وأما صلاة التسبيح فقد ورد فيها آثار لكنها آثار ضعيفة وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله أن حديثها باطل وأنها لم يستحبها أحد من الأئمة وعلى هذا فلا ندعوا الناس إلى فعلها لأن الأصل في العبادات الحظر والمنع حتى يقوم دليل واضح صريح وصحيح على أن هذه العبادة مشروعة سواء في كيفيتها أو في أصلها.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الصلاة
السؤال: حدثونا عن صلاة الحاجة حيث كثر الحديث عنها جزاكم الله خيرا؟
الجواب
الشيخ: صلاة الحاجة غير مشروعة وإذا كانت غير مشروعة فلا حاجة للحديث عنها.
---------------------------------------
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : الصلاة
السؤال: جزاكم الله خيرا أختكم في الله تقول سمعت من أحد الأخوات بأن صلاة التسابيح والحاجة بدعة لا أصل لها ما رأي فضيلتكم في هذا؟
الجواب
الشيخ: نرى أن صلاة التسبيح وصلاة الحاجة ليست بسنة وأن حديثها ضعيف جدا لا يعمل به قال شيخ الإسلام ابن تيميه عن صلاة التسبيح إن حديثها باطل وقال إنه لم يستحبها أحد من الأئمة وعلى هذا فلا ينبغي للإنسان أن يشغل نفسه بشيء لم تثبت مشروعيته ويشتغل بما هو مشروع وواضح أقول كل الأحاديث الضعيفة في إثبات سنة من السنن لا يجوز العمل بها لأن من شرط العبادات أن تكون مشروعة وإذا كان الحديث ضعيفا لم تثبت المشروعية وعلى هذا فلا يعمل بأي حديث ضعيف في مشروعية شيء من السنن لا في صلاة ولا زكاة ولا حج ولا صوم.
الشيخ العلامة أبن بار رحمه الله تعالى
ما حكم صلاة الحاجة سماحة الشيخ ؟
لا أرى في هذا، صلاة الاستخارة وصلاة التوبة، هذا الذي نعلم، إذا أراد أن يتوب من ذنب وصلّى ركعتين ثم سأل ربه أن يتوب عليه وأن يغفر له، هذا لا بأس، جاء في الحديث الصحيح عن الصديق أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا أذنب أحدكم ثم تطهر وصلّى ركعتين ثم استغفر الله تاب الله عليه)، وليس شرط التوبة الصلاة، إذا تاب وندم وأقلع تاب الله عليه، إذا صدق في ذلك، وإذا صلّى ركعتين وتاب بعدها هذا زيادة خير من باب أسباب صحة التوبة وكمالها.
في رعاية الله وحفظه