السائل: بعض المساجد ما وصلهم البيان التعميمي هذا، فهم يقنتون، هل يجوز لهم ذلك؟
الشيخ: لا.
السائل: وإن لم يصلهم، وإن لم يعلموا بذلك؟
الشيخ: يمكن يكونوا معذورين بالجهل لكن يعلمون؛ لأن كون بعض الناس يقنت وبعض الناس لا يقنت هذا مشكلة، سيقول الناس: هؤلاء الذين لا يقنتون لا يحبون انتصار المسلمين ويتهمونهم، مع أن الذين لا يقنتون تركوا القنوت تقرباً إلى الله عز وجل؛ لأن الله أمرهم أن يطيعوا ولاة أمورهم،
وهذه مسألة يغفل عنها كثير من الناس المتحمسين، مع أنه خلاف هدي الصحابة. أنس بن مالك رضي الله عنه وغيره من الصحابة لما كان الأمراء في الحج يخالفون السنة النبوية في بعض الأشياء كانوا يبينون السنة النبوية ويقول: افعل ما يفعل أمراؤك. لكي لا يحصل خلاف،
فمثلاً: في الحج السنة أن الناس في اليوم الثامن يصلون الظهر في منى بعض الأمراء يتخلف ما يصلي إلا في مكة فيقول الصحابة: افعل ما يفعله أمراؤك. ويبينون السنة، وهذا دليل على أن مسألة المخالفة ما هي هينة.
***********************
***********************
وفي جواب عن سؤال وجه الى
العلامة العثيمين رحمه الله
عمن يقنت بدون اذن ولي الامر
حيث وصف فعلهم بأنه فعل الخوارج والمتمردين ..
وذلك عقب أن بين رحمه الله أنه لابد من طاعة ولي الأمر في ذلك
فاستدرك عليه أحد الطلاب قائلا :
وإن تعذر الاتصال بالحاكم هل يقنت بدونه ؟
الجواب:
لا يقنت،
هو ما أضر المسلمين إلا التمرد على ولاة المسلمين،
ولا ظهرت الخوارج ولا الفتن إلا بهذا،
ولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « اصبر واسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك » إلا من أجل هذا من أجل اتحاد الناس وعدم إثارة القلاقل،
وأنتم تعرفون ما حصل للأمة الإسلامية من قتل الخلفاء من أجل هذا الشيء، من أجل التأويل الفاسد، والغلو في تطبيق النصوص .
(راجع شرح البخاري للعثيمين كتاب الدعوات / باب الدعاء على المشركين).
وقال العلامة صالح الفوزان حفظه الله في شريط :
( فتاوى العلماء في الجهاد)
أما القنوت في الفريضة فهذا لابد من الرجوع فيه إلى أهل العلم وأهل الفتوى،
لأنهم هم الذين يقدرون النوازل التي يشرع من أجلها القنوت والنوازل التي لايقنت فيها،
والصلاة كما تعلمون عبادة لايجوز أن يضاف إليها شيء ويدخل فيها شيء
إلا عن طريق أهل العلم الراسخين في العلم الذين يقدرون الحوادث والنوازل
التي تستدعي القنوت في الفرائض،
وليس هذا مفتوحاً لكل أحد يتلاعب في الصلاة ويزيد فيها، وقد يدعو في حالة لاتستدعي القنوت
وقد يدعو لأناس لايستحقون الدعاء بما عندهم من المخالفات العظيمة،
فالذي يقدر هذا هو أهل العلم، والمرجع في هذا أهل العلم،
ويكون بأمر ولي الأمر بعد فتوى العلماء.
المصدر