عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-03-2005, 04:26 PM   #5
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

بقيت في الموضوع فكرة واحدة : وهي العلاقة بين الرياء و الغرور و الاستكبار.

قلنا أن الغرور هو الانخداع و التوهم بأن يرى نفسه على غير صورتها الحقيقية، فينخدع بنفسه و تسكن نفسه لموافقتها الهوى، و حينئذٍ لا بد من اشباع هذه الجوعة، فيكون الرياء و طلب المنزلة في قلوب الناس يريد بذلك الجاه و الثناء فكل مغرور يرائي و ليس كل مرآئٍ مغرور، فالمراءاة بالنسبة للغرور وسيلته لإظهار نفسه عند الناس بالصورة التي يريدها هو، فيتصنع الكلام تصنعاً يوهم غيره به على أنه طبع له وخلق وسجية.

وأما الاستكبار: فهو ردة الفعل عند المغرور إن بينت له خطأه في مسألة أو قضية، فلا يقبل الحق ممن كان أو ممن هو دونه أو يعتبره هو أصغر من أن يأخذ منه.

فمعاندة الحق والاستكبار هي ردة الفعل عند المغرور، ويشرح هذه المسألة صورة فرعون الذي انخدع بنفسه وتوهم وهماً أكبر من حجمه، حتى رأى نفسه أنه الإله الواجب العبادة، وحين جاء موسى وهارون بالحق والآيات كانت ردة فعله الاستكبار لغروره. وصدق الله العظيم(ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ. إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ. فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ. فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ) (المؤمنون:46-48).

والصور كثيرةٌ في القرآن، فالذي نظر إلى نفسه من خلال الوسائل التي أعطاه الله إياها يرى نفسه بماله أو بما آتاه الله من خلال وهمه أنه مختلف عن الناس وواجب الناس الخضوع والخنوع له لأنه أفضل منهم. وصدق الله العظيم (ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ. فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ. وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ. وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ. أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ. هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ. إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ. إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ) (المؤمنون:31-38).


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منقول للفائدة ...

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة