ويرى الدكتور الحر أن علاج عصبية المراهق يكون من خلال الأمان ، والحب ، والعدل ، والإستقلالية ، والحزم ، فلا بد للمراهق من الشعور بالأمان في المنزل .. الأمان من مخاوف التفكك الأسري ، والأمان من الفشل في الدراسة ، والأمر الآخر هو الحب فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم فيجب ألا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب ، والعدل في التعامل مع الأبناء ضروري ؛ لإن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضاً خصبة للعصبية ، فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها ، والإستقلالية مهمة ، فلابد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة أكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد ، فالإستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصاً في هذه السن ، ولا بد من الحزم مع المراهق ، فيجب ألا يترك لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد ، وإنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق ، فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها ، وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها .
المشكلة الرابعـــه :
ممارسة المراهق للسلوك المزعج ، كعدم مراعاة الآداب العامة ، والإعتداء على الناس ، وتخريب الممتلكات والبيئة والطبيعة ، وقد يكون الإزعاج لفظياً او عملياً .
- الحل المقترح :
من أهم أسباب السلوك المزعج عند المراهق رغبته في تحقيق مقاصده الخاصة دون إعتبار للمصلحة العامة ، والأفكار الخاطئة التي تصل لذهنه من أن المراهق هو الشخص القوي الشجاع ، وهو الذي يصرع الآخرين وياخذ حقوقه بيده لا بالحسنى ، وايضاً الإحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه داخل الأسرة ، وتقليد الآخرين والإقتداء بسلوكهم الفوضوي ، والتعثر الدراسي ومصاحبة أقران السوء .
أما مظاهر السلوك المزعج فهي : نشاط حركي زائد يغلب عليه الإضطراب والسلوكيات المرتجلة ، وإشتداد نزعة الإستقلال والتطلع إلى القيادة ، وتعبير المراهق عن نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير لائقة ( صراخ ، شتم ، السرقة ، القسوة ، الجدل العقيم ، التورط في المشاكل ، الضجر السريع ، والتأفف من الإحتكاك بالناس ، وتبرير التصرفات بأسباب واهية ، والنفور من النصح ، والتمادي في العناد ) .
أما مدخل العلاج فهو تبصير المراهق بعظمة المسئوليات التي تقع على كاهله وكيفية الوفاء بالأمانة ، وإشغاله بالخير والأعمال المثمرة البناءة، وتصويب المفاهيم الخاطئة في ذهنه ، ونفي العلاقة المزعومة بين الإستقلالية والتعدي على الغير ، وتشجيعه على مصاحبة الجيدين من الأصدقاء ممن لا يحبون أن يمدوا يد الإساءة للآخرين ، وإرشاده لبعض الطرق لحل الأزمات ومواجهة عدوان الآخرين بحكمة ، وتعزيز المبادرات الإيجابية إذا بادر إلى القيام بسلوك إيجابي يدل على إحترامه للآخرين من خلال المدح والثناء ، والإبتعاد عن الألفاظ الإستفزازية والبرمجة السلبية وتجنب التوبيخ قدر المستطاع .
- المشكلة الخامســـة :
تعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والإجتماعية المتعلقة بصعوبة تحديد الهوية ومعرفة النفس يقوده نحو التمرد السلبي على الأسرة وقيم المجتمع ، ويظهر ذلك في شعوره بضعف الإنتماء الأسري ، وعدم التقيد بتوجيهات الوالدين ، والمعارضة والتصلب في المواقف ، والتكبر ، والغرور ، وحب الظهور ، والقاء اللوم على الآخرين ، التلفظ بألفاظ نابية .
- الحـــل المقــترح :
إن غياب التوجيه السليم ، والمتابعة اليقظة المتزنة ، والقدوة الصحيحة يقود المراهق نحو التمرد ، ومن أسباب التمرد أيضاً : عيش المراهق في حالة صراع بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلى مرحلة الشباب التي تكثر فيه المسئوليات ، وكثرة القيود الإجتماعية التي تحد من حركته ، وضعف الإهتمام الأسري بمواهبه وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة ، وتأنيب الوالدين له أمام إخوته او أقربائه أو أصدقائه ، ومتابعة للأفلام والبرامج التي تدعو إلى التمرد على القيم الدينية والإجتماعية والعنف ز
ويرى كل من الدكتور بدر محمد ملك ، والدكتورة لطيفة حسين الكندري أن علاج تمرد المراهق يكون بالوسائل التالية :
السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره الشخصية - توجيهه نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية - وتقوية الوازع الديني والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل والتعاون مع اهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجة - ولا بد من تكثيف جرعات الثقافة الإسلامية - حيث أن الشريعة الإسلامية تنظم حياة المراهق لا كما يزعم أعداء الإسلام بأنه يكبت الرغبات ويحرم الشهوات - والإشتراك مع المراهق في عمل أنشطة يفضلها ، وذلك لتقليص مساحات الإختلاف وتوسيع حقول التوافق وبناء جسور التفاهم - وتشجيع وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة - والسماح للمراهق باستضافة أصدقائه في البيت مع الحرص على التعرف إليهم والجلوس معهم لبعض الوقت - والحذر من البرمجة السلبية وتجنب عبارات : أنت فاشل ، عنيد ، متمرد ، اسكت أنت سليط اللسان ، أنت دائماً تجادل وتنتقد ، أنت لا تفهم أبداً ... الخ ؛ لإن هذه الكلمات والعبارات تستفز المراهق وتجلب المزيد من المشاكل والمتاعب ولا تحقق المراد من العلاج .