عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-09-2011, 07:00 PM   #2
معلومات العضو
ابو رضوان

إحصائية العضو






ابو رضوان غير متواجد حالياً

الجنس: male

اسم الدولة saudi_arabia

 

 
آخـر مواضيعي
 
0 الحجامـة والقول الحاسم في أجرة الحاجم

 

افتراضي


صلى الله عليه وسلم : «ما مـررت ليلـة أسـري بي بملإٍ، إلا قالوا: يا محمد: مر أمتك بالحجامة »([1])، والرواية الثانية: «ما مررت ليلة أسري بي بملإٍ من الملائكة، إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة»([2])، والرواية الثالثة: «ما مررت ليلة أسري بي بملإٍ من الملائكة إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة»([3])، والرواية الرابعة: «ما مررت ليلة أسري بي بملإٍ من الملائكة إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة»([4]).
فيا ترى لِمَ كان هذا الاهتمام الكبير من الملائكة الكرام بالحجامة والأمر بها بهذه الصورة الفريدة المدهشة؟! يجعل المؤمن الحق يقبل على الحجامة بيقين أن الخالق جل في علاه هو الذي أمر، فخالق الإنسان أعلم بما يحفظ على الإنسان عافيته. ومع هذا فهل هذا الاهتمام له مدلول واضح؟
نعم له مدلول علمي ومدلول عملي: وهو خروج العادم من الدورة الدموية فالقلب مضخة منقبضة ومنبسطة مادة هذه المضخة الدم يضخ القلب حوالي 2200 جالون يوميا +" عظمة صنعة الخالق ذكرى تلفت نظر اللبيب فلا بد أن يكون لهذه المضخة عادم كأي مضخة في حياتنا العملية.
ما هي الحجامة إذاً:

الحجم لغة: المص، والحجامة هي: عملية إخراج الدم الفاسـد في موضـع محدد بالمشـرط الطبي المعقم بطريقة صحيحـة ـ لا ينكرها إلا جاهل أو ظالم لنفسه ـ تشريطاً بمشرط وليس وخزًا بإبرة فالرسول صلى الله عليه وسلم
لا ينطق عن الهوى وقد جربنا الوخز فلم يخرج الدم الفاسد إلا قليلا، وأقول لمن ادعى أن مريض السكر لا تجرى له الحجامة إلا بالوخز إذا كانت حالتك تستدعي ذلك فهذه حالة خاصة فلا تعممها وإن كانت قابلتك حالة خاصة بمريض بعينه فلا تحذر تحذيرا مطلقا لماذا؟
لأننا أجرينا الحجامة على مئات المرضى بالسكر تشريطا عاديا وعميقا ولله الحمد والفضل لم ينزف أحد أبدا.
الحجامة والوخـــــز

المسلم صاحب العقلية الإيمانية يجب أن يقف باحترام وتقدير على النصوص الشرعية ولا يتجاوزها، وبالتجربة العملية استجابة لمن أراد أن يحتجم. قال لي أحدهم : هل ممكن يا شيخ أن تجري لي عملية الحجامة وخزا وقد أحضرت الإبرة معي؟ قلت له السنة المشرط . قال لي وهل من الممكن أن أجرب قلت: لا بأس وخزته أكثر من عشرين وخزا ووضعت الكأس الموصول بالآلة الكهربائية([5]) وهي أقوى سحبا وسحبها مستمر لا ينقطع إلا بانتهاء الحجامة فكانت النتيجة أن الدم الخارج لا يذكر فقال لي معذرة إنما أردت أن أتأكد والحمد لله تأكدت. ولو سمحت أجرِ لي الحجامة بالمشرط. والحمد لله تم اللازم وخرج الدم الأسود وشفي بفضل الله ورحمته من الشقيقة. فالشاهد أن المسلم يقف عند النص الشرعي بمثالية ويقين وحب وتقدير فعلى قدر هذه المثالية يكون له حظان، الأول: الأجر الكبير في الاعتقاد الصحيح والثاني: هو الشفاء التام بعد خروج الداء بخروج الدم الفاسد والله ولي التوفيق.
شرطة محجم

قول النبي صلى الله عليه وسلم
في الأحاديث الصحيحة كلها جميعاً لفظة «شرطة مِحْجَم» ([6]).
أولاً: شرطاً وليس وخزاً وفي الاستطاعة أن تكون الشرطة قريبة جداً من الوخزة في خفتها وسرعتها ولكنها في الحقيقة شرطة.
ثانياً: الأصل في تشريط الحجامة التقليل وليس التكثير إلا في حالات خاصة قد تستدعي تكثير التشريط لشدة المرض.
ثالثاً: تقليل عدد الحجامات للمرض الواحد ما أمكن وهذه سنة فعلية فعلها النبي × وهي في المرة الواحدة لا تتعدى ثلاثة مواضع أو ثلاثة كاساتٍ فحسب. وقد ذكرنا والأحاديث الدالة على ذلك منها، على سبيل المثال: احتجم النبي × على هامته وبين كتفيه([7])، والحديث الآخر في الأخدعين والكاهل([8])، وهذا يتفق مع التجارب الطبية، إن كثرة خروج الدم الناتج عن كثرة التشريط وكثرة الكاسات وكثرة المواضع قد تضر الإنسان وتؤثر سلباً على صحته وعافيته، وهذا يتفق مع وسطية الإسلام في كل شيء فلا إفراط ولا تفريط ولا شرقية ولا غربية ولا مادية ولا ******ة فالوسطية في كل الأمور هي الفوز والنجاح والفلاح والصحة والعافية.
كيفية التشريط وعدده

يختلف التشريط من مكان لآخر فتشريط الوجه خفيف جدًا على العكس تمامًا من تشريط أسفل القدم. ويراعى ذلك التخفيف مع الأطفال، ومع الكبار ما يناسبهم، وعلى حسب حاجتهم، كل حسب مرضه وشدته.
وعلى العموم فالتشريط يتراوح طوله بين ربع سنتيمر إلى واحد سنتيمتر، وبين الشرطة والأخرى حوالي واحد سنتيمتر، وتكون سطحية، كالخدش أو أشد قليلاً على حسب المكان وخبرة القائم بالحجامة وعددها وترًا لأن الله تعالى وترٌ يحب الوتر، وفتحة الكأس هي التي تقيد القائم بالحجامة فقد تكون شرطة واحدة كنص الحديث وقد تكون ثلاثة أو تسعة أو أكثر.
متى تكرر الحجامــة

في كل أسبوع مرة واحدة في الحالات العادية للتخلص من الركود الدموي وتنشيط الدورة الدموية، وقد يحتاج

([1]) صحيح ابن ماجه للألباني 2802.

([2]) صحيح ابن ماجه للألباني 2801.

([3]) صحيح الجامع للألباني 5671.

([4]) صحيح الجامع للألباني 5672.

([5]) هي آلة صنعت للشفط السلبي لسحب البلغم عن طريق الفم، وقد تم تعديلها لسحب الدم. والحمد لله الذي وجهني هذه الوجه فهي ما شاء الله نافعة بإذن الله تعالى.

([6]) صحيح مسلم كتاب السلام رقم (2205).

([7]) صحيح ابن ماجه للألباني (2806).

([8]) رواه الترمذي وصححه الألباني (2051) وصحيح ابن حبان (6077).



يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة ابو رضوان ; 21-09-2011 الساعة 07:23 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة