مسألة حول علاقة الزوجين قبل الدخول
سؤالي هو: أنني عقدت العقد الشرعي ولم أدخل بعد، وعلمت من خلال فتاويكم أنه يجوز للعاقد ما يجوز للمتزوج عدا الجماع، ويتم بيننا ما حلله الشرع ولكن دائما ما يسألها أهلها في غيابي عن حدود العلاقة بيننا وهل يتم بيننا قبلات أو ماشابه ذلك. وهي بحكم الخجل أو الخوف تنفي ذلك مع أنه يحدث بيننا هذا. والسؤال:هل لهم حق في هذا السؤال مع أننا اتفقنا قبل العقد على موضوع الخروج فقط، والتأخر خارج المنزل بمفردنا ولم نتكلم عن حدود العلاقة بيننا. وهل عدم صدقها معهم يعتبر كذبا عليهم وتعتبر آثمة. أفيدوني؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أن الذي نفتي به هو أن العقد الشرعي إذا تم بين الخاطب وبين مخطوبته فإنها تصبح زوجة له، يجوز له أن يفعل بها كل ما يجوز للرجل أن يفعله بزوجته، لا فرق في ذلك بين الجماع وغيره.
لكن الناس قد جرت عادتهم على أن لا يتم الدخول بالزوجة إلا بعد حفل الزفاف، ونحن نفتي بأنه ينبغي احترام هذه العادة من باب أن ذلك أدعى للألفة، وليس لأن الجماع محرم في هذه الحال.
وفي خصوص ما إذا كان لأهل زوجتك أن يسألوها عما يحدث بينك وبينها، فجوابه أن الأصل في مثل هذا السؤال أنه يجوز إذا لم يترتب عليه أمر محرم. وما ذكرت أنها تقع فيه من الكذب بسبب ما تجده من الخجل يمكن تفاديه بالتورية، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما في الأثر.
والتورية هي أن يطلق الشخص لفظا ظاهرا في معنى ويريد به معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ لكنه خلاف ظاهره.
فيمكنها مثلا إذا سألوها عما إذا كان حدث شيء من تلك الأمور أن تجيبهم بالنفي، ويكون قصدها أنها لم تحدث في وقت معين (تقصده هي) أو على وجه معين ونحو ذلك، وبهذا لن تحتاج إلى الكذب.
وعلى العموم فإن الكذب يجوز في كل ما فيه مصلحة أو دفع مفسدة، ولم يمكن التوصل إليه إلا به.
قال ابن الجوزي: وضابط ذلك أن كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب فهو مباح إن كان المقصود مباحا، وإن كان واجبا فهو واجب.
والله أعلم.
المصدر