الموضوع: أنقذوا بناتكم
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-02-2011, 08:32 AM   #1
معلومات العضو
عبد الغني رضا

Icon41 أنقذوا بناتكم

الحمد لله المعبود في أرضه وسمائه؛ المجيب دعاء من يدعوه بأسمائه؛ المنفرد بالقدرة القاهرة؛ المتوحد بالقوة الظاهرة؛ وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة.


هدى العباد بالإيمان إلى سبيل الرشاد؛ ووفقهم في الطاعات لما هو أنفع زاد في المعاد؛ وتفرد بعلم الغيوب فعلم من كل عبد إضماره وتصريحه؛ يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه.


وصلى الله وسلم على الذي رفعه باصطفائه إلى محله المنيف؛ وبعثه إلى الناس كافة بالدين القيم الحنيف؛ وجعله أفضل من كان وأفضل من يكون؛ وأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.


أما بعد أيها المسلمون:


فإنَّ أناساً رفعهم الله بالإسلام فيأبون إلا الذلة في التنكب عن الصراط؛ وإن أناساً أضيء لهم الطريق فيأبون إلا العيشَ في الظلمة..


ومن العجائب والعجائبُ جمةٌ ..


قرْبُ الشفاء وما إليه وصولُ


كالعيس في البيداء يقتلها الظما ..


والماءُ فوق ظهـورها محمولُ


إنَّ ما نعيشه من هذا الواقعِ المأساويِ البئيس يدعو للخوف من المستقبل.


يجب أن نعترفَ أننا انجرفنا في تيارات متلاحقة ؛ كل واحد أقوى من الآخر ؛ ولا يزال أعداء العقيدة يجتهدون في الحيل والمكائد لإخراج كثير من نساء أهل الإسلام من سياج العفة والشرف إلى أوحال الرذيلة والدنس.


والداهية الدهياء أن حيل هؤلاء وأباطيلَهم وخططهم الماكرة؛ انطلت على الكثير؛ فهوت المبادئ ؛ وضعفت الغيرة؛ ومما يزيد القلب غماً وحزناً أن بعض الناس ينجرف نحو هذه التيارات المنحرفة مختاراً؛ عالماً بالهلكة؛ وبعضهم قد غشيته الغفلة فلا إدراك ولا تفكير.


وإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ..


وإن كنت تدري فالمصيبةُ أعظمُ


ولا شك ولا ريب أن الضرر الذي أصبحنا فيه؛ ما هو إلا مقدمةُ أضرار أخرى -هي أشدّ وأنكى- ما دمنا على غفلتنا هذه مسترسلين.


لقد حَصَل الآن من النساءِ تساهلٌ كبير في أمر الحجاب؛ ولم يحصل لنا من وراءِ ذلك إلا كثرةُ الفجورِ منهن؛ وانتهاكهُن حرمة الآداب؛ وكثرةُ الفسوق والفساد؛ وهذا أمر لا يخفى على أحد.


فعن ماذا نتكلم؟. وبأيِّه نبدأ ؟.


فلو كان سهماً واحداً لاتقيتُه..


ولكـنّه سهمٌ وثانٍ وثالـثُ


وما كان الأمر يصل بالنساء إلى ما نرى؛ لو لم يكن خلف ذلك رجالٌ متساهلون؛ ضعفت هممهم؛ وملّوا المسؤولية؛ وبدأوا يطأطئون الرؤوس عما يعلمون أنه عيبٌ وخزيٌ وعار!.


فبالأمس القريب؛ كانوا رجالاً في الوغى؛ وفرساناً في الميدان؛ فلما انبلج صباح هذا الواقع الأليم؛ فإذا بهم يلقون سيوف الإباء؛ وينكّسون رايات الكرامة ويرضون بالدون؛ ويعلنون الهزيمة على استحياء.


فيا حسرتاه على أمةٍ فقدت رجالها وهي في أمسِّ الحاجة لهم .


لقد جعلت بعض النساء متفسحها الأسواق؛ فتخرج من سوق لتدخل في آخر..


ضَحِكٌ مع الباعة؛ وسفورٌ في الملبس؛ وتزيينٌ للوجه والبشرة !.


أَمَا سأل نفسه ذلك الرجل لمن تتبرج نساؤه؛ ولمن يتزيّن..؟!


أما تحرك قلبُه غيرةً على نسائه.؟!


والأدهى أنها تذهب وحيدة في هذا الوقت الذي كثرت مصائبه وعمت دواهيه!


اسأل نفسك ..لمن تتزين؟.. ولمن تتبرج؟.. ماذا تريد ..؟!


إن كان كلُّ منّا يدّعي الثقة في أهله؛ فبناتُ مَن هؤلاء النسوة اللاتي امتلأت بهن الأسواق؛ وضجت بهن الشوارع ؟!


وقد بدأ التفننُ باللباس على أيدي أعداءِ الفضيلة؛ فكل يوم ينقصُ اللباس وتتقلص معه العفة ؛ ووجدوا-ومع الأسف الشديد- من يتابعهم على ذلك.


فظهرت الملابسُ القصيرة؛ والبنطلونُ المقزز؛ والملابسُ التي تشوه العفة.


ولما عجزوا عن بعض أهل الخير؛ دخلوا عليهم بملابسِ التبرجِ تُسمى بغير اسمها؛ فظهرت عباءةُ الكَتِفْ؛ والعباءةُ الإسلامية؛ والنقاب؛ وما هي في الحقيقة إلا من باب التبرجِ المعلب؛ الذي سمي ستراً وليس بستر.


فهل عباءةُ الكتف تستر .؟. هل العباءةُ الإسلامية -كما يزعمون- تمنع الفتنة؟!


والمصيبة أن بعض النساء اتخذتها سبيلاً للفتنة؛ فَبَدأَت تتفنّن في تطريزها ولمعانها؛ وتلبس معها تلك الطرحة اللامعة التي يكتب عليها الاسم.!


يا للحسرة !. أين الغيورون ؟!


وإذا أصيب القوم في أخلاقهـم..


فأقـم عليهم مأتمـاً وعويـلا


وبعضهم يتساهل في ركوب المرأة وحدها مع السائق؛ يمرح بها يميناً وشمالاً .


إلى أين تذهب ؟!


ومن عظم الرزية ما نراه بدأ يغزو الشوارع؛ من ركوب المرأة بجانب السائق جنباً إلى جنب؛ أليس هو رجل؟!.


ما لكم ؟!.


خرج رجلٌ من الأعراب في سفر؛ فلما ورد نهراً فإذا بامرأة عليه ناشرة شعرها؛ فتعرضت له وقالت: هلمَّ إليَّ ؛ فقال: إني أخاف الله رب العالمين؛ فلبست جلبابها وانصرفت خائفة وجلة؛ فتبعها حتى عرف خيامَ أهلِها؛ فسأل عنها فَذُكِر له والدُها؛ فخطبها وعقد عليها؛ ثم قال: جهزوها لي حتى رجوعي من سفري؛ فلما دخل عليها بعد مدة؛ قال يا هذه: ما تعرضك لي يومئذ؟


قالت : يا هذا!. لا تعجبن من امرأة أن تقول هويت! فوالله لو كانت حاجتها عند أحد السودان لكان هو هواها.


فلا تقولوا مقولة السفهاء: إن السائق ليس برجل؛ فكم من امرأة عالية المنزلة؛ سقطت في أوحال رجالٍ دونٍ سفلة.


وبعض النساء تخرج سافرة دون رباط ولا زمام؛ تخرج في أي وقت؛ وتدخل في أي وقت؛ أما سأل نفسه ذلك الرجل إلى أين تذهب؟


هل يُتَصور أنه لا يدري ؛ أم أنه يدري ولكنها الانهزامية .


كما أن بعض الناس لا يطيب له الخروج مع زوجته؛ إلا وهي سافرة متبرجة؛ وقد كشفت الوجهَ والمحاسن؛ أليس حاله كأنه يقول للناس جميعاً: تعالوا وانظروا إلى زوجتي وعفتي؛ ومستودعِ شرفي ورجولتي!.


يا للعجب!! أيجعل الرجلُ شرفه وعرضَه سلعةً للنظر بأرخص الأثمان؛ بل وبلا ثمن؟!


تعدو الذئابُ على مَن لا كلاب له..


وتتقي مربضَ المستنفـرِ الحـامي


ومن المصائبِ المفجعة والمهالكِ المردية؛ مما يجعل القلب يذوب كمداً وألماً؛ إحضار بعضِهم لجهاز " الستلايت " في بيته؛ يدعو فيه أهلَ بيته- شعر أم لم يشعر- للرذيلةِ والانحرافِ؛ وتعلم أسباب الريب؛ وإحياء الرذائل؛ وقتل الفضائل.


فتجد في البيت فتاةً عزباء؛ ربما قد تأخر زواجها؛ أو فتاة صغيرة لم تعرف من أمورِ الدنيا شيئاً؛ فيزرع لها هذا الجهازَ في بيتِها فيؤجج الغريزة، ويلهب المشاعر؛ ويسهّل الوقوعَ في الخطأ؛ بسبب تلك اللقطات المهيجة، والأفلام المؤثرة التي تحرك الجماد؛ فإن لم تجد ما تفرغ فيه غريزتها في الحلال؛ سعت إلى الحرام؛ الذي دَّرسها هذا الستلايتُ كيفية الوقوعِ فيه وبسهولة.


وقد تكون هذه المرأةُ محرومةً عند زوجٍ لهى عنها في المخيمات أو الديوانيات؛ أو ربما بمعاشرة البغايا والساقطات؛ فتجلس تصارع الأمَرَّيْن؛ بين ستلايتٍ يؤجج المشاعر وتعرض فيه أحلى صورِ الرجال؛ وبين زوج عابثٍ لاهٍ انشغل في ملذاته؛ فلا تجد سبيلاً إلا الوقوعَ في الخطأ.


فماذا يرتجى من امرأة تسمعُ الكلامَ الفاحشَ؛ والأغاني الماجنة؛ والأشعارَ المهيجة؛ وكلمات الحب والهيام؛ وترى الصور العارية؛ هل ستبقى بعد ذلك متماسكة؟! كلا واللهِ ؛ بل لو كانت جبلاً لاندك.


ونحن هنا لا نسهِّل للمرأة الانحراف ولا نؤيدها عليه؛ ولكننا نحكي واقع الحال علَّهُ يتنبه له رجالٌ يخافون على أعراضهم أن تُدنَّس.


فكم من شخصٍ أحضر الستلايت إلى منزله فغيَّر عليه أخلاق أبنائه وبناته؛ فبدأْنَ يمْسِكنَ الهاتفَ بكثرة؛ ويعصين الوالدين؛ ويسترجلن على إخوانهن وأزواجهن؛ ألا يرى من أحضر الستلايت ذلك التغير؟!..


( أم تحسب أنَّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) .


لقد أحضره أناسٌ على غفلةٍ بِصَنيعهِ فجنوا الخزيَ والعارَ؛ والويلَ والدمارَ؛ فأججوا غرائز بناتِهم؛ وألهبوا قلوبَهن؛ حتى وقعن في الخطيئة؛ فاسودت وجوهٌ بيضاء؛ وذلت رؤوس شامخة؛ وقاموا ليندبوا حظهم العاثر؛ فخرجت تلك الصرخات المحزنةُ تجيبهم ..


كفى لوماً أبي أنـت المـُـلامُ


كفاك فلم يعد يُجدي المـَـلامُ


عفافي يشتكي وينوحُ طُهــري


ويغضي الطرفَ بالألـم احتشامُ


أبي كانت عيونُ الطـهرِ كُحلى


فسال بكحلها الدمـعُ السِّجامُ


أنا العـذراءُ يا أبتــاه أمسى


على الأرجاسِ يبـصرها الكرامُ


سهامُ العـارِ تغـرسُ في عفافي


وما أدراك مــا تلك السهامُ


أبي من ذا سيُغضي الطرفَ عني


وفي الأحشاءِ يختِلجُ الحــرامُ


أبي مـن ذا سيقبلـني فتـاةً


لها في أعين الناسِ اتهـــامُ


جراحُ الجسم تلتئم اصطبـاراً


وما للعـرضِ إن جُرح التئامُ


أبي هذا عفـافي لا تلــمني


فَمِن كفيكَ دنســه الحرامُ


زرعتَ بدارنا أطباقَ فسـقٍ


جَناها يا أبي ســمٌّ وسامُ


تَشبُّ الكفـر والإلحاد ناراً


لها بعيون فطرتنا اضـطـرامُ


نرى قَصصَ الغرامِ فيحتـوينا


مثارُ النفسِ ما هذا الغـرامُ؟


فنونُ إثارةٍ قد أتقنوهـــا


بها قلبُ المشاهدِ مستهــامُ


كأنك قد جلبـتَ لنا بغيـاً


تراوِدنا إذا هجـع النيــامُ


فلـو للصخرِ يا أبتاه قلـبٌ


لثارَ.. فكيف يا أبتِ الأنـامُ


تخاصمـني على إنقاضِ طهري


وفيك اليومَ لو تدري الخصامُ


أبي حطمتني وأتيـتَ تبـكي


على الأنقاضِ ما هذا الحُطامُ


أبي هذا جنـاك دمـاءُ طهري


فمن فينا أيا أبــتِ الـملامُ


فهل من مستجيب قبل وقوع المصيبة، وحلول النقمة؟!


لماذا لا نتعظ بغيرنا ؛ أننتظر أن يتعظ غيرُنا بنا؟!


أخرجوا هذه الأطباق التي جلبت لكم الغربية النتنة فاحتضنتها بيوتكم.


أتنتظرون أن تخرج البنت مع الصديق رغماً عنكم؟


أتريدون أن تجلب صديقها إلى المنزل؟!


هذا هو الذي يعلِّمه الستلايت؛ فاستيقظوا..!


وعلى عظم مصيبة الستلايت؛ إلا أنها بدأت هينةً أمام فتنة الإنترنت !.


وهذا مصداق حديث النبي r: « تأتي الفتن يرقق بعضها بعضا..»؛ أي: كلما جاءت فتنة هوّنها ما بعدها؛ وجعلها تبدو وكأنها صغيرة؛ وهي ليست صغيرة ولكن لعظم ما خلفها من الفتن.


أتعلمون ما الإنترنت؟


هو ذلك الجهاز الذي يربطك بالعالم؛ من شماله إلى جنوبه؛ ومن شرقه إلى غربه؛ فتقرأ ما تريد؛ وتدخل من القنوات ما تريد؛ ويظهر فيه كل منظر وكل كلام بلا قيود.


وقد دمر هذا الإنترنت كثيراً من الفتيات؛ فتغير سلوكهن؛ وبدأن الصداقات مع الشباب عن طريق الشات - وهو المحادثة- ؛ وبدأت العلاقات التي لا يُقصَد من ورائها إلا الفاحشة وانتهاك العرض.


فيا أيها الغيورون: كيف تسمحون لبناتكم الخوض في بحور الإنترنت ؟.


أين حميتكم ؟أين غيرتكم ؟ أين شهامتكم؟


أما يكفي فساد الشوارع المحيطة حتى تجلب لها فساد العالم أجمع؟


والعجب ممن يسمح لنسائه بدخول مقاهي الإنترنت بحجة البحوث الدراسية.


كيف تسمح لمحارمك بالاختلاط بشباب المقاهي؛ الذي لا يحضر أغلبهم إلا من أجل الفساد؛ والبحث في قنوات الرذيلة؟!.


ومما عمّ وطمّ، وحطم المبادىء والقيم؛ والذي يقف عنده كل قول؛ ويضعف أمامه كل تعبير؛ السماح للفتيات بالاختلاط في الدراسة أو العمل!.


وهذا ما نقول عنه وما نذر؟ وكيف نبدأ وأين ننتهي ؟


كل شيء فيه محزن ؛ وكل شيء فيه مؤلم.


ليل من الغم أم فجر من الكمـد


واضيعة الحق فيك اليـوم يا بلدي


أرثي لقوميَ أم أغضي علـى ألمي


شجىً بحلقي وأجبالاً على كبـدي


إن الاختلاط هو سبب كل رذيلة؛ وذريعة لسلب العرض وفقدان الشرف.


فكم من فتاة دخلت محتشمة فتبرجت؛ ودخلت عاقلة فغشيها السفه.


أما سأل وليُّها نفسه عن السبب؟!


أم هو يرى ولكنه يغمض العين؛ لأجل أنه يفكر باستثمارِ راتبها؛ أو التخلصِ من نفقتها؛ أو لشيء آخر وهو الدياثة.


بالله عليكم كيف بامرأة تخالط رجلاً غريباً؛ هل يُتصور أنها لن تميل إليه؟!


تجلس الفتاة مع شاب في غرفة واحدة أو قاعة واحدة؛

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة