عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-04-2006, 03:31 PM   #10
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

بارك الله في الجميع ...

قرأت ما جاء في هذا الموضوع : ( كتب قيمة في مجال الرقية الشرعية والأمراض الروحية !!!)
فتذكرت التالي :
ـــــــــــــــــــــــــــــ

[ المشهد الثاني :
قال الراوي : كنت مدرساً في أحد المدارس وطلابي في نهاية المرحلة الإعدادية ، ذات يوم دخلت على الفصل في حصة إشغال _ احتياط _ بدلا من مدرس غائب ، فقررت أن استغل هذا الوقت بما يفيد ..
وكنت يومها أقرأ في كتاب رائع ، وكنت قد مررت فيه على فصول بديعة ، ذات أسلوب آسر ، وعبارات رشيقة ، وطرح رائع ، وفكرة قوية ، يحتاج إليها كل إنسان في أي دائرة من دوائر الحياة ..

فقلت في نفسي : هذه فرصة مواتية .. تكون حصة قراءة .. ومناقشة أدبية ، وتحبيب في عالم القراءة ، ووقوف على جمال البيان ، وإثراء للمفردات والصور الجميلة ، ومحاكاة لها ، ثم تأكيد على الفكرة وتعزيز لها من شواهد أخرى ..
ولم يخيب الله أملي .. وجرت الحصة رائعة .. وكانت الثمرة أن ألح الطلاب على معرفة اسم الكتاب .. والكاتب .. لشرائه .. رغم أنني لم أطلب منهم ذلك .. ولكن إعجابهم به دفعهم إلى ذلك ..

قال الراوي :
حين خرجت من الفصل متجهاً إلى حجرتي ، لحق بي أحد الطلاب ، وكان طالبا متميزا جداً ، ونجيبا جداً ، وقد أنعم الله عليه بمواهب عدة ..
فألح عليّ أن أعيره الكتاب ليومي الخميس والجمعة _ العطلة _ .. وذكر أنه أعجب بالموضوع ، وطريقة عرضه ، وجمال أسلوبه .. ونحو هذا ..
قال الراوي : قلت : بل دعه معك لأسبوعين اثنين حتى تفرغ من قراءته تماماً ..
وكاد أن يطير ، وتلعثم وهو يثني ويشكر ..

قال الراوي :
مع اطلالة يوم السبت ، كان الطالب ينتظرني على باب حجرتي .. منكس الرأس ، فسلمت عليه ، وأدخلته ، ثم سألته عن الكتاب .. وكنت قد لمحت الكتاب في يده ..
فما راعني إلا أن قال :
لم أقرأه ...لم أقرأ فيه صفحة واحدة ..!!
ووضع الكتاب على طرف الطاولة ..فسألته عن السبب .. فسكت قليلاً ثم قال في صوت متهدج :
ما كنت أبداً أظن أنك ستخدعني !!! والله أنا أحبك وأعتبرك قدوة لي ..ولكن ما خطر لي أبداً أنك يمكن أن تخدعني !!
ثم دمعت عيناه .. فسألته أن يوضح أكثر .

فقال : حملت الكتاب في فرح شديد إلى البيت ، وكنت كمن عثر على كنز ، وكنت أوطن نفسي أنني سأنتفع بالكتاب غاية الانتفاع ..
وفي البيت .. رأي أخي الأكبر ، وهو إنسان متدين ملتزم جداً ، رأى الكتاب في يدي ، فطلب أن ينظر إليه ، فلما أمسك به ، ورأى اسم الكتاب والمؤلف رماه جانباً ، وأخذ يحذرني من القراءة لأمثال هذا ..
وأن الكتاب مملوء بالأخطاء ، وأن فكر الرجل ملوث ..الخ الخ

قال الراوي :
وكظمت غيظي ، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم .. وسكت قليلا .. ثم قلت : هل أقترح عليك شيئاً .. وتناولت قلماً أحمر ، وناولته الكتاب مرة أخرى ومعه القلم الأحمر .. ونظر إليّ متعجباً ..
وقلت : بلغ أخاك مني السلام ، والتحية والاحترام ، والشكر لأنه لفت نظري إلى هذا الأمر ..
وقل له : يطلب منك الأستاذ أن تتكرم وتشير بالقلم الأحمر إلى مواضع الخطأ في الكتاب موضعاً موضعاً ..وسأكون له من الشاكرين .. لأنني قرأت الكتاب كله ، وأنا الأن أعيد قراءته ، ولم ألاحظ فيه هذه الأخطاء التي يتحدث عنها. _ والكتاب في حدود الثلاثمئة صفحة _ ..

قال الراوي : وبرقت عينا الطالب ، وتهلل وجهه ، وفرح بما سمع ، وانصرف شاكرا ..
في اليوم التالي : جاء الطالب وقال : للأسف رفض أخي العرض ..
وألححت عليه أن يسمعني ما قال أخوه بالضبط ..
فتحرج قليلا ثم قال :
رفض فلما ألححت عليه قال أنه ليس فاضيا لقراءة مثل هذه الترهات !!
قال الراوي : وهنا لم استطع أن أتمالك نفسي ، ووجدتني أسوق جملة من الكلام الشديد ، وأخبرته أن يبلغ أخاه عني : أن هذا ليس من أخلاق طالب علم ، وإنه طالب هوى ، أو مقلد لفلان لا أكثر ولا أقل .. ونحو هذا من الكلام الذي اعتذرت منه للطالبي الصغير الذي وقع في حيص بيص بين أخ يحبه ، ومدرس يقدره ويحترمه ويراه قدوة !!!
السؤال :
ترى ما أثر مثل هذه الحادثة على هذا الطالب وأمثاله ؟!
الله المستعان ..] اهـ

ـــــــــــــــــــــــــــــ
بو عبد الرحمن

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة