وأما عن الخشوع، فهذا أمر جليل القدر أيضاً، وهو أمر عظيم إذا حصلته نفعك حتى في توبتك والمحافظة عليها، وحقيقة الخشوع هي أن تستحضر في نفسك عظمة الله وجلالته وهيبته، وأن الله مطلع عليك عالم بسرك وجهرك، فحينئذ يخشع قلبك ولو كنت خارج الصلاة ولو كانت في عملك أو في بيتك، بل ولو كانت في صحبة رفقائك وأصدقائك، وهذا أيضاً يتطلب منك دوام محاولة استحضار علم الله بك وأنه يراك ويطلع عليك وعلى سرك وخفايا نفسك، وهو بعينه مقام الإحسان، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.