وأيضاًَ فإن من علامة صدق التوبة وتوفيقك فيها، أن تبتعد ليس عن المعاصي فقط، بل وتبتعد أيضاً عن أسباب المعاصي، وعن الوسائل التي توقع فيها، فلا بد لك من ترك الذنب وترك السبب الذي يؤدى إليه، وهذه علامة التائب الموفق الذي يستعلي بإيمانه، ويرتفع بكرامته أن يكون عبداً لهوه أو عبداً للشيطان، فإذا دعته نفسه مثلاً إلى نظرة حرام تذكر قول الله تعالى : ** وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى **، فكن على حذر من الذنب ومن أسبابه التي تدعو إليه .