فإن هذا السؤال الذي سألته هو سؤال عظيم جداً، وهو سؤال يدل -إن شاء الله تعالى- على رعاية الله إياك، وعلى حسن توفيقه وتسديده، فإن أعظم ما ينبغي أن يهتم به العبد وأجل ما تنصرف إليه همته هو التقرب إلى الله وطلب مرضاته، وهذا السؤال الذي سألته هو مثل ما سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه) الحديث أخرجه الترمذي في سننه.وأما عن كيفية التوبة، فإن أول ما ينبغي أن تقوم به في هذا الشأن هو أن تعرف معنى التوبة ومعنى أن تكون تائباً، والتوبة معناها الرجوع إلى الله، وذلك بالندم على الذنب مع تركه والتخلص منه ثم بعد ذلك بالنية الصادقة الحازمة على عدم تكرار الذنب، فصار معنى التوبة إذن هو: