وفي باب الشفاعة
وفي قوله(وَ لاَ تَنَفَعُ الشَّفَعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَن أََذِنَ لَهُ)سبأ23؛فلا تنفع عند الله الشفاعة لهؤلاء؛لأنَّ هذه الأصنام لا يأذن الله لها،فاتقطعت كل الوسائل والأساب للمشركين،وهذا من أكبر الآيات الدالة على بطلان عبادة الأصنام ؛لأنها لاتنفع عابديها لا استقلا لًا ولا مشاركةً ولامساعدةً
ولا شفاعةً؛ فتكون عبادتها باطلة قال تعالى (وَمَن أَضَلُّ مِمَّن يَدعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لَّا يَستَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الِقيَمَةِ) الأ حقا ف 5 ؛ حتى ولو كان المدعو عاقلًا ؛لقوله
من) ،ولم يقل)ما)، ثم قال تعالى(وَهُم عَن دُعَآ يِهم غَفِلُوُنَ(5)وَإذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُواْ لَهُم أَعدَآءً و َ كَانُوا بِعِبَادَتِهِم كَفِرِينَ)الأحقاف 5-6 وكل هذة الآيات تدل على أنّه يجب على الإنسان قطع جميع تعلقاته إلا بالله عبادةً وخوفاً ورجاءً وأستعانةً ومحبةً وتعظيمًا؛ حتى يكون عبدًا لله حقيقة، ويكون هواه وإرادته وحبه وبغضه وولاؤه ومعاداته لله وفي لله؛ لأنَّه مخلوق للعبادة فقط،قال تعالى(أَفَحَسِبتُم أَنَّمَا خَلَقنَكُم عَبَثًا وَأَنَّكُم إِلَينَا لَا تُرجَعُونَ)المؤمنون 115،أي: لا نأمركم ولا ننهاكم، إذ لو خلقناكم فقط للأكل والشرب والنكاح؛ لكان ذلك عين العبث،ولكن هناك شيء وراء ذلك، وهو عبادة الله سبحانه في هذه الدنيا.
وقوله
إِلَينًا لَا تُرجَعُون):أي:وحسبتم أنكم إلينا لا ترجعون،فنجازيكم إذا كان هذا هو حُسْبَانَكَم ؛فهو حُسْبان باطل.ص 216