عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-07-2010, 01:35 PM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي حديث وفوائد للشيخ الألباني رحمه الله

حديث وفوائد للشيخ الألباني رحمه الله




" إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص


عليك الوصية آمرك باثنتين و أنهاك عن اثنتين آمرك بـ ( لا إله إلا الله ) فإن

السموات السبع و الأرضين السبع لو وضعت في كفة و وضعت لا إله إلا الله في كفة

رجحت بهن لا إله إلا الله و لو أن السموات السبع و الأرضين السبع كن حلقة مبهمة

قصمتهن لا إله إلا الله . و سبحان الله و بحمده فإنها صلاة كل شيء و بها يرزق

الخلق . و أنهاك عن الشرك و الكبر . قال : قلت : أو قيل : يا رسول الله هذا

الشرك قد عرفناه فما الكبر ? - قال - : أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما

شراكان حسنان ? قال : لا . قال : هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ? قال :

لا . قيل : يا رسول الله فما الكبر ? قال : سفه الحق و غمص الناس " .



قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 209 :

غريب الحديث :

( مبهمة ) أي محرمة مغلقة كما يدل عليه السياق . و لم يورد هذه اللفظة من

الحديث ابن الأثير في " النهاية " و لا الشيخ محمد طاهر الهندي في " مجمع بحار

الأنوار " و هي من شرطهما .


( قصمتهن ) . و في رواية ( فصمتهن ) بالفاء . قال ابن الأثير :

" القصم : كسر الشيء و إبانته , و بالفاء كسره من غير إبانة " .


قلت : فهو بالفاء أليق بالمعنى . و الله أعلم .

( سفه الحق ) أي جهله , و الاستحفاف به , و أن لا يراه على ما هو عليه من

الرجحان و الرزانة . و في حديث لمسلم : " بطر الحق " . و المعنى واحد .

( غمص الناس ) أي احتقارهم و الطعن فيهم و الاستخفاف بهم .

و في الحديث الآخر : " غمط الناس " و المعنى واحد أيضا .

فوائد الحديث :

قلت : و فيه فوائد كثيرة , اكتفي بالإشارة إلى بعضها :

1 - مشروعية الوصية عند الوفاة .

2 - فضيلة التهليل و التسبيح , و أنها سبب رزق الخلق .

3 - و أن الميزان يوم القيامة حق ثابت و له كفتان , و هو من عقائد أهل السنة

خلافا للمعتزلة و أتباعهم في العصر الحاضر ممن لا يعتقد ما ثبت من العقائد في

الأحاديث الصحيحة , بزعم أنها أخبار آحاد لا تفيد اليقين , و قد بينت بطلان هذا

الزعم في كتابي " مع الأستاذ الطنطاوي " يسر الله إتمامه .

4 - و أن الأرضين سبع كالسماوات . و فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين و غيرهما ,

و لعلنا نتفرغ لنتبعها و تخريجها . و يشهد لها قول الله تبارك و تعالى :

( خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن ) أي في الخلق و العدد . فلا تلتفت إلى من

يفسرها بما يؤول إلى نفي المثلية في العدد أيضا اغترارا بما وصل إليه علم

الأوربيين من الرقي و أنهم لا يعلمون سبع أرضين ! مع أنهم لا يعلمون سبع سماوات

أيضا ! أفننكر كلام الله و كلام رسوله بجهل الأوربيين و غيرهم مع اعترافهم

أنهم كلما ازدادوا علما بالكون ازدادوا علما بجهلهم به , و صدق الله العظيم

إذ يقول : ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .

5 - أن التجمل باللباس الحسن ليس من الكبر في شيء . بل هو أمر مشروع , لأن الله

جميل يحب الجمال كما قال عليه السلام بمثل هذه المناسبة , على ما رواه مسلم في

" صحيحه " .

6 - أن الكبر الذي قرن مع الشرك و الذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال

ذرة منه إنما هو الكبر على الحق و رفضه بعد تبينه , و الطعن في الناس الأبرياء

بغير حق .

فليحذر المسلم أن يتصف بشيء من مثل هذا الكبر كما يحذر أن يتصف بشيء من الشرك

الذي يخلد صاحبه في النار .

المصدر
"السلسلة الصحيحة"

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة