1- اولا : تقوى الله والمداومة على الأذكار الشرعية.
فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين ،،،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ رَكَبَ خَلْفَ رَسُولِاللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْماً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليهوسلم- « يَا غُلاَمُ إِنِّى مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَاحْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ وَإِذَا سَأَلْتَ فَلْتَسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَااسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُواعَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُلَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍقَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ » مسندأحمد
فمن حفظ اللهحفظه الله ووجده أمامه أينما توجه ومن كان الله حافظه فممن يخاف ولمن يحذر؟؟
وبقراءة الآيتينالأخيرتين من سورة البقرة تكفياه بإذن الله تعالى
عن أبي مسعود رضي الله عنه قالقال النبي صلى الله عليه و سلم ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه )صحيح البخاري
وأيضا قراءة آية الكرسي
عن أبي هريرة رضيالله عنه قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلمبحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسولالله صلى الله عليه و سلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنهفأصبحت فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ) . قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال ( أما إنه قدكذبك وسيعود ) . فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنه سيعود ) . فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسولالله صلى الله عليه و سلم ( يا أباهريرة ما فعل أسيرك ) . قلت يا رسول الله شكاحاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال ( أما إنه كذبك وسيعود ) . فرصدتهالثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مراتتزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو ؟ قال إذاأويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ** الله لا إله إلا هو الحي القيوم ** . حتى تختمالآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيلهفأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ما فعل أسيرك البارحة ) . قلت يارسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ( ما هي ) . قلتقال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم ** الله لا إله إلاهو الحي القيوم ** . وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أما إنه قد صدقك وهوكذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ) . قال لا قال ( ذاك شيطان )
والإكثار من قراءة المعوذتين :
عن أبي سعيد قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلت أخذ بهما وترك ماسواهما "
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
"إن هاتين السورتينلايستغنى عنهما أحد قط ، فإن لهما تأثيراً خاصاً في دفع السحر والعين وسائرالشرور.
الإكثار من التعوذات النبوية وهي كثيرة جدا منها :
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميعالعليم ، ثلاث مرات لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
من جرب هذه الدعواتوالعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعدوصوله .
وقد يقول قائل : نرى كثيرا من الناس لاينتفع بهذه الرقىفما هو السبب علما بأنهم يقرؤونها ؟
وكفانا مؤنةالإجابة عن هذا السؤال ابن القيم رحمه الله تعالى حيث قال: "لاينكر عدم انتفاع كثيرمن المرضى بطب النبوة ، فإنه ينتفع به من تلقاه بالقبول والإيمان ، فهذا القرآنالذي هو شفاء للصدور إن لم يتلق هذا التلقي لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها بللا يزيد الظالمين إلا خسارا قال تعالى :
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌلِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء : 82]
فطب النبوة لايناسب إلا الأبدانالطيبة والقلوب الحية،فعدم انتفاع بعض الناس بالرقى النبوية ، لايدل ذلك على قصور فيها ، وإنما يدل علىخبث الطبيعة وفساد المحل وعدم التلقي بالقبول .
فالمنفعة من الرقى تكون بحسب قوةإيمان قائلها وقوة نفسه واستعداده وقوة توكله وثباتقلبه.
فإنها سلاح والسلاح بضاربه . فإن كانتيده قوية أصاب من عدوه مقتلا . وإلا فإنه قد لايؤثر فيه ولو كان السيف صقيلا جديدا . فعلى المسلم الذي لاينتفع بالرقى أن يجتهد بتقوية إيمانه. " اهــزاد المعاد لإبن القيم
ثانيا : التبريك من العائن .
نظرا لما للعين من أخطار ضارة تحصل للمعين أرشدنا النبيصلى الله عليه وسلم لأمر إذا فعلناه قضى على تأثير العين بإذن الله ألا وهو التبريك .
ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة عندما عان سهل بنحنيف : "ألا بركت "
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إذا رأى أحدكم من نفسه و أخيهما يعجبه فليدع بالبركة فإن العين حق"
فيفهم منقوله صلى اله عليه وسلم " ألا بركت " وقوله" فليدع بالبركة " أن التبريك لا تضر معهعين العائن وإنما تضر إذا لم يبرك ،وصفة التبريك :
قيل إنها قول العائن : تبارك الله أحسن الخالقين . وقيل : اللهم بارك فيه .
وقيل : اللهم بارك عليه . وقيل بارك الله فيه . وكلها معان متقاربة .
((وهناك الرقى ))
رقيـة جبريــل عَلَيْهِ السَّلاَمُ
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَقَاهُ جِبْرِيلُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِى عَيْنٍ.صحيح مسلم
ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له: وهو أن الآيات، والأذكار، والدعوات، والتعوذات التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل، أو لعدم قبول المنتفع، ولذا فإن العلاج بالرقى يكون بأمرين:
أمر من جهة المريض، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المريض يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى الله تعالى، واعتقاده الجازم بأن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان؛ فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصار من عدوه إلا بأمرين:
أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً، فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران جميعاً: يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.الأمر الثاني من جهة المعالج بالقرآن والسنة أن يكون فيه هذان الأمران أيضاً